الجزء السادس عشر:

27 3 4
                                    

الصباااااااح
أخيرا حل الصباح و استيقضت سجا على غبار الشمس ، بعدما نامت أخيرا لمدة ساعتين ، و عند استيقاظها مباشرة دون ان تغسل وجهها او ترتب غرفتها ، فتحت هاتفها بحثا عن ساعة ظهور النتائج ، فوجدت أن النتائج قد ظهرت ، تلبكت كثيرا و صارت ترتجف و فوق كل هذا الخوف سمعت صوت الزغردات العالية ، بقيت جامدة في مكانها لا تستطيع كتابة رقمها للحصول على نتيجتها ، دخلت الأم "سجا أرأيت نتيجتك!"
لم تجب سجا على سؤال الأم ، بقيت شاردة
الأم:"سجااا"
استدارت سجا "أمي أظن أنني لم أنجح أنا أشعر باحساس غريب"
الأم:"هيا ر نتيجتك"
لم تجب على السؤال ، و بدأت دموعها تنهمر خوفا من الفشل رغم التعب الشديد ، أصبحت لا ترى سوى الضباب بسبب دموعها التي منعت عنها الرؤية ،كل ما خطر ببالها هو أنها فشلت
أخيرا تغلبت سجا على خوفها و ضعفها و هاهي تكتب رقمها ببطئء رقما تلو الآخر و ...... النتيجة
شعرت سجا و كأن الارض توقفت عن الدوران حتى توقفت عقارب الساعة معها ، شعرت و كأن يدا تسحب قلبها إلى الخارج ، لم تستطع الشعور بجسمها و لا حتى بأين هي! ، بقيت تنظر للهاتف ثم تمسح عينيها و تعيد النظر مجددا ، أحست و كأن وتينها تخرب ، اختنقت و صعب عليها التنفس ، أصبحت ترى الظلام في كل جهة تستدير إليها ، فقدت وعيها و ذهبت لعالمها الغريب
الأم:"لا يهم عزيزتي أنت درست كثيرا ، هذا كله قضاء و قدر ، حتى و لم تنجح لكنك نلت أجرا على تعبك"
الأب:"لا بأس صغيرتي ، ستنجحين العام القادم"
أيلول:"أووو ما هذا يا فتاة ليست نهاية الدنيا "
وسيم:"ستنجحين سجا فقط ثقي بي حبيبتي"
عادت سجا إلى الواقع و هي تفتح عيناها ببطىء و بعد استرجاع وعيها ، حملت هاتفها مجددا لتصرخ عاليا و هي تقفز كالكنغر فوق سريرها"ياس ..... لقد نجحت بتقدير امتياز أميييييي"
تبادلت الأم و ابنتها العناق الطويل ، و بعد الإنتهاء رأت سجا أمها تبكي
سجا:"أمي ما بك لقد نجحت بامتياز و سترين حبيبتك سجا طبيبة قريبا"
الأم:"هذه دموع الفرح حبيبتي آسفة لقد أحزنتك بدموعي هذه"
مسحت سجا دموع أمها و قبلتها و بقيت في حضنها ، دخل الأب:"صغيرتي سجا مبروك"
سجا:"شكرا أبي هذا كله بفضلكما ، لقد وفرتما لي كل ما أحتاجه ، حفظكما الله لي يا أغلى والدين "
بعد مدة اتصلت سجا بأيلول لتسألها عن نتيجتها
أيلول:"آلو حبي لقد نجحت بتقدير الجيد جدا و أخيرا سأحقق حلمي و أصبح مترجمة "
سجا:"يا عمري أخيرا ، حمدا لله لقد طمأنتيني"
أيلول:"و أنت!"
سجا:"لقد نجحت بامتياز"
أيلول:"أوووو كنت اعلم ذلك فإن لم تنجح أنت بامتياز من سينجح بذلك إذن"
سجا:"ههههه بدأت بمجاملتي "
أيلول:"هههه هنيئا لنا يا أفضل صديقة ، الآن سأذهب للتحضير لحفلتي ، أووو لقد نسيت ستقومين بحفلة أليس كذلك!"
سجا:"لا أعلم غدا جلسة وسيم ، إن أطلق سراحه ، سأقوم بأجمل حفلة أكييد"
أيلول:"أوكي حبي"
ذهبت سجا للمسجد ، دخلت و صلت هناك ركعتان ، دعت أن يصبح وسيم حرا ، و أن يغفر لهما الله على الجريمة التي ارتكباها ، ثم ذهبت لحي كان يدعى حي الفقراء تصدقت على ناس ذلك الحي ببعض الطعام و اللباس كما أنها لعبت مع صغار الحي قليلا ، ثم ذهبت لوسيم و عند دخوله مباشرة"هنيئا لك يا دكتورة سجا أخيرا"
أسقطت سجا رأسها خجلا"شكرا"
اقترب منها ووضع يديه على الجدران و هي ملتصقة به "إذن"
