الصباااااااح
أخيرا حل الصباح و استيقضت سجا على غبار الشمس ، بعدما نامت أخيرا لمدة ساعتين ، و عند استيقاظها مباشرة دون ان تغسل وجهها او ترتب غرفتها ، فتحت هاتفها بحثا عن ساعة ظهور النتائج ، فوجدت أن النتائج قد ظهرت ، تلبكت كثيرا و صارت ترتجف و فوق كل هذا الخوف سمعت صوت الزغردات العالية ، بقيت جامدة في مكانها لا تستطيع كتابة رقمها للحصول على نتيجتها ، دخلت الأم "سجا أرأيت نتيجتك!"
لم تجب سجا على سؤال الأم ، بقيت شاردة
الأم:"سجااا"
استدارت سجا "أمي أظن أنني لم أنجح أنا أشعر باحساس غريب"
الأم:"هيا ر نتيجتك"
لم تجب على السؤال ، و بدأت دموعها تنهمر خوفا من الفشل رغم التعب الشديد ، أصبحت لا ترى سوى الضباب بسبب دموعها التي منعت عنها الرؤية ،كل ما خطر ببالها هو أنها فشلت
أخيرا تغلبت سجا على خوفها و ضعفها و هاهي تكتب رقمها ببطئء رقما تلو الآخر و ...... النتيجة
شعرت سجا و كأن الارض توقفت عن الدوران حتى توقفت عقارب الساعة معها ، شعرت و كأن يدا تسحب قلبها إلى الخارج ، لم تستطع الشعور بجسمها و لا حتى بأين هي! ، بقيت تنظر للهاتف ثم تمسح عينيها و تعيد النظر مجددا ، أحست و كأن وتينها تخرب ، اختنقت و صعب عليها التنفس ، أصبحت ترى الظلام في كل جهة تستدير إليها ، فقدت وعيها و ذهبت لعالمها الغريب
الأم:"لا يهم عزيزتي أنت درست كثيرا ، هذا كله قضاء و قدر ، حتى و لم تنجح لكنك نلت أجرا على تعبك"
الأب:"لا بأس صغيرتي ، ستنجحين العام القادم"
أيلول:"أووو ما هذا يا فتاة ليست نهاية الدنيا "
وسيم:"ستنجحين سجا فقط ثقي بي حبيبتي"
عادت سجا إلى الواقع و هي تفتح عيناها ببطىء و بعد استرجاع وعيها ، حملت هاتفها مجددا لتصرخ عاليا و هي تقفز كالكنغر فوق سريرها"ياس ..... لقد نجحت بتقدير امتياز أميييييي"
تبادلت الأم و ابنتها العناق الطويل ، و بعد الإنتهاء رأت سجا أمها تبكي
سجا:"أمي ما بك لقد نجحت بامتياز و سترين حبيبتك سجا طبيبة قريبا"
الأم:"هذه دموع الفرح حبيبتي آسفة لقد أحزنتك بدموعي هذه"
مسحت سجا دموع أمها و قبلتها و بقيت في حضنها ، دخل الأب:"صغيرتي سجا مبروك"
سجا:"شكرا أبي هذا كله بفضلكما ، لقد وفرتما لي كل ما أحتاجه ، حفظكما الله لي يا أغلى والدين "
بعد مدة اتصلت سجا بأيلول لتسألها عن نتيجتها
أيلول:"آلو حبي لقد نجحت بتقدير الجيد جدا و أخيرا سأحقق حلمي و أصبح مترجمة "
سجا:"يا عمري أخيرا ، حمدا لله لقد طمأنتيني"
أيلول:"و أنت!"
سجا:"لقد نجحت بامتياز"
أيلول:"أوووو كنت اعلم ذلك فإن لم تنجح أنت بامتياز من سينجح بذلك إذن"
سجا:"ههههه بدأت بمجاملتي "
أيلول:"هههه هنيئا لنا يا أفضل صديقة ، الآن سأذهب للتحضير لحفلتي ، أووو لقد نسيت ستقومين بحفلة أليس كذلك!"
