الجزء الثلاثون و الأخير:

47 2 3
                                    

غابت شمسك عن سمائي يا حبيبي،فأصبح الكون كله ظلام دامس ،أصبح الكون كله من دون أي ألوان، و ملامح و أصوات ،لم يعد سوى صدى صوتك يرن في أذني، لم أعد أرى سوى صور وجهك الحبيب،لم أعد أتذكر سوى صورة وجهك ، و نظرات عينيك عند الوداع ،بعد الفراق صار كل شيء بطيئا ،أصبحت الدقائق و  الساعات حارقة، و أصبحت أكتوي في ثوانيها ، لقد تركتني فرحت أنظر لصورتك  و أسترجع ذكرياتي الجميلة ، و اللحظات الحلوة التي جمعتنا معا ، هاهي تجلس فوق كرسي و تدير سبابتها على كأس النبيذ ، تديره و تديره متأملة إياه، ترتدي أفخر أنواع الفساتين ، لقد كان فستانا قصيرا جدا  ضيق بعض الشيء أسود ممزق عند الظهر ذو أكمام قصيرة ، تضع فوق عينيها لون فضي يبرق لقد كان بارز للغاية ، تضع القليل من الفوندوتان التي زادت نصاعة وجهها القليل فقط فقد أبقت بشرتها السمراء تلون المكان ، رموشها الطويلة السوداء ازدادت طولا بسبب المسكرا ،و الآيلاينر ذاك  الذي رسمته بشكل متقن على عينيها قد جعلها أفتن و أروع أصبحت عينيها كبيرتين و رائعتين للغاية ،ترسم بجانب عينها اليسرى قلبا صغيرا يلمع كالألماس ، أما بالنسبة لشفاهها فقد طلتها باللون الوردي ، الوردي الجميل ذاك ، تضع حلق باللون الفضي و خاتم بسيط فضي أيضا ، جعدت شعرها و مشطته كالأميرات ، حملته من الأمام و تركته مجعد من الخلف حيث كانت تضع فراشة جميلة فضية على جنب شعرها ، مقدمة شعرها تتدلى على جبينها كعادتها ، ترتدي كعبا عاليا باللون الأسود و في جانب ساقها كتابة باللون الأسود لقد كان وشما ، نعم إنه وشم إسمه محفور في قلبها و في كل جسمها حتى ساقها لم ترحمها و كتبت اسمه عليها، جالسة و تضع قدما فوق قدم حيث كانت تبدو فخذيها و ساقيها الجميلتين بوضوح ، هاهي تشغل الموسيقى الحزينة كعادتها و تفكر في صمت لوحدها ، لا شيء حدث اليوم ، طرأت بعض الأفكار في رأسي ثم ماتت، لا شيء لأعترض عليه ، لا شيء لأغضب من أجله ، المعاناة هادئة و مستمرة⏭⏭...حملت الكأس لتشرب منه القليل معتقدة أن ذلك السم سيريحها و ينسيها في همومها ، هاهي تشرب القليل ثم القليل ...حتى أنهت الكأس لتفرغ كأسا آخر تحمله و تسير ببطئ بكعبها ذاك الذي يصدر صوتا طك...طك....تسير و تسير حتى وصلت لشرفتها تلك ، تحمل الكأس و تنظر إلى الأسفل لقد كانت تقطن في شقة على ناطحة سحاب لقد كانت في الطابق 389 تبعد على الأرض مليونات الكيلومترات، ها هي تتأمل و تتأمل ذلك المنظر أمامها ..لقد كان هو أجل هو و من غيره ...لقد كان هوسها إنه وسيم فاتح ذراعيه يبتسم لها و يشير لها بالهبوط إليه، ابتسمت ابتسامة جذابة و صعدت فوق سطح الشرفة و كانت تتخيل نفسها قد سقطت و هي تتقدم نحوه تبتسم لتترك الكأس الموجود بيدها و تفتح ذراعيها تضع في بالها السقوط من هناك للوصول لوسيم، قسوة الأيام تجبرنا على النزف حبرا لنكتب كم آلمتنا الأيام و تجبرنا على الموت صمتا فلم يعد ينفع الكلام، أنني أنزعج من هدوئك ، لم أعد أسمع صراخك، أرجوك تحدث و لو قليلا  ، تحرك أو تنفس ..يا من بصدري💔
كانت كل يوم تفعل نفس الشيء تصعد فوق السطح و تعتقد أنها انتهت ، لكن لسبب ما كانت تعود للحياة ، هاهي تتكلم مع هوسها في الظلام و تضحك لقد أصبحت ترى خياله في كل أرجاء شقتها و خارجها أيضا ، قامت بتكبير صوره و علقتها في كل أرجاء الشقة و كل صورها معه قد علقتها أيضا ، كان منزلها أسود بالكامل و هذا لأن هوسها يحب الأسود ، عندما تخرج من المنزل و هذا فقط للذهاب للعمل كانت تقبل صوره و تأخذ صورتين أو ثلاثة في حقيبتها ، كانت تعمل طبيبة في مستشفى عادي لا الشهرة و لا المال لا شيء كانت بسيطة للغاية ، حياتها أصبحت بسيطة جدا ، كانت كل الصحافة و الإعلام و الجرائد يريدون فقط خبر عنها ...أين اختفت!!....يا ترى ما حدث في حياتها؟؟؟...لكن لا أحد استطاع أن يسمع خبرا عنها ، لقد اختفت من الحياة ،كانت تعمل في ذلك المستشفى الصغير و تداوي الناس لكن...شاردة حزينة....الألم يبدو من عينيها ...لقد ماتت بداخلها، بعد ذهابها للمستشفى وجدت مريضا فكانت تقوم له بعملية و بعد انتهاء العملية رأت وسيم لتبتسم و الدموع في عينيها ها هي تتقدم و تتقدم لكنه يسير دون توقف ، كانت تلحق به آملة أن يرجع لها ....وصلت لتمسك به"وسيم!!!"
