Ch. 20 "الأخوات"

46 5 13
                                    

تقبل الله منا و منك صالح الأعمال 🌛✨

فوت + كومنت

استمتعوا 🎆 💙

~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~

سمعتْ لورين صَوت عجلات دراجة ساعي البريد تغادر محل إقامتها قبل أن تنزل لتناول طعام الإفطار، فضّلتْ دائماً وقت تناول وجبة الإفطار عن أوقات بقية الوجبات، فهي لا تضطر لتحملِ رؤية وجه خالتها التي كانتْ ترتعب منه يومياً و لكنها أمستْ تصف وجه السيدة في دواخلها بالقبح، و لقد شعرتْ بأنها تمقتها أكثر و لمْ يعد هناك رُهاب من أي نوع و تساءلت في خلدها كيف تبدل شعورها بين ليلة و ضحاها؟ هل يعقل بأن موقفها مع جون كان قاسمة الظهر؟ لقد استنتجتْ بأنه ربما كانتْ لتتفادى النقاش أو المواجهة لو كانتْ هي محور المشكلة، سلوكها، أو تصرفها، أو رأيها، أو حتى ذوقها، و لكن خالتها هذه المرة هاجمت شخصاً عزيزاً عليها دون وجه حق، و هي تعتبر هذا الشخص هو أعز من تعرف على وجه الأرض بعد والدها الغائب و أمها المتوفاة لقد عاملها بحنان و لطف كانتْ قد افتقدته منذ زمن بعيد و لمْ ينتظر منها مقابلاً، و لهذا السبب شعرت كما لم تشعر من قبل بأن في داخلها شعلة كراهية ذات ألسنة لهب لاذعة تجاه خالتها و هي تكاد تطال مشاعرها تجاه أخويها، إنها شعرت بالنفور و المقت، لقد صرحت لنفسها بأنها لا تستطيع أن تؤذي خالتها أو أخويها حتى لو أرادتْ، فما زالت لورين كما هي لم تتغير و لن ترد القبح بالمثل، و لكنها لم تعد تطيق أن ترى وجه أيٍ من الثلاثة أو حتى أن تتكلم معهم، إنها قد بنت لنفسها سوراً و عزمت أن تقذف بمدفع غضبها كل من يحاول أن يتعدى عليها أو على مشاعرها.

لم ترَ أي فرد من أفراد أسرتها منذ عادتْ من الخارجِ بعد حوارها الشيق مع جون، لقد اندستْ بهدوءٍ نحو غرفتها و طلبتْ أن تتناول طعام العشاء في غرفتِها و علمتْ أن تصرفها هذا لن يعجب خالتها و لكنها على غير عادتها كانتْ مستعدةً للمواجهةِ لو قدمتْ.

لمْ تود رؤية أحد رغم أن حالتها المزاجية كانتْ في حالة جيدة جداً، فأعلنت لنفسها دفاعاً بأن هذا الحال أفضل حالياً فهي لا تريد أن يتكرر الحديث عن الموقف الذي حدث مجدداً من قبل أي شخص، ولا أن ترى أحداً فتثار حميتها من جديد ففضلتْ الوحدة مع حفاظها على سعادتها التي تشعر بها و هي تفكر فيه هو، الوحيد الذي استطاع أن يشعرها بهذه البهجة منذ زمن بعيد.

أخيراً و في اليوم الموالي نزلتْ لورين فهي لن تظل حبيسة في غرفتِها إلى الأبد، و ظلت تحاول كبح انفعالها في كل خطوة تخطوها كلما تذكرتْ ما حدث البارحة و بأنها لمْ ترى أحداً من بعدها و أن آخر جملة أعلنتها للجميع "لقد سئمت منكم جميعاً"، هي حتماً لمْ تكن تقصد أبناء عمها و لكن عبارتها كانتْ بصيغةِ الجمع لكلِ الحاضرين رغم أن نظراتها وجهتْ نحو عيون إخوتها حصراً، و لكنها تذكرت بأنه لمْ يحاول أحد التكلم معها من بعدها مما ضاعف أسفها و اعترفت لنفسها بأنها أخطأت ربما لجعل عبارتها بصيغة الجمع، و لكن ذلك ما حدث و لن تستطيع تغييره ما زالت لا تريد الحديث مع أحد إنها خجلة منهم –أي أبناء عمها- فهم يكنون لها الحب و الاحترام و كانتْ تدرك ذلك تماماً، و هذا ما ضاعف خجلها من مواجهتهم، أخذ عقلها يفكر بالاعتذار و أن يبرر بمن كانتْ تقصد بعبارتها، كانتْ تأمل أن لا تضطر لذلك و أن أقربائها قد فهموا مقصدها لحظة تلفظها بتلك العبارة.

عشقتها فآلمتني | BTS - Maknae Lineحيث تعيش القصص. اكتشف الآن