part 12

30.5K 681 164
                                    

الجميع ينتظر منه أن يتحدث ولكنه يشعر وكأنه فقد القدره على الكلام ، كل شئ يُعاد أمامه وكأنه فيلم سينمائي... لا يستوعب شئ للان  ، هم كانوا يتحدثوا فقط حتي أنه لا يتذكر ما الذي قاله ، لا يدري ما الذي حدث ولكنه وجدها تسقط من بين ذراعيه بلا حركه   ، حاول افاقتها أكثر من مره بقلب ينتفض من خوفه عليها لكن كل محاولاته انتهت بالفشل ...أنها لا تعطي اي رد فعل حتي ووجهها شاحب كالاموات، لم يفكر مرتان وهو يحملها بين يديه ويركض للاسفل حتي قابلته والدتها التي ما أن رأت جسد ابنتها الهامد كالجثة هكذا  دوي صوتها بصراخ عالي ، لم ينتظر هو حتي أن يفسر لها شئ بل اكمل هبوطه مسرعاً إلى سيارته  .

مجرد دقائق وكان بالمستشفى الخاص بهم
لا يعلم كيف وصل بهذه السرعه ولكن كل ما يهمه الآن أن يراها تفتح عيناها وهي تبتسم كعادتها ... وصله صوت الطبيبه  ما أن دخل وهي تصرخ به بحده غريبه

_ تاني؟!! حرام عليكم انتوا بتعملوا فيها ايه

نظر لها باستغراب عما تتحدث لكنه ما أن رأي وجهها حتي استوعب ، انها نفس الطبيبه التي كانت تتابعها المرات السابقة

_ دخلها الاوضه دانا بفكر اكتب اسمها عليه  من كتر ما بتجبوها

حقا لو كان في وقت آخر  ل أراها كيف تتحدث معه ، بالكاد وضعها على سرير الكشف وتقدمت منها الطبيبه ... مجرد دقائق وملامحها انقلبت وهي تصرخ بالممرضين حولها بكلام لم يفهم منه شئ ولكن كل ما استوعبه أنها ليست بخير ابدا

فاق من شروده على صوت  الطبيبه التي لا يعلم متي خرجت  وهي تقول

_ اطمن يا حاج مدام تسنيم كويسه دلوقتي والحمدلله أن بشمهندس جاسر جابها على طول و انقذنا الوضع قبل ما يكبر ، بس اتمني متتكررش تاني عشان أنا حذرتها قبل كدا م الانفعال بس مفيش فايده

نظر لها سليم بعدم فهم وهو يقول

_ مش فاهم حاجه يابنتي هي مالها طيب وايه اللي حصلها مره وحده ده و انتي حذرتيها امتي

حولت الطبيبه انظارها لجاسر  وفهمت أنه لم يخبرهم عن المرات السابقة لها هنا ، أرادت أن تقول الحقيقه ولكن شحوب وجهه ونظراته التائهة لها جعلتها تصمت مره اخري وقالت بعد لحظات من صمتها

_ هي جات قبل كدا وكانت دماغها مفتوحه وانا وقتها قولت أن جسمها ضعيف جدا و عشان كدا من ااقل انفعال أو حركه بتتعب ده غير أنه ف الوقت الحالي الضعف ده مينفعش ابدا ولو فضلت كدا هيبقي خطر عليها وعلي الجنين كمان  لازم يبقي في اهتمام أكبر من كدا ارجوكم عشان الموضوع مش سهل فعلا و اه هي ف الاوضه دلوقتي تقدروا تدخلوا

ما أن أنهت جملتها حتي تركتهم و ذهبت ، تقدم مراد بملامح وجهه الغاضبه من جاسر وهو يقول

_ اقسم بالله يا جاسر لو كانت اختي تعبت بسببك هزعلك مني اوي

والحقيقه لو كان هذا التهديد في وقت آخر لكان سخر منه جاسر انا هو الآن لا يبدوا بوعيه حتي، الأفكار تتزاحم بداخل رأسه حتي أنه يشعر وكأنها ستنفجر منه نظر لهم وهم يتقدمون للغرفه فتحرك خلفهم بآلية
وما أن دخل حتي وجه الجميع له نظرات لوم وعتاب واخري غاضبه مشمئزه واخري متوعده ، تركهم جميعاً وهم يقفون بالقرب منها ينتظروا افاقتها و الممرضه بالقرب منها
و وقف هو في زاويه في اخر الغرفه ينظر لها بقلق... مجرد دقائق قليله وفتحت عيناها الرائعه ابتسمت وهي تري الجميع حولها... تحاول أن تخبئ تعبها وهي ترد عليهم بهدوء وابتسامه رقيقه ، لم تكن تريد النظر لوجهه فهي غاضبه منه بحق ولكن خانتها عيناها وهي تنظر له ، لعنت قلبها الذي رق واشفق عليه وهو يقف وحيد بعيدا عنهم عيناه تائهه وكأنه طفل صغير بعيداً عن والدته .

أبناء العم بقلم/هبة وجيهحيث تعيش القصص. اكتشف الآن