-10-

155 41 3
                                    


- توقّفتْ عن العزف و لَم ترفع رأسها ، لتمرّ ثوانٍ صامتةٍ و يجلِس مَن ميّزته أمامها .

"أكمِلي" ..
كلِمةٌ أخرىٰ تلقاها مِنه فتقذِفها لذكرىٰ و تلتقِفها أُخرىٰ ، انتفض قلبُها و زاد ذبول عَينَيها ، ترىٰ روحها ترقُد أسفل قدمَيها ولا تستفيق بسبب حروفِه لتُقرّر تخليص نفسِها بالانصياع و إتمام ما تعزِف .

سكنتْ الأوتار بعد دقائِق ، لترفع مقلتَاها لنديمِها ، ترسُم ابتسامةً واهنةً حاوَل رسم مثلها متجاهِلًا هياج عواصِف صدره و رغباتِ عشقِه الّتي تراوِده .

"لَم تسمعها قبلًا ؟"..
همستْ بها ليهزّ رأسه لكلا الجانبَين ببُطء فتومِيء هي .

صمتٌ طال ليَعي علىٰ نفسِه وسط تأمّله لكلّ جزءٍ بها و غوصِه بعَينيها متجاوزًا المسموح ، تحمحم ليردفَ مبرّرًا سبب وجوده و مشيرًا لدفتره السّاكن أرضًا جوارَها .. "نسيتُه ، آسِفٌ علىٰ المُقاطعة"

حمل دفتره و همّ ليرحَل لولا تلك الهامِسة الّتي أفصحتْ عن تمرّدها ، ليَعود حيث كان مع أعيُنٍ مُرتجفةٍ و عواصِف تهيج فَوق هياجِها هياجًا ..



---

العَرض الأخِير - كِ ت.ه‍حيث تعيش القصص. اكتشف الآن