سجا:"لا أعلم غدا جلسة وسيم ، إن أطلق سراحه ، سأقوم بأجمل حفلة أكييد"
أيلول:"أوكي حبي"
ذهبت سجا للمسجد ، دخلت و صلت هناك ركعتان ، دعت أن يصبح وسيم حرا ، و أن يغفر لهما الله على الجريمة التي ارتكباها ، ثم ذهبت لحي كان يدعى حي الفقراء تصدقت على ناس ذلك الحي ببعض الطعام و اللباس كما أنها لعبت مع صغار الحي قليلا ، ثم ذهبت لوسيم و عند دخوله مباشرة"هنيئا لك يا دكتورة سجا أخيرا"
أسقطت سجا رأسها خجلا"شكرا"
اقترب منها ووضع يديه على الجدران و هي ملتصقة به "إذن"
بقيت تنظر إليه"ستصبح حرا أليس كذلك وسيم و سنعود أنا و أنت كالماضي"
وسيم:"هههه لا أعلم أظن أنني سأموت هنا على كل حال"
أغلقت فمه بيدها" أنت لن تعيد هذا الكلام مجددا ، لن تأتي بسيرة الموت اتفقنا"
تبادلا نظرات العشق ، حتى صارت دموع سجا تسيل مجددا ، وضع وسيم يديه على كتفيها "لم تبكين"
سجا:"أنا أريدك أن تعود لي"
بقي وسيم يبتسم ، ثم جذبها إليه فارتمت على حضنه الدافىء ، أغمضت عينيها و ذهبت لعالمهما الخاص ، أما بالنسبة لوسيم فقد بقي يتأمل ملامح وجهها البريء حتى فتحت عيناها مجددا لتقع عيناها بعينيه "وسييييم"
وسيم:"أممم"
سجا:"أريدك"
وسيم:"لماذا تريدينني؟"
سجا:"لأنك أصبحت بمثابة كل شيء في حياتي"
صمت وسيم قليلا"أممم"
و بعد انتهاء وقت الزيارة ، ذهبت سجا متأملة خروج وسيم غدا
عند حلول الغد ، ارتدت سجا ثيابها التي كانت عبارة عن سروال أسود ممزق مع قميص أحمر قاتم ، و كعب متوسط أسود ، تركت شعرها الطويل مسدولا ، كما أنها وضعت حمرة بلون أحمر قاتم ينطبق على لون القميص ، ذهبت مع أمها و خالتها لحضور الجلسة ، أخيرا دخل وسيم و عند رؤيته لسجا أعجب بها مجددا و كان ينظر إليها و كأنه يقول:"لم أر بجمالك قط صغيرتي"
كان شعرها الأسود يتطاير مع الهواء ، جالسة جلسة المؤدبات و عند رؤيته احمرت خجلا ، لم تستطع إلا اعطائه بسمة جميلة تريح نفسيته
عندما دخل القاضي نهض الجميع ، بدأ المحامي بالدفاع عن المتهم وسيم ، و أعطى عدة أدلة تبين أن قتل وسيم كان دفاعا عن النفس أما بالنسبة لإيبيك فقد ضربها ليس بنية القتل و إنما عندما أغضبته لم يستطع التحكم بنفسه
القاضي:"بناءا على التبريرات المقدمة و الادلة الشاهدة ، المتهم وسيم ليس بقاتل و إنما قتل بهدف الدفاع عن النفس ، لقد حكم عليه بستة أشهر التي قضاها في السجن بالإضافة لدفع مبلغ من المال و الآن هو حر ، رفعت الجلسة"
أصبحت أم وسيم تبكي من الفرح و تعانق ابنها الغائب عنها 6 أشهر أخيرا سيعود إلى البيت ، أما بالنسبة لسجا فقد طارت من الفرح تقول في نفسها:"الفرح يأتي وراء بعضه أخشى أن يحدث شيء حزين مجددا يا إلهي"
أم سجا:"سلامتك وسيم حمدا لله عدت لنا سالما مجددا"
وسيم:"شكرا خالتي"
بقيت سجا صامتة لا تستطيع قول شيء
الأم:"سجا سلمي على ابن خالتك هيا"
سجا بصوت خافت:"ههه أسلم عليه ! انا كل يوم في السجن يا أمي"
ضحك وسيم و فهم ما قالته سجا
الأم:"ماذا بنيتي؟"
سجا:"لا لا شيء ، سلامتك وسيم أخيرا عدت إلينا لقد اشتقنا إليك "
وسيم:"اشتقت لي؟"
سجا:"لا لم أقصد.. و إنما....." غضبت سجا و تغير لون وجهها "أففف وسيم تعلم أنني اخجل لم تفعل هذا ؟"
وسيم:"أمزح شكرا يا ابنة خالتي العزيزة"
مسكت سجا وسيم من يده دون انتباه أحد و بصوت خافت:"ابنة خالتك العزيزة اذن سأريك لاحقا يا أحمق"
ضحك وسيم و قال:"خالتي أظن أن ابنتك جنت لقد مسكتني من يدي"
وااااااوو.
سجا :"ماذا....... اآ... أنا.... وسيم. .... ما بك عزيزي؟"
بابتسامتها المزيفة
وسيم:"ههههه أنا أمزح "
لينفجر الجميع ضاحكا
سجا بصوت خافت:"سأريك إذن يا ابن خالتي العزيز
سنلتقي "
وسيم:"ماذا!"
سجا:"لا شيء ، الآن أتركك لتذهب إلى بيتك أظن أنك متعبا باي"
ابتسم لها و أعطاها قبلة من بعيد ، احمرت و ابتسمت له و عادت إلى المنزل في أحسن الأحوال ....😉
أنت تقرأ
هوس الحب❤
Krótkie Opowiadaniaرواية تتحدث عن بنت لا تعرف معنى الحياة ،تتحدث عن بنت كرهت كل شيء في حياتها بسبب حفرة وقعت فيها إسمها"الحب"، تتحدث عن ما فعلته الحياة بها ،و عن التغير الذي حدث لها أثناء سن المراهقة ،و عن حبها الكبير الذي تحول إلى هوس و أقلب حياتها رأسا على عقب فلنبد...