ذهبت سجا و جلست على كرسي بجانب غرفة أمها ، بعد قليل خرج الطبيب أسرعت سجا و سألته :"كيف حال أمي" أجاب الطبيب :" يجب القيام بعملية لأمك لأننا قد وجدنا ورم كبير موجود في رأسها و يجب إزالته في أسرع وقت ممكن لأنه إذا بقي لوقت أكثر ستصبح أمك عمياء للأبد " سجا :"ماذا ! ما الذي تقوله أمي.... عمياء ؟؟ لا أرجوك يا طبيب افعل ما بوسعك لتنقذ أمي ، أمي شخص طيب للغاية و لا تستحق ذلك أرجوووووك" سجا تبكي و تقول ذلك ، اقترب وسيم و قال للطبيب :"ابدأ بإجراءات العملية يا دكتور " فجأة وقعت سجا على الأرض و هي تصرخ "أميييييييي أرجوك أن تعودي " ، جلس وسيم بجانبها و هو يقول :"انهضي سجا لن يصيبها شيء " قالت :"أنت ابتعد عني و إياك أن تقترب مجددا و الآن يمكنك أن تذهب لحبيبتك أظن أنها تنتظرك " و بصوت خافت قالت :"أحمق لم أرى أحدا بوقاحتك"
أصبح وسيم قلقا و لم يتحمل ذلك الكلام الذي قالته سجا ، نظر إليها نظرة كره و خرج من المستشفى و ذهب في ذلك الليل إلى مكان خالي وهو يفكر فيما فعله لسجا حتى أصبحت لا تطيق حتى رؤيته ، في الصباح خرج الطبيب من غرفة المريضة و أخبر سجا بأن عملية أمها قد نجحت و أنها ستبقى قليلا في المستشفى حتى تشفى ، سجا جد و فرحة ذهبت راكضة و احتضنت أباها و هي تقول :"حمدا لله أمي بخير يا أبي" أجاب :"أجل صغيرتي"
بعد قليل دخلت سجا لغرفة أمها و سلمت عليها ثم جلست بجانبها و دموعها تنهمر من الفرح ،ليدخل وسيم و يقول :"حمدا لله خالتي كيف حالك؟" ، تغير وجه سجا بعد أن سمعت صوت وسيم و تذكرت ما قالته له ، خجلت كثيرا لأنها أول مرة تتحدث مع أحد مثلما تحدثت مع وسيم ، شعرت بالذنب و كانت تريد الإعتذار لكنها خجلت ، خرجت سجا و كانت تنتظر خروج وسيم بعد أن خرج بقيت تنظر إليه و هي لا تعرف ما ستقوله ، نظر وسيم إليها قليلا ثم ذهب ، أدارت سجا رأسها و أغمضت عينيها ثم قالت :"وسيييم " نظر إليها ، قالت :" أنا آسفة " قال :"على ماذا " ، قالت :"على كلامي القاسي " أجاب بنظرة قاسية :"لا يهم " ، شعرت سجا و كأن وسيم غضب منها و لم يعد كالسابق أصبحت تقول :"أفففف كم أنا حمقاء ، أنظري إلى ما فعلته سجا"
في الصباح الباكر خرجت أم سجا من المستشفى ، فذهبت هي و زوجها و أبناءها إلى البيت ، و عندما وصلوا كانت سجا تزين البيت ثم انتقلت لتحضير الغداء بينما أنهت عملها سمعت صوت طرقة على الباب ، قالت :"أنا آتية " عندما فتحت الباب وجدت خالتها و وسيم و أخاه الصغير سلمت عليهم و أدخلتهم غرفة الإستقبال و سألت عن حالهم ثم نادت أمها ، ذهبت سجا للمطبخ تحضر الطاولة للغداء و قد كانت قد حضرت طعاما شهيا نادت الكل للغداء و بينما الكل يتناول الطعام قالت خالة وسيم :"هذا الطعام جد لذيذ يا أختي" أجابت أم سجا :"هذه سجا حبيبتي التي أعدته " أجابت الخالة :"لقد كبرت يا سجا و صرت طباخة ماهرة مع أنك لم تكوني تهتمي بالطبخ في الماضي " ، خجلت سجا كثيرا ، و خاصة بعد رؤية وسيم ينظر إليها
______________________________________
بعد الغداء ذهبت أم سجا و أختها إلى غرفة الإستقبال، و ذهب وسيم ليغسل يديه في الحمام ، لحقت سجا به فأغلقت باب الحمام ، قال وسيم :"ما الذي تريدينه الآن يا سجا" ، بقيت صامتة و عيناها تدمع فإذا بدموعها تسيل و هي تقول :"وسيم أنا حقا آسفة لا أعلم لم قلت لك ذلك الكلام السخيف " نظر إليها ثم اقترب ووضع يداه على كتفيها و قال :"لا تبكي سجا ، أنا لم أقل شيئا لك قلت فقط لا يهم أي أنني نسيت " قالت :"حقا؟" قال:"أجل " إحتضنته و قالت :"شكرا" قال و هو يضحك :"ألم تقولي ابتعد عني!" أجابت :"لم أقصد ، بل أريدك دائما معي " قال :"مجنونة" أجابت :"ماذا ! من هي المجنونة أجبني" قال :"أكيد أنت يا مجنونتي " دفعته و هي تقترب منه و كلما سمعت صوت ضحكه غضبت أكثر و هي تضربه في صدره ، مسكها بقوة ثم احتضنها و قال:" تريدين الإقتراب، اقتربي" ثم قبلها على خدها ، لم تعرف سجا رأسها من رجليها فقالت بصوت خافت :"كم هو جذاب " بقي وسيم يضحك قال :"إذن أخبريني أنا جذاب ؟" قالت :"لا لا أنا أتحدث عن ....." هو :"عن ماذا؟" سجا :"أنا ذاهبة " خرجت مسرعة إلى غرفتها ثم أغلقت الباب و تحدثت مع صديقتها أيلول و أخبرتها عن ما حدث ، قالت أيلول :"اسمعيني سجا رجاءا لا تقتربي من وسيم مجددا فأنا لا أرتاح له رجاءا حبيبتي" أجابت سجا :"لا هو شخص طيب و أنا أحبه" انتبهت لما قالته فأغلقت هاتفها بسرعة قبل أن تسمع رد أيلول
أنت تقرأ
هوس الحب❤
Historia Cortaرواية تتحدث عن بنت لا تعرف معنى الحياة ،تتحدث عن بنت كرهت كل شيء في حياتها بسبب حفرة وقعت فيها إسمها"الحب"، تتحدث عن ما فعلته الحياة بها ،و عن التغير الذي حدث لها أثناء سن المراهقة ،و عن حبها الكبير الذي تحول إلى هوس و أقلب حياتها رأسا على عقب فلنبد...