الجزء الخامس و العشرون:

23 2 0
                                    

دخلا لمحل يخص النساء فقط، و عند دخول وسيم مع سجا تقدمت المسؤولة عن المحل"سيدي عذرا لكن هذا المحل للنساء فقط لا يمكنك الدخول"
غضبت سجا من ذلك الموقف و أخبرت وسيم بأنها تريده هو من يختار لها ملابسها ، كانت تريد تغيير المحل لكن المحل ذاك يحتوي على كل ما تحتاجه صغير أو كبير كان ، بقيت في مكانها تفكر و تفكر
وسيم:"أدخلي أنت و أنا سأنتظر"
سجا:"أصمت دعني أفكر.....و وجدتها....هههه أجل وجدتها"
أخذت سجا عباءة من حقيبتها مع حجاب و قالت :خذ ارتدي

"
وسيم:"سجا مابك؟؟ هل جننت لهذه الدرجة!"
سجا:"قلت لك خذ و أصمت هيا دعنا نستمتع قليلا وسيم"
ارتدى وسيم تلك العباءة و ذلك الستار الذي يغطي كل وجهه عدا عينيه تلك ، ضحكت سجا قليلا ثم مسكته من يده و دخلا ، أتت فتاة جميلة ترتدي سروال جينز قصييييير مع قميص كأنه لباس داخلي، كانت رشيقة  بيضاء ، ذات عينين زرقاويتين و شعر أسود قصير"أجل تفضلا سيدتاي هل يمكنني مساعدتكما في شيء"
وسيم ينظر و ينظر و يدقق لقد سحرته تلك الجميلة بجمالها ، لم ينتبه لنفسه حتى وجدته سجا يصفر و دون انتباه تلك الآنسة وضعت سجا كعبها العالي على رجله كي يخرس
وسيم:"آآي"
نظرت الآنسة ثم لمست كتف وسيم"أووو سيدتي كم أنت طويلة ، هل أنت عارضة أزياء أم ماذا؟؟"
استغل وسيم الأمر عندما لمسته و كان يعيش المتعة حتى وجد يد سجا تتدخل و تزيل يد تلك الجميلة "يا آنسة ألا ترين أنها محجبة ، هي لا تحب أن يلمسها أحد أزيلي يدك هيا و أريني الثياب الموجودة"
الآنسة:"آسفة سيدتي لكننا لا نبيع ملابس المحجبات"
سجا:"هل ترين أنني محجبة! أريد ثيابا لي تحركي "
الآنسة:"أووو آسفة سيدتي تقدمي"
أخذتهما و أرتهما مكان اغلى الملابس الموجودة ، نزع وسيم الستار"أففف لقد اختنقت سجا"
سجا:"اختنقت إذن!! قل لي تريد التحرش بتلك الفاتنة أليس كذلك!"
وسيم:"هل تغارين منها؟؟"
ابتعدت عنه و لم تتحدث و لا كلمة
وسيم:"لكنك أجمل منها بكثيير لم تغارين؟"
سجا:"هيا اختر لي ثيابا و أوقف هذه الدراما"
اختار وسيم عدة ثياب لسجا ، و عندما قاستها كلها كانت رائعة على جسمها الرائع
بعد الإنتهاء من التسوق و في طريقهما للبيت وجدت سجا و وسيم امرأة حامل واقعة على الطريق تصرخ "ساعدوني "
تقدمت سجا مسرعة ، فحصتها لكن للأسف لن يكف الوقت لأخذها للمستشفى "وسيم ستلد هنا هيا احملها معي إلى ذلك الرصيف"
سجا:"هيا وسيم افتح حقيبتي ستجد كل الأغراض اللازمة يجب أن نساعدها"
كانت تقوم بالعملية القيصرية على الرصيف أتصدقون هذا؟؟, أتى الكثير من الحشد يدور حولها ، و بعد قليل أتت الصحافة........لقد ملأ ذلك المكان بالكثير من الناس الصغار و الكبار ..الصحافة و الإعلام...كانت سجا تبذل قصارى جهدها كي تنقذ الأم و طفلها و وسيم كان مساعدها في تلك العملية
سجا:"أمسك...اعطني مشرط ...و...و...."
