12

12.7K 399 4
                                    


أوصل سيف أخته، وبعد ذلك أخذ جوري.
كانت جوري طوال الطريق تنظر من النافذة بصمت، ولم يحب سيف ذلك أبدًا.

سيف: إيه مالك؟
(جوري ما زالت شاردة)
سيف: جوري... جوري... جوووري!
جوري: إيه! في إيه! قطعت حبل أفكاري.
سيف: أفكارك إيه ونيلت إيه! هتفضلي كده على طول دبش؟
جوري: إيه! أول مرة تعرف؟
سيف: جوري حبيبتي، حد قالك قبل كده إنك مجنونة؟
جوري: آه، كتير. عندك مثلًا حسام وسينو والولا كرم وزوما.
سيف: إييييه! كل دول! إنتِ ما عندكيش أصحاب بنات خالص؟
جوري: لا، عندي اتنين، البت أختك ومريم صاحبتي.
سيف: "بت" و"صاحبتي"! وربنا إنتِ بيئة!
جوري: ملكش فيه.
سيف: ربنا يعين عليكي، بحب مجنونة والله! إنتِ مجنونة.
جوري: ههههه بهزر معاك يا سيفو يا حبيبي.
سيف: حبيبك! ماشي، هسمحك وهستحملك علشان "سيفو حبيبي" دي.

وصلوا إلى البيت.
جوري: شكرًا يا سيفو.
سيف: قوليلي يا حبيبي.
جوري: بس يا بابا، إحنا في الشارع، عيب كده!

وهنا أتت من خلفها عايدة.
عايدة: جوري!
(جوري وقد وسعت عيونها من الصدمة ونظرت إلى مصدر الصوت)
جوري: خالتو... عايدة! أنا!
عايدة: إنتِ بتعملي إيه هنا؟ ومين ده؟
جوري: د... د... ده سيف.
عايدة: والله! سيف؟
جوري: آه.
عايدة: آآآه... سيف مين؟

(نزل سيف من السيارة ووقف أمام عايدة)
سيف: إزاي حضرتك؟ أنا سيف، الدكتور بتاعها في الجامعة، وأخو رعد الحديدي، المدير هنا في الشغل.
عايدة: آآه، ماشي.
جوري: خالتو، والله كرم كان معانا هو وأخت الدكتور سيف، بس كرم نزل في نص الطريق هو وعليا، ومريم نزلت كمان علشان عندها مشوار وكده.
عايدة: طالما أخوكي عارف يبقى ماشي، اطلعي فوق يلا. وأنت يا دكتور، اتفضل اشرب حاجة.
سيف: لا والله، مرة تانية، عندي شغل مهم. سلام. (تركها وذهب)
عايدة: شكل كده هتكون الأيام اللي جاية متعبة. ربنا يكون في عونك يا هنا ويقويكي على إخواتك.

---

وفي فيلا الحديدي
أنهت هنا عملها واتجهت إلى الصالون حتى تستأذن ناهد بالمغادرة.
كانت ناهد تجلس بجوار ابنها رعد، وبجانبه سيف.

هنا: احم... ماما ناهد؟
ناهد: نعم يا هنون يا حبيبتي؟
هنا: كنت عاوزة أستأذن حضرتك إني هاخد الأسبوع الجاي إجازة.

(نظر لها رعد بنظرة استغراب)
ناهد: ليه يا هنا؟ كل حاجة كويسة، صح؟
هنا: آه، مافيش حاجة والله يا ماما.
رعد: أمال ليه الإجازة؟
هنا: أصل الأسبوع الجاي ذكرى وفاة ماما، وفي اليوم ده أنا وإخواتي بنروح للمكان اللي اتدفنت فيه، وبنفضل هناك أسبوع. كمان بتكون حالة إخواتي صعبة شوية، وأنا لازم أكون جنبهم.
ناهد: عارفة يا بنتي، ربنا يصبركم.

(كان كل من سيف ورعد ينظران إلى هنا، سيف يفكر في حالة حبيبته جوري، ورعد عندما نظر إلى عيون هنا التي تلألأت الدموع بها، أراد أن يضمها ويقول لها إنه معها، لكن هناك ما يقيده عن فعل ذلك)

وقعت اسير صاحبة العيون الزرقاءحيث تعيش القصص. اكتشف الآن