الجزء الرابع و العشرون:

20 2 0
                                    

هاهو الصباح قد حل بنوره الساطع و بشمسه الدافئة ، نهض وسيم يتأمل سقف الغرفة ليقضي على كسله و يذهب لغسل وجهه ، خرج من غرفته ليذهب للمطبخ وجد الطاولة مزينة بأشهى أنواع المأكولات و المشروبات في أفخم الأواني ، ليسمع صوتا"صباح الخير وسيم" لقد كانت هي أجل هي و من سيكون غيرها ، كانت ترتدي فستانا أخضرا يصل للركبة فيه بعض الخطوط باللون الفضي مع حلق باللون الفضي ، تضع مكياجا خفيفا ناعما كنعومتها، و شعرها الطويل جعدته و حملت جانبيه حيث تركته مجعدا من الوراء ، كما قد تركت مقدمة شعرها تنسدل على عينيها الجميلتين
وسيم:"صباح النور"
سجا:"تفضل للفطور و اعطني رأيك "
وسيم:"أنت تتقنين كل شيء هذا شيء أكيد"
سجا:"ههههه "
جلس وسيم يتناول فطوره و يتأمل جمال الأميرة في الوقت ذاته ، قاطعت ذلك الصمت"بعد إنتهائي من عملي سنذهب للتسوق أوكي!"
وسيم:"أجل"
سجا:"وأنت ماذا ستفعل إذن"
وسيم:"لدي مقابلة عمل سأذهب إليها"
سجا:"أووو أن شاء الله ستكون من نصيبك"
ابتسم وسيم قائلا:"لا أظن ذلك"
بقيت تنظر إلى عينيه اللتان تبدوان و كأن الحزن قد استولى عليهما ، ما أصعب أن تبكي بلا دموع و ما أصعب أن تشعر بالضيق و كأن المكان من حولك يضيق،ما أصعب أن تتكلم بلا صوت  أن تحيى كي تنتظر الموت ، و ما أصعب أن تشعر بالسأم فترى كل من حولك عدم و يسودك احساس الندم على اثم لا تعرفه و ذنب لم تقترفه، ما أصعب أن تشعر بالحزن العميق و كأنه كامن بداخلك ألم عريق تستكمل وحدك الطريق بلا هدف و تصير أنت و الحزن و الندم فريق، و تجد وجهك بين الدموع غريق،  و يتحول الألم الباقي إلى بريق ، ما أصعب أن تعيش داخل نفسك وحيد تشعر أن الفرح عنك بعيد ، تعاني من جرح عميق لا يطيب ، جرح عنيد لا يداويه طبيب، ما أصعب حين ترى النور ظلام و السعادة أوهام ،تفقد كل الأمل و كل الثقة بنفسك لأنك و بكلمة بسيطة ...إنتهيت

بعد مدة رن هاتف وسيم ، لقد كان أخاه الصغير
وسيم:"أهلا حبيبي كيف حالك!"
الأخ:"أخي وسيم ، أنا لست بخير فقد طردوني من المدرسة لأنني لم أدفع لأكثر من ستة أشهر..."
تجمد وسيم في مكانه و لم يستطع أن يقول شيئا سوى أنه أنهى الإتصال ، بقي مكانه شاردا لتنطق سجا:"ماذا هناك؟......وسيم.....هاي........"