بعد الإنتهاء من العملية ، كان المولود قد انخفض نبض قلبه و لا يسعني إلا أن أقول سيموت إن لم ينقل للمستشفى ، لكن سجا استجمعت شجاعتها و باشرت في الإنعاش اليدوي لأنها لا تملك جهاز إنعاش ، هاهي تدلك و تدلك قلب الصغير أخيرا عاد النبض إلى حاله و لم تخسر المريض
سجا:"أووو أخيرا حمدا لله"
نظر وسيم إليها قليلا و باشر بالتصفيق ليقوم كل الحشد هناك بالتصفيق لها
الصحافة:"كما ترون هذه البطلة الخارقة التي خاطرت لإنقاذ حياة المرأة و ابنها قد نجحت بإجراء العملية في شارع اسطنبول الأول، حقا نحتاج لأمثالك دكتورة سجا سيزجين"
نقلت المريضة و ابنها إلى المستشفى ، أما بالنسبة لسجا مسكت يد وسيم للعودة للمنزل غير أن الصحافة لم تتركها و شأنها قليلا ، كان الكل يركض ورائها لأخذ توقيع أو لأخذ صورة ، لا يسعني إلا أن أقول سجا سيزجين أصبحت حديث الساعة لدرجة أنه في اليوم الموالي كل القنوات و كل الصحائف و الإعلام و مواقع الإتصال الإجتماعي أصبحت تتحدث عنها و كل المعلومات عنها قد سربت ، عرفها الصغير و الكبير ، الغني و الفقير ، ملكت قلوب الجميع بعملها الإنساني ذاك ، هاهي تتقدم و تتقدم ، لم تكن تريد الشهرة و لا المال كل ما كانت تريده هو إنقاذ حياة الناس و إنجاز مهنتها على أكمل وجه
عملية وراء عملية ، نالت الشهرة و المال و الكل صار يريدها ، كل رجال الأعمال في داخل تركيا و خارجها ، كل أغنياء العالم ،أصبح الكل يريد أن تكتمل عمليته على يدي أصغر جراحة "سجا سيزجين"
أكملي سيرك ، وواصلي تقدمك،و ودعي كل ما جرى و ما حدث دون  ندم أو تحسر أو إلتفات ، بل دعي أنف الماضي بما حوى في التراب،و تخطيه بلا أدنى اهتمام ، فلا يستحق عناءك أحد ، و لا يستحق حزنك أحد...
لا تلتفتي فكل الذين التفتوا تأخروا و ظلوا في أماكنهم يتحسرون ، امض حيث غد ، و غد بك و لك أجمل...
كوني قوية فالعالم لا يعترف بالضعفاء ، و ما أوهنك بالأمس ، اليوم و غدا سيقويك
كوني قوية و تحملي قدر المستطاع ، و أبقي صلبة متزنة شامخة لأطول وقت ، و أبعد حد ممكن في الوقت الذي يراهن عليه الناس على سقوطك و انهيارك ...
لا تعطي لأحدهم الفرصة أن يظهر فيك شتماته ، و لا تسمحي لأحد غير الله أن يرى ضعفك ، و دموعك ،و أوجاعك ، فجلد الناس أشد ألما و إيلاما...
اغلقي جميع نوافذك في وجوه العابرين،و حصني روحك و قلبك ، و دعي نافذة واحدة فقط تنظرين منها إلى السماء ، تناجي فيها ربا مجيبا :أيا رب ...يا ولي الصالحين ، هب لي برحمتك منهم...
ليس من أجل أي أحد على وجه هذا الكوكب البائس العابس  الذي خلا من الإعتراف بالحق  و الإنصاف لكل ذي حق ، لكن من أحبك أنت فقط :توقفي عن قلقك الدائم ، و خوفك المستمر ،و اضطراباتك المزعجة ،و اعرفي أن معرفة قدرك حق ،و خفظ كرامتك حق ،و أنوثتك حق،و مشاعرك حق، حتى أظافر قدميك حق، فلا تفرطي في حقك، و إن اعتزلت العالم أجمع... 