بقيت تنظر إليه"ستصبح حرا أليس كذلك وسيم و سنعود أنا و أنت كالماضي"
وسيم:"هههه لا أعلم أظن أنني سأموت هنا على كل حال"
أغلقت فمه بيدها" أنت لن تعيد هذا الكلام مجددا ، لن تأتي بسيرة الموت اتفقنا"
تبادلا نظرات العشق ، حتى صارت دموع سجا تسيل مجددا ، وضع وسيم يديه على كتفيها "لم تبكين"
سجا:"أنا أريدك أن تعود لي"
بقي وسيم يبتسم ، ثم جذبها إليه فارتمت على حضنه الدافىء ، أغمضت عينيها و ذهبت لعالمهما الخاص ، أما بالنسبة لوسيم فقد بقي يتأمل ملامح وجهها البريء حتى فتحت عيناها مجددا لتقع عيناها بعينيه "وسييييم"
وسيم:"أممم"
سجا:"أريدك"
وسيم:"لماذا تريدينني؟"
سجا:"لأنك أصبحت بمثابة كل شيء في حياتي"
صمت وسيم قليلا"أممم"
و بعد انتهاء وقت الزيارة ، ذهبت سجا متأملة خروج وسيم غدا
عند حلول الغد ، ارتدت سجا ثيابها التي كانت عبارة عن سروال أسود ممزق مع قميص أحمر قاتم ، و كعب متوسط أسود ، تركت شعرها الطويل مسدولا ، كما أنها وضعت حمرة بلون أحمر قاتم ينطبق على لون القميص ، ذهبت مع أمها و خالتها لحضور الجلسة ، أخيرا دخل وسيم و عند رؤيته لسجا أعجب بها مجددا و كان ينظر إليها و كأنه يقول:"لم أر بجمالك قط صغيرتي"
كان شعرها الأسود يتطاير مع الهواء ، جالسة جلسة المؤدبات و عند رؤيته احمرت خجلا ، لم تستطع إلا اعطائه بسمة جميلة تريح نفسيته
عندما دخل القاضي نهض الجميع ، بدأ المحامي بالدفاع عن المتهم وسيم ، و أعطى عدة أدلة تبين أن قتل وسيم كان دفاعا عن النفس أما بالنسبة لإيبيك فقد ضربها ليس بنية القتل و إنما عندما أغضبته لم يستطع التحكم بنفسه
القاضي:"بناءا على التبريرات المقدمة و الادلة الشاهدة ، المتهم وسيم ليس بقاتل و إنما قتل بهدف الدفاع عن النفس ، لقد حكم عليه بستة أشهر التي قضاها في السجن بالإضافة لدفع مبلغ من المال و الآن هو حر ، رفعت الجلسة"
أصبحت أم وسيم تبكي من الفرح و تعانق ابنها الغائب عنها 6 أشهر أخيرا سيعود إلى البيت ، أما بالنسبة لسجا فقد طارت من الفرح تقول في نفسها:"الفرح يأتي وراء بعضه أخشى أن يحدث شيء حزين مجددا يا إلهي"
أم سجا:"سلامتك وسيم حمدا لله عدت لنا سالما مجددا"
وسيم:"شكرا خالتي"
بقيت سجا صامتة لا تستطيع قول شيء
الأم:"سجا سلمي على ابن خالتك هيا"
سجا بصوت خافت:"ههه أسلم عليه ! انا كل يوم في السجن يا أمي"
ضحك وسيم و فهم ما قالته سجا
الأم:"ماذا بنيتي؟"
سجا:"لا لا شيء ، سلامتك وسيم أخيرا عدت إلينا لقد اشتقنا إليك "
وسيم:"اشتقت لي؟"
سجا:"لا لم أقصد.. و إنما....." غضبت سجا و تغير لون وجهها "أففف وسيم تعلم أنني اخجل لم تفعل هذا ؟"
وسيم:"أمزح شكرا يا ابنة خالتي العزيزة"
مسكت سجا وسيم من يده دون انتباه أحد و بصوت خافت:"ابنة خالتك العزيزة اذن سأريك لاحقا يا أحمق"
ضحك وسيم و قال:"خالتي أظن أن ابنتك جنت لقد مسكتني من يدي"
وااااااوو.
سجا :"ماذا....... اآ... أنا.... وسيم. .... ما بك عزيزي؟"
بابتسامتها المزيفة
وسيم:"ههههه أنا أمزح "
لينفجر الجميع ضاحكا
سجا بصوت خافت:"سأريك إذن يا ابن خالتي العزيز
سنلتقي "
وسيم:"ماذا!"
سجا:"لا شيء ، الآن أتركك لتذهب إلى بيتك أظن أنك متعبا باي"
ابتسم لها و أعطاها قبلة من بعيد ، احمرت و ابتسمت له و عادت إلى المنزل في أحسن الأحوال ....😉

هوس الحب❤حيث تعيش القصص. اكتشف الآن