وسيم بصوت خافت :"لقد انتهيت " تقدمت سجا مسرعة تحتضنه و تقول:"ما الذي تقوله أنا لم أفهم عليك؟؟؟"
لم يرد على كلامها, سجا:"وسيم أنت ....مابك؟؟؟ لم ينته شيء سأساعدك فقط قلي"
وسيم:"أنت لا تفهميني سجا...أنا....لقد تدمرت حياتي و يا ليتها كانت حياتي فقط سأدمر حياة عائلتي....أنا لا أستطيع أن أؤمن حياتهم ، لم أعد كالسابق كنت أؤمن احتياجاتهم لكن الآن أتصدقين لم أستطع حتى دفع ديون مدرسة فوبيوس"
سجا:"اهدأ اهدأ سنحل كل شيء "
وسيم:"ما الذي ستحلينه؟؟؟؟ لقد طردوه من المدرسة و الله أعلم كيف تعيش أسرتي الآن و كيف تؤمن القوت"
سجا:"سأساعدك'
وسيم :"كيف ستساعدينني أنا!!! هاا.....هل تستطيعين اعطائي 9000 ألف دولار ....بفففف انسي الأمر"
صمتت سجا قليلا ثم قالت:"أكيد سأعطيك أكثر ، سأعطيك كل ما تحتاجه وسيم لأنك ....كل شيء في حياتي هل تسمعني؟؟...لدي بعض المدخرات  كما أنني سأطلب من أبي القليل من النقود لن يرفض لي طلب وو......" وضع سبابته على شفتيها:"كفى سجا كفى ، لا أريدك أن تكوني معي لأنني سأعيشك في مشاكلي و في تفاهاتي كما أنك ....أنا و أنت...مستحيل أنت من الطبقة البورجوازية و أنا ماذا؟؟؟ أنا مجرد فقير أحمق لم يستطع حتى توفير حاجيات أسرته التي هي الآن بأمس الحاجة إليه ...اذهبي بعيدا و اكملي حياتك مع من يسعدك و يوفر لك كل ما تحتاجينه ، انتهى"
سجا:"و أنا لن أذهب و لن أفعل و لا أريد ...كل ما أريده هو أنت و إن حصلت عليك لا يهمني مدى صعوبة المشاكل التي سأواجهها لأنني معك سأتغلب على كل شيء"
خرج وسيم و أغلق باب المنزل بكل قوته ، راح يحوم هنا و هناك حتى حان موعد المقابلة ، لكن و بكل أسف لم يقبلو به بسبب أنه لم يكمل دراسته للأخير فقد توقف في العام الأول في الجامعة ، فوق كل ذلك الحزن زاد حزنا آخر لقد كانت حياته أشبه بجنازة لا تنتهي
هاتف وسيم مجددا ، الأخ مجددا
مسح وسيم دموعه و رد:"آلو"
الأخ:"شكرا جزيلا وسيم شكرا لك أخي العزيز ...لقد دفعت تكاليف مدرستي....كما أمي تريد التحدث معك خذي"
الأم:"مرحبا ابني كيف حالك؟"
وسيم:"أهلا أمي بخير حمدا لله"
الأم:"شكرا جزيلا وسيم لإرسالك لنا ذلك المبلغ الكبير من المال ...شكرا لقد....سيكفينا ذلك المبلغ لأكثر من ثلاث سنوات ..كنت أعلم أنك تهتم لنا كثيرا و أباك أيضا يشكرك كثيرا كما تعلم هو يحتاج للمال للعلاج و شراء الدواء"
أغلق وسيم الإتصال و بقي في مكانه قليلا ثم قال:"أوووو سجا سجا سجا"
عاد للمنزل لكنه لم يجدها ، لذا ذهب للمستشفى مباشرة ، لما دخل وجد سجا جالسة فوق سرير مريض و الفريق الطبي يأخذهما لغرفة العمليات كانت مليئة بالدماء و يدها فوق بطن المريض ، حقا تبدو كالبطلة لا بل إنها البطلة بحد ذاتها ، لم يشتت انتباهها شيء كان كل تركيزها و اهتمامها بالمريض فقط ، دخلت غرفة العمليات و باشرت في عمليتها الثانية ، ذهب وسيم لتأملها ، كان غاضبا منها لكنه و فور رؤيته لها .. و كيف تساعد مرضاها و تهتم لأمر الجميع "أنت ملاك أم ماذا!"
انتظر طويلا  كما أنه رأى كيفية جريان العملية من الألف إلى الياء ، أخييرا انتهت ، عند خروجها كانت تتعرق كما أنها شعرت بالدوار فور خروجها رأت وسيم و الدموع في عينيه تقدم منها و احتضنها بقوة كادت ضلوعها تنكسر"شكرا جزيلا سجا ، شكرا و الله أعشقك أنا"
ابتسمت ووضعت يديها على ظهره "لا شكر بيننا"
طال العناق بينهما حتى نطقت سجا:"ألم تر حالتي كيف ! دعني أذهب للإستحمام و لتجهيز نفسي ألم تشمئز من حالتي هذه أففف!"
