بينما الإثنتان في نوم عميق لا ينزعه سوى صرخة نيلم(الأخت الصغيرة لسجا ذات 4 سنوات"
"آآآآأ لقد أخذ علبتي أمييييييي"
بعد هذا الصوت نهضت أيلول تركض و عيناها شبه مغلوقة ، تحمل الوسادة و تقفز فوق السرير "يا الهي ما هذا الصوت المزعج ، ماذا حدث ايعقل ان يكون لص دخل لبيت سجا"
"سجااااااااا"
سجا في نوم عميق و لم تبد اي ردة فعل ، كانت من النوع الذي لا ينهض بسهولة
"سجاااا انهضي رجاءا ، اخاف أن يكون لصا" قالت ذلك و هي تضربها بيدها ، لكن سجا بفففف لم تنهض و لم يحدث لها شيء سوى أنها استدارت
أيلول:"اففف ما الذي سأفعله"
لتحمل قارورة الماء و تفرغ القليل على وجه سجا ، لم يحدث شيء كذلك ، افرغت كل القارورة لكن سجا لم تشعر بشيء و أكملت نومها
أيلول:"يا الهي كأنها دب في سبات عميق"
"وسيييييييييم" لتصرخ أيلول بهذا الإسم ، لم تكد تنتهي أيلول من قول الإسم ، نهضت الكسولة بسرعة"ماذا؟ مابه؟ وسيم!....."
أيلول:"أرايت كيف أستطيع إيقاضك يا دبي الرشيق"
لترفق قولها بقهقهة عالية
تغير وجه سجا "أففف كم مزحتك غليظة ، ايقظيني بمناداتي و لم تلك المزحة السخيفة"
أيلول:"ههههه اوقضك بمناداتك ، يا دبي لدي اكثر من نصف ساعة و انا انادي أظن أن الجيران سمعوني"
سجا:"متى ستوقفين كذبك انا انهض بسرعة "
أيلول:"أجل اجل لذلك عندما علا صوت صراخ لم تنهضي و لم تشعري بشيء"
سجا:"لا بل سمعته ... لم.. لم أهتم فقط"
أيلول:"أسمعي أظن أن هناك لص في بيتكم سمعت صوت صراخ"
سجا"ماذا .. لص! انت تمزحين و ما الذي سنفعله الآن؟"
حملت سجا المسطرة:"سنضربه بها"
أيلول:"اووو كم أنت عبقرية اجل اضربيه بها ، اتظنينه انا ، حتى يخاف من المسطرة غبية😒"
سجا:"أوو صحيح اذا ساحمل هذا السكين الذي اكلنا به التفاح"
أيلول:"اجل😀"
حملت سجا السكين و خرجت من غرفتها ببطئ ، تليها أيلول مختبأة وراء ظهرها ، توسوس لها كالوسواس الخناس ، اقتربت سجا ليظهر اباها "اهلا حبيبتي "
سجا:"بابا هناك لص في بيتنا أيلول سمعت صوت صراخ " لتميل أيلول راسها إلى الأمام "أجل يا عمي"
الاب"هههه لا يا فتيات هذه نيلم لقد سرق صديقها منها لعبتها فبدأت بالصراخ"
نظرت سجا إلى أيلول بابتسامة مزيفة"أتعلمين ماذا؟"
أيلول:"ماذا حبيبتي"
سجا:"لم أر اغبى منك في حياتي" " هل اللص يصرخ!"
أيلول:"لا اعلم دعيني افكر"
ليضحك الاب "الآن أنا ذاهب للعمل و لا يوجد احد في البيت امك ذهبت لخالتك و لقد حضرت لكما الطعام"
سجا:"اووو أمي حبيبتي كم هي حنونة"
قبل الاب ابنته و ذهب
دخلت الإثنتان إلى الغرفة ، و بدآ بنصح بعضهما البعض بخصوص الإمتحان النهائي
أيلول:"سجا أنا خائفة"
سجا:"لانك غبية"
أيلول:"مثلك تماما"
لتضحك سجا و تبدأ بإعطاء نصائحها"أولا ان شعرنا أن البكالوريا صعبة سنتذكر الملايين الذين نجحوا من قبلنا، ثانيا ان شعرنا بأن الدراسة مملة سنتذكر 11 سنة التي مرت كلمح البصر و اخيرا إن شعرنا باننا وحدنا سنتذكر الله تعالى و نتذكر ان الله لا يضيع اجر من احسن عملا......"
بقيت أيلول تنظر إلى سجا و تبتسم ، ليقاطعهما صوت رنين هاتف أيلول
أيلول:"وسييييييم"
سجا:"لن تفيد مزحتك هذه الآن"
أيلول:"لا سجا أنا لا امزح، هذا رقم السجن و وسيم كان يتصل بي عن طريقه"
سجا"أوو ... امم.. اعطني الهاتف"
توترت سجا كثيرا و أصبحت ترتجف واضعة يدها على فخذ أيلول "آلو"
وسيم"سجا!"
سجا:"أجل كيف حالك وسيم؟"
وسيم:"بخير و أنت"
سجا :"الحمد لله"
وسيم:"سعدت كثيرا لسماع صوتك"
ساد الصمت قليلا
وسيم:"لم يبق الكثير للبكالوريا"
سجا:"أجل فقط اسبوعان"
وسيم:"أدرسي جيدا"
سجا:"أجل"
وسيم:"لقد اطمئننت عليك وداعا اذا"
سجا:"وسيييم..."