بعد التقدم السريع الذي جرى في حياة تلك المبتدئة و في عامها الأول من مهنة الطب، أصبحت أعظم و أصغر جراحة عرفها التاريخ ، كانت سعيدة جدا لقد نالت كل ما يتمناه أي إنسان على وجه الأرض ، رضا الله ، رضا والديها ، تقدمها في عملها، حبيبها الذي كان بمثابة يدها اليمنى، المال ، الثروة ، الشهرة لقد كانت الأكثر سعادة على وجه الأرض ، هاهي تحوم من بلد إلى بلد و من مستشفى إلى مستشفى ، أخيرا فتحت أكبر مستشفى في تاريخ البشرية ، لقد كان ما تمر به أشبه بحلم ، هاهي قد أسست مستشفاها الخاص الذي سمته" سيزجين&صويكن"
لقد جمعت لقب عائلتها مع لقب حبيبها و روحها وسيم ، جاءت بأشهر الأطباء و الدكاترة في العالم ، لقد صنعت مجدا ، لقد كتبت اسمها في التاريخ أخيرا

بينما انتهت من الإستحمام ، كانت تنشف شعرها بالمنشفة ذاهبة بجانب وسيم الذي كان يجلس على الأريكة ، جلست بجانبه تشاهد التلفاز لقد كانت كل القنوات تعرض مقابلاتها ، صورها ، مستشفاها
سجا...سجا...سجا لقد كانت قدوة لكل امرأة في هذا العالم
تقدم وسيم نحوها، ووضع شفتاه على شفتيها كعادتيهما و دخلا ذاك العالم مجددا ، جلست سجا فوق وسيم لتسمع صوت الجرس و عندما فتحت الباب لقد كانت المفاجأة إنها عائلتها التي لم ترها لأكثر من 3 أعوام ، "أمي....أبي.....أخي..أختي"
لم تنسهم ليوم واحد ، في أعياد الميلاد أم الأعياد العادية كانت تبعث أغلى و أروع الهدايا لهم ، تتكلم معهم كل يوم أخيرا إلتقت بهم ، كانت سعيدة للغاية ،آه منك يا حياة في لحظة تتغيرين ، في لحظة فقط تدورين 180 درجة ، كم من حزين أسعدتيه و كم من فقير أغنيتيه ، و كم من عبد حررتيه ، حقا عجيبة هي الحياة و عجيب هو القدر ، مرة لنا و مرة علينا ، لم هي هكذا الحياة ، عندما ييأس أحدهم منها تفاجئه بالسرور لكن فور سعادته تأخذ منه كل شيء في لحظة واحدة ، لذا في أيام نيلك حقق كل ما تتمناه لأنه سيصبح ذكرى عابرة
هاهو الحزن يطرق الباب ...

رن هاتف وسيم إنها أمه"آلو وسيم أسرع يا ابني أباك يحتضر..." ها قد بدأ الجحيم بعد تلك السعادة التي دامت فقط عام ، يا ترى كم سيدوم الحزن! أكييييد أضعاف مدة تلك السعادة ، آه منك يا حياة كم أنت صعبة و عنيدة و قاسية
الخوف من.....أن يدوم الحزن إلى الأبد ، أتعلمون ما معنى إلى الأبد!! أي أنك ستبقي حزين يائس كاره لكل شيء حتى يطرق ملك الموت باب غرفتك و تأذن له بالدخول😢😢😢

هوس الحب❤حيث تعيش القصص. اكتشف الآن