-12-

217 47 4
                                    

- لَم يتعجَّب لكَيف هو مستسلِمٌ لَها ، و لَم تتعجَّب لكَيف اختِلافه اللَّيلة .
مكثا و هيَ فقط غفَتْ بَين ذراعَيه ..
خبَّأها بغُرفته و ترَكها بجانِب كمانِه و أوراقِه .

يحمِل نصلًا بارِدًا بَين أنامِله و يَجلِس في ركنٍ مِن أركان مسرحِه الهاديء .
تبتلِعه هالةُ هدوءٍ امتزج بحزنٍ عميق ، هالةٌ غريبةٌ مُؤلمةٌ حدَّ المَوت .

يحوم بشفرتِه حول عروقِه الخَضراء في شرود و نعومَة ، يَتذكَّر للمرَّة الأخِيرة سطور الهَزل المُؤلِم في مشاهِد تِلك اللَّعنة .
و يتذكَّر .. نجمته السَّاطعة الَّتي سيَتركها تلمع وحيدةً في السَّماء ، لا يَعلم أنَّها مِن بعده ستنتطفيء .
لكنّه حسَم قراره ، و قد حان الوَقت .

مرَّر شفرته علىٰ لحمِه يُمزِّق عروقَه و يُسدل سربالًا مِن دماءِه ..
لوهلةٍ ذكَّره هذا المَشهد بكَيف يُمرِّر قَوسه علىٰ أوتار الكمان ، جريان النَّصل علىٰ أوتار معصمِه شابَه تلاعُبه بكمانِه في كلِّ شَيء ..
كلاهُما أوتارٌ و كلِاهما هروبٌ و نحيبٌ صامِت .



---

العَرض الأخِير - كِ ت.ه‍حيث تعيش القصص. اكتشف الآن