-4-

180 39 3
                                    


- كلُّ شعورٍ كان بِه تلاشىٰ لتستحِل ألحانُها مكان كلِّ شيءٍ داخِله ، و تستحِلّ عيناه الغرَق بها عميقًا و أعمق مِن المُباح .

معزوفةٌ أُخرىٰ تُضاف لمكتبةٍ خصّصها لها بقلبِه ، معزوفةٌ أخرىٰ تُحيي رغبتَه بضمّها إلَيه لأنّه اكتفىٰ مِن كلِماتها الثّقيلة الّتي اندثرتْ تحت النّوتات ..

اكتفىٰ مِن سماع بُكاء أوتارِها نيابةً عن عَينَيها الّتي جفّتْ بها الدّموع ، و اكتفىٰ مِن تخبّطاتها وحيدةً في تجويف كمانِها و إعجاب الجمهور بذلك ..
و حتمًا اكتفىٰ مِن تلك الفجوة بَينهما ، مِن تجاهُلها له رُغم ملاحظة كم مِن العُمق تغوص عيناه بداخِلها ، و مِن رسائله الّتي تخطُّ منذ عامٍ و تمكُث حزينةً لا تجِد لها مُستلِمًا أو قارِيء ..

أفرغتْ كلّ ما بجعبتِها مِن ألحانٍ للّيلَة ، و استقامتْ تُحيي الحاضِرين بإيماءةٍ بسيطةٍ ثمّ تلتفِتُ لتعود حيث أتتْ .
و لَم يستقِم هو ، حتّىٰ بعدما غادر جميع الحاضرُون ..


---

العَرض الأخِير - كِ ت.ه‍حيث تعيش القصص. اكتشف الآن