أشرقت أنوار الصباح ، فنهضت الحزينة على اقبال أشعة الشمس الذهبية أحست و كأنها ألقت عليها بظلالها أنوارا من الأمل و التفاؤل ،فوجدت النوافذ مفتوحة و صوت أمها ينادي كالعادة"سجا"، مسحت عينيها بيديها الناعمتين ثم رفعت يديها إلى الأعلى لتستلقي جيدا ، أخيرا و بعد تغلبها على لذة السرير و الغطاء الدافىء و ذلك النوم العميق ، استيقظت من مكانها قاصدة الحمام ، و بعد ذلك الإستحمام الذي دام ساعتين صحت إلى العالم الواقعي ، لبست ثيابها و سرحت شعرها و خرجت من غرفتها بعد ترتيبها ، بدأت بتنظيف البيت حتى جعلت الأرض تبدو كالمرآة من اللمعان ، غسلت يديها جيدا و هي تنظر للمرآة و تغني ، لتدخل المطبخ و ترتدي مئزر المطبخ و القفازات ، لتباشر في عملها لقد صنعت أشهى الكعكات و حضرت شتى أنواع العصير البارد ، زينت الطاولة و نادت الكل للفطور
الأم:"أوو ما هذا النشاط يا حبيبتي"
غضبت سجا و كانت تبدو من ملامح وجهها أنها حزينة بعض الشيء"أنا دائما نشيطة أمي هل لاحظتني للتو فقط!"
الاخ:"هههههه أنظروا من يتكلم ، نشيطة!! لهذا لا تنهضين حتى منتصف النهار و تعشقين النوم و السرير"
سجا:"أنت أصمت " لتتبعها بصوت خافت"أحمق لعين"
الأم:"اصمتا الآن ، اوو كدت انسى ، اليوم عزمت خالتكما للعشاء "
سجا:"أحم ، و.... اقصد..."
لينطق الأخ:"اختي تقصد حبيبها ذاك هل سيأتي"
سجا:"اخرس و إلا...."
الأخ:"أووو أنظروا إلى الفتاة كيف احمرت و غضبت هههههههه"
سجا:"أفففف"
الأم:"ما بكما اليوم !! دعاني أتحدث "
سجا:"تحدثي تحدثي أماه أنا أستمع"
الأم:"خالتكما و أولادها الأربع سيتناولوا العشاء عندنا و سيبيتوا هاته الليلة هنا ، لا أريد مشاكل مفهوم!"
لتنهض سجا من الكرسي و تقفز"yes" و من شدة فرحتها لم تنتبه للكرسي الصغير الذي كان تحت رجليها وقعت boom "آآي"
جعلت الكل يضحك على الطاولة، الأم:"أانت بخير!"
سجا:"أنا!!! إنني بألف خير أمي" تقدمت من أمها و قبلتها على جبينها، ثم ضربت أخاها ضربة خفيفة و انتقلت لغرفتها
من شدة فرحتها كانت ستعيد الإستحمام حتى تذكرت أنها استحمت منذ ساعة "ما الذي أرتديه اليوم أمممم هذه او لا هذه أجمل ..... "
اخيرا قررت أن ترتدي فستان للركبة اسود اللون ، كان فستان بيت يعني ليس مبالغ فيه ، مرسوم فيه عينان زرقوتان و فم أحمر و معه حزامه الأبيض الذي يتناسب مع بعض الخيوط البيضاء الموجودة أسفل الفستان ، ارتدت ذلك الفستان و ضفرت شعرها الطويل بشكل جميل ، وضعت القليل من المكياج الخفيف الذي لا يظهر من بعيد و جلست في غرفتها ثم قررت أن تعد العشاء مع أمها ، ذهبت للمطبخ و أخرجت أمها منه و أخبرتها أنها هي من ستعد عشاء الليلة ، من منتصف النهار حتى المساء سجا في المطبخ لم تمل أبدا ، كيف لها أن تمل من احضار الطعام لحبيبها؟
أعدت أشهى أنواع المأكولات الشهية ، لقد كان يبدو طعامها لذيذ جدا ، و عند الساعة السابعة مساءا ، زينت طاولة الصالون الكبيرة بالأواني الفاخرة و بقيت في غرفتها تنتظر صوت طرق الباب ، و بعد قليل ملت فوضعت سماعتها لتسمع بعض الموسيقى حتى نسيت نفسها ، بعد مدة دخل أخاها يناديها لكنها لا تستمع إليه بسبب انشغالها فجأة نزع السماعة من اذنيها و هو يقول:"يا عاشقتي الولهانة لقد اتى حبيبك"
تنهض سجا مسرعة و هي تقوم بتعديل نفسها"ماذا!!!!!.....هل....هل أنا جميلة!"
