الفَصل الثَالْث

157 30 9
                                    

"وفـي التخـلي عـن الأشـياء قـوة تفـوق قـوة التمـسك بـها"

استيقظ زين في الصباح الباكر ليستعد لأول يوم في عمله الجديد زين شاب طموح ومجتهد في حياته العملية ، تخرَّج من كلية الهندسة و مستقر مادّيًا ، غير محب للإنضباط إطلاقاً ولكنه مؤدي لواجباته ، دائما مستقل عن عائلته ويُحب أن يعيش حياته الخاصة بعيداً عن الاقارب والاصدقاء.

لا مُزيل لمتاعبه إلا البحر، فهو كما يُسميه عالمه الخاص، كان البحر أعّز ما يملكه زين إلى أن جاءت روز وتغير كل شئ بعدها.

ارتدى ملابسه وانتهى من تناول فطوره وأخذ ملفات التعريف الخاصة به وقاد سيارته نحو الشركة.

الشركة ليست سيئة فهي تُلائم محتوى عمل زين ولم يتردد في قبول العمل بها لأنها أيضا براتب متميز، طلب مدير الشركة من أحد الموظفين بأن يأخذ زين إلى مكتبه الجديد ويُعرفه بطبيعة عمله، فأخذته مهندسة تدعى مارلين لتوصله الى مكتبه.

"هذا مكتبك الجديد وسوف تقوم بعمل التصاميم وتعرضها على مكتبي وإذا كانت مُناسبة سأعرضها على المُدير"، قالت مارلين وهي تشير الى مكتب زين الجديد

عقَّب زين على كلامها بابتسامة صغيرة وبدأ في الجلوس على مكتبه ويُخرج أدواته على المكتب ويقوم بتنظيمه، وقام بوضع أول زهرة جلبتها له روز على مكتبه حتى يُفكر فيه طوال ساعات عمله.

لاحظ زين وجود كثير من المهندسين بالشركة وأغلبهم أكثر منه خبرة في العمل، جاء احدهم ليُرحب بزين في الشركة:
" صباح الخير أنا توم زميلك هنا ونحن الاثنان لنا نفس طبيعة العمل سأكون شاكراً إذا تعاونّا".

" بالطبع هذا شرف لي التعاون مع أحد بخبرتك"، وقام كل منهم بمصافحة الآخر.

بعد يوم عمل شاق استمر لأكثر من ست ساعات كل ما كان يهم زين هو الاسترخاء على فراشه وقراءة مذكرات روز .

" ليـس كُـل مـا نَتـمناه هـو خيـرٌ لنـا"
-
لم أكن قادرة على التصرف وأيضًا كنت أحاول إستيعاب ما أقرأه، أقاويل غريبة كانت مستحيل أن تخرج من شخص مثل جاك، كان هناك رسالة نصية بعثها جاك لصديقه:

"لم أكن قادراً على التحمل ويشاء القدر أن تمرض لتكون عامل قوي لي للتخلي عنها"، لا يوجد شخص يملك قلب صادق يخرج منه هذا الكلام، هذا جاك الذي فضلّته ليكسي على العالم كله، لن تستطيع ليكسي قبول صدمة مثل هذه في الوقت الحالي.

سمعت جاك يغلق باب سيارته فأغلقت هاتفه ووضعته بجانبي مرة أخرى وسأتعامل بشكل طبيعي حتى يحين الوقت المناسب لمواجهته.

جاء جاك وكان معه ورقة بها أسماء وأرقام كثيرة وأنا لم أفهم ماذا يفعل وقال:

" هذه الورقة بها اسماء أطباء لجميع التخصصات ويُمكن أن أجد طبيب مُختص في حالة ليكسي فإذا وجدت سأهاتفه لنبدأ رحلة العلاج"، لم أكن مطمئنة لجاك وكنت أشعر بأن هناك شئ خاطئ حاولت أن أبعده عن هذا الموضوع وأخبره أنها مع طبيب جيد ويُتابع حالتها من البداية ولكنه كان يُصمم على رأيه فسايرته لأنتهي من هذا الضجيج، طلبت منه إيصالي إلى المنزل لأن الوقت كان مُتأخر وكنت مستعدة لمواجهته.

وصلنا عند منزلي فأخبرته :
"إذا كان الشخص يملك قلب نقي وصادق ويُحب بصدق يكون خطأ كبير وسيندم عليه إذا يحب أحد لا يملك مشاعر وقلبه جامد، وهذا ما حدث معك سنتين حب ليكسي لك سنتدم عليهم ليكسي لأنك لا تستحقهم، إذا مللت منها كان يُمكن أن تبتعد دون مشاكل أو كسرة لليكسي، أظن أنك يجب أن تبتعد لتجنب المشاكل فحالة ليكسي لا تحتمل"، كان ينظر لي جاك ولم يتفوه بكلمة ولكن نظراته كانت تكشفه فكان يشعر بقلق أو ندم ولكني أثق أنه إذا ابتعد عن ليكسي ستصبح بخير لو تعاملت بشكل عادي مع الوضع.

اليوم كان طويل وصعب وكل شئ فيه كانت صدمة أولها ليكسي وآخرها جاك، ظللت أفكر في حالة ليكسي وهل ستكون بخير وسيأتي يوم نتذكر هذا ونضحك وسيعود كل شئ لسابق عهده، هذا ما أتمناه فعلاً، رميت حقيبتي على الفراش واستسلمت لنوم عميق.
-
لكل منا قصة مختلفة، وأنت المؤلف الذي تتحكم في مصير قصتك، إما أن تكن أنت الفائز بالحياة السعيدة، إما تكون الخاسر الذي لايجني في حياته سوى الهموم والمشاكل، كان زين يريد أن يكن الفائز بقصته التي لا مثيل لها ويحقق حياة سعيدة تقتصر عليه هو وروز فقط، لكن القدر كان له رأي مختلف.
*
جاك كان رخم أنا عارفة بس هنعـرف كل حاجة مع الوقت 😂♥️
ڤوت وكومنت بليز☺️.

Darya | ✔️حيث تعيش القصص. اكتشف الآن