-6-

249 45 0
                                    

- باليَوم التَّالي امتلأتْ تِلك القاعَة الفارِغة ، و جُهِّزتْ خشبة المَسرح .. حفلٌ آخَر يُقيمه كمانُه .

بردائِه الرَّسمي الأسود و خُصلاتِه المُنسدلة علىٰ جبينِه و كمانِه البنيِّ المُصاحِب ، خرَج ..

يجلِس بهدوءه المُهيب يتأمَّل الحُضور ، يَبحث بَينهم عن عَينَين مألوفتَين ..
و كما أخبرَتْ ، كانتْ هُناك ..

برداءٍ أسوَد مُنطفِيء و عقدٍ بلّوريٍّ عانَق جيدَها .
لا وقتَ للتأمُّل ..

سارع في رَفع كمانِه بعد شهيقٍ عميق و بدأ في حديثِه الخَفيّ .

عادَته أن يعزِف مغمَض العَينَين ، لكِنَّه كسرها ليَرىٰ لَوحته المُفضَّلة ..

هاتان مُفاجئتَان لَم يتوقَّعهما أحدٌ اللّيلة
مقطوعةٌ جديدة و انكِشاف مُقلتَيه أثناء عزفِه ..

---

العَرض الأخِير - كِ ت.ه‍حيث تعيش القصص. اكتشف الآن