الأخ:"أجل جدا"
قبلته ثم مسكته من خدوده "أحبك"
خرجت مسرعة من غرفتها و كأنها تقول ربما عجزت روحي أن تلقاك و عجزت عيني أن تراك لكن لم يعجز قلبي أن ينساك ، أخيرا سأراك بعد آخر كلماتك القاسية ، كلماتك التي جعلت عقلي يكاد ينفجر من كثرة التفكير أخيرااا
بعد دخول سجا إلى الصالون و كالعادة أصبح وجهها أحمر بالكامل و لم تستطع النطق بحرف ، لقد صدق قول أن حياء المرأة يكاد يكون أجمل من جمالها ،اخيرا و بعد تغلبها على خجلها نوعا ما اقتربت من خالتها و سلمت عليها كما أنها سألت عن أحوالها ، سلمت على كل أولادها عدا شخص واحد ،أجل إنه هو من يجعلها تخجل ، لم تتجرأ حتى على رفع رأسها أمامه ،لكنه كان ينظر إليها بكل حب و عاطفية ، وسيم لا يجيد الكلمات المؤثرة و لا يستطيع التعبير عن مشاعره و لكن من نظراته أستطيع أن أقول أنه يريد قول"لقد حفرت اسمك في الفكر و الوجدان ، و حفظت رسمه في القلب و الأشجان ، و ستبقى ذكراه النور الذي أستمد منه الحياة ، إن هواک في قلبي يضيء العمر إشراقا ، سيبقى حبنا أبديا رغم البعد عملاقا، أحبك يا من أضأت حياتي أحبك يا من رسمت البسمة على وجهي بعد هاته المدة ، أنت من سكنت قلبي و فؤادي و كياني ، أعشقك للأبد"
بعد الشرود الطويل ، عاد وسيم إلى الواقع على صوت خالته"تفضلوا إلى الأكل و على كل سجا هي من حضرت كل هذا الطعام"
أم وسيم:"أوو إذن سجا أصبحت ربت بيت و حان وقت الزواج لا!" لتتبعها بضحكة خفيفة
أسقطت سجا رأسها خجلا قائلة في نفسها"اهذا رأيك خالتي لم لا تزوجيني بابنك اللعين الذي سرق قلبي"
ضحك وسيم و كأنه فهم ما قالته سجا ثم قال"أوو الطعام لذيذ جدا ، تفضلي يا ابنة خالتي لتناول العشاء هل نحن غرباء!"
جلست سجا على الطاولة و هي تأكل الطعام بأدب و بعد قليل قاطع أكلها أخاها بقوله"هههه ما هذا سجا تأكلين كالمثقفات و المتحضرات الآن أنسيت كيف تناولت فطور الصباح كالحيوان المشتر" فضحك الجميع ،أما بالنسبة لسجا اصبحت حمراء كالعادة و كانت تريد الإنتقام من أخيها ، فضربته برجلها من تحت الطاولة ، ليصرخ وسيم"آي لقد آلمتني"
احمرت مجددا و قالت بصوت خافت "يا لحظي اللعين افففف"
"آسفة وسيم"
وسيم:"لا بأس"
بعد انهاء العشاء ، ذهبت سجا لغسل الصحون و الأواني الكثيرة، و بعد دخولها للمطبخ مباشرة"أففففف أكره الصحون الكثيرة ،كما أنها أعععع مقززة ، ما الذي تفعلينه سجا! اغسلي و اصمتي الآن ، كل هذا من أجل ذلك الدب وسيم"
ليقاطع كلامها صوت غليظ بعض الشيء "هل أنهيتي سيدة سجا!! أريد ماءا"
عضت سجا شفاهها ثم استدارت بابتسامة مزيفة"اوكي سيد دب ، تفضل"......"
أنت تقرأ
هوس الحب❤
Cerita Pendekرواية تتحدث عن بنت لا تعرف معنى الحياة ،تتحدث عن بنت كرهت كل شيء في حياتها بسبب حفرة وقعت فيها إسمها"الحب"، تتحدث عن ما فعلته الحياة بها ،و عن التغير الذي حدث لها أثناء سن المراهقة ،و عن حبها الكبير الذي تحول إلى هوس و أقلب حياتها رأسا على عقب فلنبد...