الجزء التاسع عشر:

27 2 8
                                    

أشرقت أنوار الصباح ، فنهضت الحزينة على اقبال أشعة الشمس الذهبية أحست و كأنها ألقت عليها  بظلالها أنوارا من الأمل و التفاؤل ،فوجدت النوافذ مفتوحة و صوت أمها ينادي كالعادة"سجا"، مسحت عينيها بيديها الناعمتين ثم رفعت يديها إلى الأعلى لتستلقي جيدا ، أخيرا و بعد تغلبها على لذة السرير و الغطاء الدافىء و ذلك النوم العميق ، استيقظت من مكانها قاصدة الحمام ، و بعد ذلك الإستحمام الذي دام ساعتين صحت إلى العالم الواقعي ، لبست ثيابها و سرحت شعرها و خرجت من غرفتها بعد ترتيبها ، بدأت بتنظيف البيت حتى جعلت الأرض تبدو كالمرآة من اللمعان ، غسلت يديها جيدا و هي تنظر للمرآة و تغني ، لتدخل المطبخ و ترتدي مئزر المطبخ و القفازات ، لتباشر في عملها لقد صنعت أشهى الكعكات و حضرت شتى أنواع العصير البارد ، زينت الطاولة و نادت الكل للفطور
الأم:"أوو ما هذا النشاط يا حبيبتي"
غضبت سجا و كانت تبدو من ملامح وجهها أنها حزينة بعض الشيء"أنا دائما نشيطة أمي هل لاحظتني للتو فقط!"
الاخ:"هههههه أنظروا من يتكلم ، نشيطة!! لهذا لا تنهضين حتى منتصف النهار و تعشقين النوم و السرير"
سجا:"أنت أصمت " لتتبعها بصوت خافت"أحمق لعين"
الأم:"اصمتا الآن ، اوو كدت انسى ، اليوم عزمت خالتكما للعشاء "
سجا:"أحم ، و.... اقصد..."
لينطق الأخ:"اختي تقصد حبيبها ذاك هل سيأتي"
سجا:"اخرس و إلا...."
الأخ:"أووو أنظروا إلى الفتاة كيف احمرت و غضبت هههه‍هههه"
سجا:"أفففف"
الأم:"ما بكما اليوم !! دعاني أتحدث "
سجا:"تحدثي تحدثي أماه أنا أستمع"
الأم:"خالتكما و أولادها الأربع سيتناولوا العشاء عندنا و سيبيتوا هاته الليلة هنا ، لا أريد مشاكل مفهوم!"
لتنهض سجا من الكرسي و تقفز"yes" و من شدة فرحتها لم تنتبه للكرسي الصغير الذي كان تحت رجليها وقعت boom "آآي"
جعلت الكل يضحك على الطاولة، الأم:"أانت بخير!"
سجا:"أنا!!! إنني بألف خير أمي" تقدمت من أمها و قبلتها على جبينها، ثم ضربت أخاها ضربة خفيفة و انتقلت لغرفتها
من شدة فرحتها كانت ستعيد الإستحمام حتى تذكرت أنها استحمت منذ ساعة "ما الذي أرتديه اليوم أمممم هذه او لا هذه أجمل ..... "
اخيرا قررت أن ترتدي فستان للركبة اسود اللون ، كان فستان بيت يعني ليس مبالغ فيه ، مرسوم فيه عينان زرقوتان و فم أحمر و معه حزامه الأبيض الذي يتناسب مع بعض الخيوط البيضاء الموجودة أسفل الفستان ، ارتدت ذلك الفستان و ضفرت شعرها الطويل بشكل جميل ، وضعت القليل من المكياج الخفيف الذي لا يظهر من بعيد و جلست في غرفتها ثم قررت أن تعد العشاء مع أمها ، ذهبت للمطبخ و أخرجت أمها منه و أخبرتها أنها هي من ستعد عشاء الليلة ، من منتصف النهار حتى المساء سجا في المطبخ لم تمل أبدا ، كيف لها أن تمل من احضار الطعام لحبيبها؟
