-4-

301 43 1
                                    

- يُسدل جفنَيه و يُرخي جميع عضلاتِه ، يَده تَروح و تَجيء بقَوسه علىٰ الأوتار ، صَدره يَعلو و يهبِط بهدوءٍ حتَّىٰ كاد أن يُغفَل عنه ..

يُشابِك رجلَيه علىٰ أرض المَسرح أمامَها مُقيمًا ظهرَه في اعتِدال ، نقاءُ بشرتِه يَبرُز بسبب الأضواءِ الخافِتة ، و تورُّد شفتَيه بادٍ يأسِر روحهَا .

أرادتْ الغرَق فيما أسفَل جفونِه ، فقَط لَم تستطِع ..
بدت واقِعةً لَه و بِشدَّة ، و تعلَم خطَر هذا .

تشكُر القَدر داخِلها ألف مرَّةٍ لأنَّه ألقاها ثانيَةً هُناك لتَجده وحيدًا شارِدًا علىٰ أخشابِ المَسرح .

و هوَ ؟..
كان يعزِف مقطوعةً مُميَّزة ، لَم يجِد نفسَه علىٰ الأرض حينَها ..

انتَبه بالفِعل لرجَفات قلبِه حين تُجاوِره ، و هو غَير راضٍ بهذا ..
بدأ قَلبه بالتَّمرُّد ليَزيده ألمًا ، و بدأتْ عَيناه في العصيان داعِمةً لذاك الخافِق المُتمرِّد .

---

العَرض الأخِير - كِ ت.ه‍حيث تعيش القصص. اكتشف الآن