ضحك وسيم قائلا:"أنا لا أشمئز من الأبطال أمثالك"
سجا:"أووو هكذا إذن...هههه هيا نذهب للبيت لتجهيز نفسينا و الذهاب للتسوق هل نسيت"
وسيم:"حتى و لو نسيت ، فأنا لديك ذاكرة حجم ألف فيل على ما أعتقد"
ضحكا طويلا ثم استحما جهزا نفسيهما و خرجا لشوارع تركيا معا أخيرا ، ذهبا يسيران على أقدامهما لم يأخذا السيارة ، كانا سعيدان جدا و ضحكتهما تلك قد ملأت اسطنبول كلها
رأت سجا محل كعك و فور رؤيته سال لعابها ، مسكها وسيم من يدها فدخلا إليه ، بقيا يتحدثان مع البائع ووسيم يقول اعطني لأتذوق هذه ، يتذوقها و يعطي لسجا ثم يقول لم تعجبني على ما أظن قد تذوقا كل الكعك الموجود في المحل ، حتى أدرك البائع أنهما لن يشتريا و إنما كانا يأكلا هناك و لا يتذوقا فخرج مسرعا للإمساك بهما ، لكن حمدا لله أن وسيم أخذ سجا و هربا يركضا
سجا:"لم ندفع له حقه"
وسيم:"هذه تدعى استراتجيتي ، رغم أن أبي كان يضربني في الصغر لكن ماذا نفعل ! أحب أن آكل مجانا هههههه "
ضحكت سجا قائلة:"لهذا أحبك يا مجنون"
وسيم:"أممم و أنا لم أحبك؟؟"
سجا:"لأنني جميلة و رائعة و فاتنة و كل شيء"
وسيم:"ههههههههههههه يالنكتتك الظريفة "
بقيا يحومان شارعا وراء شارع ، حتى رأت سجا الملاهي"وسيييييم أريد الركوب هيا"
وسيم:"لقد كبرنا على أشياء مثل هذه ، يا للعار😒"
سجا:"ادخل و أصمت"
دخلا ،و باشرا في اللعب لقد كان حقا مسليا ، أما بالنسبة لوسيم كعادته يلقي النكت و يسخر من سجا هذا هو عمله الوحيد
اخيرا ذهبا للتسوق ، و فور دخولهما وجدت سجا سروال جينز للركبة ممزق بعض الشيء مع قميص أخضر و قبعة خضراء و حقيبة صغيرة توضع على البطن "وسييييييم أريد رؤيتك بهذا الستايل هيا"
وسيم:"هههههه أنت تمزحين"
سجا:"أنا لا أمزح هيا خذ و ارتديه"
دخل وسيم و ارتداه و عندما خرج مباشرة
سجا:"واو يا إلهي من هذا الشاب الجميل ، حقا إنك فاتن أين كنت تخفي هذا الجمال يا صاح ، هل يمكنني أخذ سيلفي معك"
وسيم:"أمم سأسمح لك فقط بأخذ سيلفي معي ، لكن لا تخبري أحدا أخاف أن تأتي البنات اللواتي أشمئز منهن لأخذ سيلفي معي "
سجا:"ههههه تقدم و لا تتكبر يا صاح"
أخذا سيلفي معا ، و عندما رأت سجا ستايل آخر أخذته له ليرتديه كذلك ، لقد جعلته يرتدي جميع الملابس الموجودة في ذلك المحل الفاخر و كلما يرتدي زيا تأخذ معه صورة،و حينما تقدما ليدفعا ثمن الملابس كان ثمنا باهضا نطق وسيم:"سجا لا أنا لا أريد كل هذه هيا أرجعيها"
سجا:"لكنني أريدها ، و أنت لن ترفضها مني"
دفعت الثمن ثم خرجا من ذلك المحل
وسيم:"سجا أنت...."
سجا:"أحبك"

هوس الحب❤حيث تعيش القصص. اكتشف الآن