استدار لكن.....هو ليس وسيم مجرد شاب آخر كانت تظنه هو ، بقيت تنظر إليه محتارة
الشاب:"ما هذا يا شابة! هل جننتي ، ما الذي حل بك!"
سقطت الدموع من عينيها "آسفة "، نعم أنا الفتاة التي يقولون عنها مختلة عقليا ، إنني حزينة للغاية أيهمك الأمر! لا يهمك بالتأكيد أنني أعلم ما الذي يدور بداخلي و لا أحد يعلم ما بداخلي
استيقظت مترنحة من أثر الثمالة صباحا فإذا بها ترى الغرفة منقلبة رأسا على عقب،كل شيء منكسر على الأرض ، كل شيء بما فيهم كيانها الداخلي...
مرت بحذر بين الزجاج خشية أن تؤذي نفسها فإذا بها تتألم من دعسها لبقايا قلبها المحطم في زاوية منعزلة من الغرفة ...
يا الله هذا مؤلم حقا ، أخذت إبرة و خيط و جمعت أجزائه المتناثرة في القاعة و قامت بترقيعه
هو أفضل الآن  لكنه لن ينبض مجددا،لن يشعر و لن يتأثر ...تجلس أمام التلفاز لتسمع أحدا "رجاءا ساعدوني أنا طبيب مشهور لكنني لا أستطيع السيطرة على وضع هذا المريض يسيل أنفه كالماء دون توقف لم أفهم ما الذي سأقوم به ...أنا أريد نصيحة هاهو رقمي أسرعوا رجاءا و....لن يستطع أحد على حالة كهذه عدا الجراحة سجا سيزجين ...إن كنت تسمعينني رجاءا ساعديني هذا شخص مهم و كذلك.....نحتاجه في حياتنا رجاءا هاهو رقمي"
اخذت هاتفها و اتصلت بالرقم الشخصي
الطبيب:"آلو"
سجا:"اسمع يا دكتور ذلك السائل الذي يسيل هو سائل النخاع الشوكي ....و الآن اسمعني جيدا قد يكون هناك تمزق بغلاف الدماغ ربما تكون بسبب اصابة الجمجمة بالكدمات غالبا ما يكون هناك كسر في العظام ، أولا قم بقياس نسبة السكر للمريض من المفترض أن تكون عالية ، كذلك قم باختبار تواجد البروتين يجب أن يكون بتركيز أكبر ، بعد التأكد مباشرة باشر في الفحص قم بتشخيص نقطة التسرب بقاعدة الجمجمة بشكل دقيق جدا ، إجر الفحص بتصوير طبقي بمقاطع صغيرة ، ثم قم بالتصوير بالرنين المغناطيسي أو يمكنك ادخال مادة مشعة داخل السائل النخاعي عن طريق البزل القطني و قم بالعملية من أجل غلق مكان التسرب عن طريق التنظير بداخل الأنف ، إن احتمالات الشفاء عادة ما تكون جيدة ، اذا قم بالعلاج بشكل مبكر من أجل منع المضادات الدماغية....بالتوفيق "
الطبيب:"واو....شكرا جزيلا لكن....أنت من رجاءا نحن نحتاج أمثالك"
سجا:"لا يهم من أنا دكتور و الآن باشر في عملك"
أغلقت الخط مباشرة و ذهبت لغرفتها كعادتها البكاء و الندم و الحسرة......لا أعرف لما داخلي يرتعد عند ذكر اسمك و كلماتك تحتل عقلي أظنها الحرب ... حرب كنت فيها أنت المنتصر و أنا المنهزمة...
وسيم...
منذ أن رحلت سجا وسيم يفكر فيها و لا يستطيع اخراج كلامها من رأسه ذاك، هاهو يتأمل صورتها و لا يعلم ما سيفعله ، فكر طويلا، كان يريد نسيانها مع زوجته ساندرا....لكن.....علم أن ذلك الشيء مستحيل ، مستحيل أن تحل فتاة مكان سجا ، لقد كانت تمثل كل الفتيات و كل الأنوثة ، لقد سرقت قلبه و عقله لكنه أصر على تركها ، لم يجد طريقة أخرى غير التي اتبعها
ها قد مر شهر و الإثنان على نفس الوضع ، كانت سجا كل يوم تتصل به لكنه لا يرد عليها ، أخيرا قرر و غير رأيه كان يريد السفر لنيويورك و يشرح لسجا الأمر كما أنه كان يريد الإعتذار منها على كل ما حدث ، جهز حقيبته و قد كان سعيدا للغاية لأنه أخيرا سيلتقي بها و يحتضنها لقد اشتاق لها كثيرا

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: Nov 20, 2020 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

هوس الحب❤حيث تعيش القصص. اكتشف الآن