الفَصل الأول

498 39 13
                                    

٩/١٢/٢٠١٩
كل منطقة تُذكرني بها، لا أستطيع أن أحصى عدد الصدفات التي التقطها البحر مِنَّا، أتذكر أول يوم التقيت بها، هي أجمل ما رأت عيني، هي حياتي التي لا استطيع العيش بدونها.
-
"أتذكر أول يوم التقت عينانا ببعضهما، أتذكر كمّ السخافة التي كنت بها معكِ، أتذكر كل تفصيلة بكِ، لم أقدر على نسيانك وكنت مُتيّقن من رجوعك مرة أخرى، كنت ومازلت في إنتظارك، لا أتخيل حياتي بدونك، أصبح المكان هنا منزلي الثاني فأنا آتي باستمرار لأتذكرك وأخبرك  ما يمُر في يومي وأعلم أنك تنصتين إليّ، أشعر بأنفاسك في كل مكان، عندما أحزن أشعر وكأن الموج يهيج لحُزني وكأنك حزينة مثلي، عند رحيلك إنطفئ كل شئ بداخلي، أصبحت جسد بدون روح".
-
لم يشعر زين بالانكسار إلى أن جاءه اتصال يُخبره بأن روز تركته في عالمه الخاص ورحلت وأخذت كل ذكرى وكل ليلة قضوها معاً معها.

شعر زين بجزء منه قد نقص، لأول مرة يشعر زين بالانكسار والوحدة عندما فارقته روز، لا يريد شئ سوى أن يجمعهم ربهم معاً في وقت قريب، وعاد زين الى ملجأه الأول مرةً أُخرى.

شعر زين بأنه يريد أن يذهب الى بيت روز ليطمئن على والدتها و لأنه كان مفتقد لكل شئ كان متعلق بها لازال عقله يرفض حقيقة كونها غادرته.

ذهب إلى المنزل الذي يملؤه الحزن والصدمة ذهب إلى عالم روز الذي لم يظن أنه سيذهب اليه بدونها أبداً.

استقبلته والدة روز بكل سرور وأخبرته أنها كانت مفتقداه فهو الشئ الوحيد الذي تمتلكه روز منذ انتقالهم الى المدينة الجديدة:

"أنا أعلم بما تشعُر به وشعورك ناحية ما حدث لروز ، فمَن يعلم روز ويُعاشرها لا يستطيع نسيانها بسهولة، ولا يقدر على تخيُل نهايتها بهذا الشكل، ولكنّها الآن في مكان أفضل".

حاول زين التماسك لكي لا تفيض عيناه بأكثر مما يحمله البحر بداخله من مياه أراد أن يُشعرها بالأمان ويُطمئنها أن روز تحتاج الى الدعاء في هذا الوقت.

"استأذنك بالصعود إلى غرفة روز"، قال زين وعيناه تمتلئ بالدموع فأومأت له والدتها.

لا يعرف زين لماذا يريد أن يصعد لغرفة روز، شعر بأنه مفتقد كل شئ متعلق بها، كل شئ كانت تمتلكه روز كان يريد أن يراه ولو لمرة واحدة فقط لعلى أن تكون هذه المرة هي المرة الأخيرة.

بدأ زين في الصعود الى غرفة روز وهو يتذكرها كانت أجمل من وقعت عليه عينه لا يراها أحدهم ولا يقع في حبها وكانت من تحتويه وتراعيه ، تساعده وتشجعه كانت كشريان قلبه الذي توقف فجأة عن النبض.

كل ما كان يدور بينه وبين روز من ضحك عندما كانت تُمسك بيده لتأخذه الى غرفتها ليرى الغرفة بعدما قاموا بتنظيمها جاء لعقله مجدداً وكأن عقله يظل يذكره بأستمرار أنها لم تعد هنا.

فتح زين باب الغرفة ببطء وكان يشعر برائحتها في كل ركن في الغرفة ، اقترب من مكتبها وجد كل شئ فعلوه سوياً ، تذكر كل شئ قاموا به في هذه الغرفة ، تذكر مساعدته لها في ترتيب الغرفة والابتسامة التي كانت على وجهها عندما شعرت بالخجل عندما أحضر لها باقة من الزهور كهدية بمناسبة غرفتها الجديدة.

وهو من اشترى لها اللعبة الصغيرة لتتذكره كلما جلست على المكتب، تذكر الأوراق التي كتبوها سوياً ليحتفظوا بها، تذكر كل شئ كان يجمعها به، يصعب على زين تصديق أن روز لم تعُد موجودة.

لاحظ زين وجود دفتر قديم على مكتب روز فأخذه ليتطلع عليه ، يتذكر ان ذلك الدفتر لم يفارق يديها منذ ان عرفها فكانت دائماً تخبره إن تدوين الأشياء السعيدة سيذكرني بها عندما أكون بأحلى لحظات حياتي

أخذه زين ليقرأه في منزله ويعرف كل تفصيلة حول روز فسيكون هو آخر ما تركته روز في ذلك العالم.
-
يارب يكون الفصـل الأول بداية كويسة والأحداث جاية كتير♥️♥️♥️♥️

Darya | ✔️حيث تعيش القصص. اكتشف الآن