أعدت أشهى أنواع المأكولات الشهية ، لقد كان يبدو طعامها لذيذ جدا ، و عند الساعة السابعة مساءا ، زينت طاولة الصالون الكبيرة بالأواني الفاخرة و بقيت في غرفتها تنتظر صوت طرق الباب ، و بعد قليل ملت فوضعت سماعتها لتسمع بعض الموسيقى حتى نسيت نفسها ، بعد مدة دخل أخاها يناديها لكنها لا تستمع إليه بسبب انشغالها فجأة نزع السماعة من اذنيها و هو يقول:"يا عاشقتي الولهانة لقد اتى حبيبك"
تنهض سجا مسرعة و هي تقوم بتعديل نفسها"ماذا!!!!!.....هل....هل أنا جميلة!"
الأخ:"أجل جدا"
قبلته ثم مسكته من خدوده "أحبك"
خرجت مسرعة من غرفتها و كأنها تقول ربما عجزت روحي أن تلقاك و عجزت عيني أن تراك لكن لم يعجز قلبي أن ينساك ، أخيرا سأراك بعد آخر كلماتك القاسية ، كلماتك التي جعلت عقلي يكاد ينفجر من كثرة التفكير أخيرااا
بعد دخول سجا إلى الصالون و كالعادة أصبح وجهها أحمر بالكامل و لم تستطع النطق بحرف ، لقد صدق قول أن حياء المرأة يكاد يكون أجمل من جمالها ،اخيرا و بعد تغلبها على خجلها نوعا ما اقتربت من خالتها و سلمت عليها كما أنها سألت عن أحوالها ، سلمت على كل أولادها عدا شخص واحد ،أجل إنه هو من يجعلها تخجل ، لم تتجرأ حتى على رفع رأسها أمامه ،لكنه كان ينظر إليها بكل حب و عاطفية ، وسيم لا يجيد الكلمات المؤثرة و لا يستطيع التعبير عن مشاعره و لكن من نظراته أستطيع أن أقول أنه يريد قول"لقد حفرت اسمك في الفكر و الوجدان ، و حفظت رسمه في القلب و الأشجان ، و ستبقى ذكراه النور الذي أستمد منه الحياة ، إن هواک في قلبي يضيء العمر إشراقا ، سيبقى حبنا أبديا رغم البعد عملاقا، أحبك يا من أضأت حياتي أحبك يا من رسمت البسمة على وجهي بعد هاته المدة ، أنت من سكنت قلبي و فؤادي و كياني ، أعشقك للأبد"
بعد الشرود الطويل ، عاد وسيم إلى الواقع على صوت خالته"تفضلوا إلى الأكل و على كل سجا هي من حضرت كل هذا الطعام"
أم وسيم:"أوو إذن سجا أصبحت ربت بيت و حان وقت الزواج لا!" لتتبعها بضحكة خفيفة
أسقطت سجا رأسها خجلا قائلة في نفسها"اهذا رأيك خالتي لم لا تزوجيني بابنك اللعين الذي سرق قلبي"
ضحك وسيم و كأنه فهم ما قالته سجا ثم قال"أوو الطعام لذيذ جدا ، تفضلي يا ابنة خالتي لتناول العشاء هل نحن غرباء!"
جلست سجا على الطاولة و هي تأكل الطعام بأدب و بعد قليل قاطع أكلها أخاها بقوله"هههه ما هذا سجا تأكلين كالمثقفات و المتحضرات الآن أنسيت كيف تناولت فطور الصباح كالحيوان المشتر" فضحك الجميع ،أما بالنسبة لسجا اصبحت حمراء كالعادة و كانت تريد الإنتقام من أخيها ، فضربته برجلها من تحت الطاولة ، ليصرخ وسيم"آي لقد آلمتني"
احمرت مجددا و قالت بصوت خافت "يا لحظي اللعين افففف"
"آسفة وسيم"
وسيم:"لا بأس"
بعد انهاء العشاء ، ذهبت سجا لغسل الصحون و الأواني الكثيرة، و بعد دخولها للمطبخ مباشرة"أففففف أكره الصحون الكثيرة ،كما أنها أعععع مقززة ، ما الذي تفعلينه سجا! اغسلي و اصمتي الآن ، كل هذا من أجل ذلك الدب وسيم"
ليقاطع كلامها صوت غليظ بعض الشيء "هل أنهيتي سيدة سجا!! أريد ماءا"
عضت سجا شفاهها ثم استدارت بابتسامة مزيفة"اوكي سيد دب ، تفضل"......

"

هوس الحب❤حيث تعيش القصص. اكتشف الآن