وسيم:"ماذا؟"
سجا:"أحبك"
وسيم:"أنا كذلك حياتي"
لتحمر سجا خجلا "باي"
لتنطق أيلول"اممم الجميل أحمر و استحى اوووه ما أجمل الحب"
سجا:"اصمتي أيلول و الآن للدراسة هيا"
أيلول:"أجل اجل فحبيبك نصحك بالدراسة" تتبعها بضحكة
سجا:"إن انتهيت من غلاضتك العلوم تنتظر الآن"
أيلول:"أوووو افففف كريات حمراء و بيضاء و قلب، كبد ، مبيض اععع لقد مللت"
سجا:"انهضي هيا"
جلست الإثنتان تدرسان و تشرح الواحدة للأخرى ، و قد قضيتا كل تلك المدة تدرسان بكل جد و لم تتركا شيئا لم تسأل عنه ، و بعد انتهاء 15 يوما أخييييرا، غدا البكالوريا ، في ذلك اليوم خافت سجا كثيرا و لم تكن تعلم أنها ستتوتر إلى هاته الدرجة ، لم تخرج من غرفتها أبدا و لم تأكل شيئا ، ناداها اباها لأخذها للتسوق مع أيلول لكنها رفضت ذلك و اخبرته انها تريد أن ترتاح ، اتصلت الأم بأيلول و اخبرتها بما حدث ، و أنها جد خائفة من فشل ابنتها ، و خافت أن تتحطم ابنتها رغم تعبها الشديد ، جاءت أيلول و اخذت سجا إلى السجن و قالت:"ادخلي انه ينتظرك سأبقى انتظرك هنا"
دخلت سجا و لم تكن في حالة جيدة ، و عندما رآها وسيم في تلك الحالة لم يتحمل ، اقترب منها لدرجة أنه الصقها في جدران الغرفة ، و بقي ينظر إليها حتى دمعت عيناها و صارت تبكي "وسييييم أنا حقا لا أستطيع انا ضعيفة و اخاف أن افشل و سيبقى حلمي مجرد حلم "
"شتتت سجا أنت قوية و ستحققي ذلك أتسمعين"
سجا:"لكن...."
وضع وسيم يده على فمها "قلت انك تستطيعين و لن تفشلي ستكوني طبيبتي الجميلة افهمت!"
مسح دموعها و بقي ينظر إليها، احتضنته و لم تقل شيئا سوى"لم أر أدفئ و أحن من حضنك وسيم عندما يلامس وجهي صدرك و أسمع دقات قلبك انسى نفسي بل و انسى كل العالم ،عند اقترابي منك أشعر و كأن نارا أشعلت لا أريدها أن تنطفىء "
وسيم:"لن تنطفئ بل ستلهب اكثر فأكثر لأنني كل يوم أقع في حبك أكثر أحبك سجا"
بعد قليل ابتعد وسيم عن سجا و جلس فوق الكرسي لم تزل سجا عينيها عنه ، كانت تنظر لكل ملامح وجهه من قريب و من بعيد كانت تحب كل شيء فيه ، بعد ابتعاد وسيم بقي يبتسم و ينظر إليها ، وجدت نفسها قد جلست فوق فخذيه و صارت من طوله ،كانت قد جلست مثلما يجلس الصغير في حضن أمه ، ثم وضعت رأسها على كتفه حيث لامست شفتاها رقبته ، و أغمضت عينيها و لم تكن تريد العودة إلى الواقع كانت تريد فقط البقاء في حضنه و في دفئه ، فتحت عيناها لتجد شفتاه فوق شفتاها لقد كانت قبلة سحرية أخذتها إلى عالم آخر عالم سجا ووسيم ، أصبح وسيم يقبلها على رقبتها دون توقف ، أما بالنسبة لسجا فقد وضعت يديها على لحيته و هي تلامسها بكل حنية "وسيم انظر إلي"
بقي ينظر إلى عينيها الكبيرتان اللتان سحرته وحبسته في سجنها ، وسيم:"سجا ما الذي فعلتيه لي لا أستطيع الإبتعاد عنك و عن حنانك لقد ملكتي قلبي ، أحبك سجا"
لم تستطع قول إلا"هذا شعور رائع وسيم لا أريد الذهاب"
بقيت على حالها حتى انتهى وقت الزيارة لامست وجهه بيديها و قبلته على خده ثم ودعته
وسيم:"بالتوفيق عشقي أنت قوية و تستطيعين أنا أنتظر منك الأخبار السعيدة"
سجا:"أجل حبيبي ان شاء الله، أحبك💔"...
أنت تقرأ
هوس الحب❤
Short Storyرواية تتحدث عن بنت لا تعرف معنى الحياة ،تتحدث عن بنت كرهت كل شيء في حياتها بسبب حفرة وقعت فيها إسمها"الحب"، تتحدث عن ما فعلته الحياة بها ،و عن التغير الذي حدث لها أثناء سن المراهقة ،و عن حبها الكبير الذي تحول إلى هوس و أقلب حياتها رأسا على عقب فلنبد...