الراحلة قدر 17

60 9 10
                                    

نظرات ،تصرفات،كلمات قدر جعلت من الحيرة تتملك ميرال للمرة الأولى تراها في هذه الحالة تدفقت الأسئلة إلى عقلها ما الذي حصل خلف هذا الجدران العالية ليجعل من صديقتها المليئة بالحياة إنسانة لا مبالية لا مهتمة قاطع حبل تلك الأفكار صوت البوابة معلنةً عن خروج قدر بالنسبة ل ميرال أمابالنسبة لقدر فهي خرجت إلى العالم الذي سيألمها بكل لحظة سيذكرها بكل شيء سيزيد من آلآمها وأوجاعها لن يتركها ترتاح بكل سيظل يفتك بكيانها وروحها الهشة

على تلك المائدة كانت تجلس ساندرا وبين أحظانها طفلة بريئة ،الأربعة وعيشرون ساعة التي عاشتها غامضة جداً بالنسبة ل ساندرا ،أفكار وعواطف تشبثت بعقلها وقلبها
مشاعر إنتابت ساندرا فأخذتها لعالم مليئ بالأسئلو التي لا أجوبة لها ،دخلت هذا العالم الخاص بها مغلقة كل حواسها الأخرى غير مستمعة لصراخ الصغيرة البريئة التي بين يديها أخرجها من قوقعة أفكارها تلك يد روبرت التي وضعت على يدها أبعدت يدها من أسفل يده ناظرةً له بتفاجئ ليزمجر غاضباً
-"ألم تسمعي بكاء الصغيرة أسكتيها أريد تناول فطوري "
لم تهتم لكلماته فقط قامت بإعطائها لهذه الخادمة التي تقف على مقربة من صفرة الطعام قائلة بصوتها الهادئ
-"خذيها إلى غرفتها أريد التحدث من روبرت من فضلك "
حينما قالت كلماتها الأخيرة(من فضلك) نظر لها روبرت ساخرا لتبادله بنظرات هادئة جدا عكس التيار الذي يعصف داخلها ،متفوهة
-"روبرت "
أجابها وهو ينظر للطعام
-"امممم"
-"أريد"صمتت لبرهة قبل أن تكمل وهو بدوره نظر لها لتكمل
-"أريد هاتفي "
نظراته الغاضبة أخافتها ثم أكمل فطوره ،لكن بداخلها عاصفة تأبى الهدوء والسكون لتكمل قائلة لنفسها *مهما حدث ستتكلمي هيا ساندرا إفعليها *أكملت قائلة له
-"لا تنظر لي هكذا كذلك لا تصمت أنا أتكلم معك حسناً أريد هاتفي للإطمئنان على والديّ كذلك أريد أن أحادث صديقتي بعض الوقت على "
أعاد الصمت حضوره ليقطعه روبرت
-"عفواً ،أكملي ما بدأتِ
-حسناً روبرت أريد التكلم مع صديقتي على إنفراد كذلك أن لدي حياتي الخاصة لأعيشها ألا تجد نفسك أنك عائق بيني وبين والدي،صديقتيّ ،جامعتي، حياتي،كل شيء"
ليجيبها ببرود قاتل
-"ألا تسمعي صوت تلك الصغيرة المسكينة لتذهبي لهدأتها قليلاً كم أنتِ قاسية القلب ساندرا
-نعمم!!!!!!أنا قاسيةُ القلب؟؟؟؟؟ إذاً أنتَ ماذا ؟؟؟؟!!!!!"
جزّ على أسنانه مردفاً
-"ساندرا أغربي عن وجهي "
لا حظت ساندرا علامات الغضب على وجهه فهمّت واقفة ولكن قبل أن تغادر قالت له
-"حاضر روبرت سأغرب عن وجهك لكن بالمناسبة ماهو إسم الصغيرة أقصد إبنتك يعني إبنه عاهرتك "
أغلق قبضت يده ثم ضربها بالطاولة لتصدر صوت الصحون الموضوعة عليها ثم وقف وإقترب من ساندرا هامساً بأذنها
-"لم أختر لها إسم أما والدتها فلا شأنك لك بها وأقسم بحق الحجيم إن تجرأتِ على ذكر كلمة عاهرة مرة أخرى أمامي ستصبحين أنتِ عاهرتي الخاصة"
-"ح..ح...حسناً سأغرب عن وجهك ف ف فقدر تبكي "
أدارت ظهرها له لتغادر بسرعة من أمام تلك العيون التي تقذف الشرر لتوقفها قبضته على معصمها وإعادتها له فقترب منها هامساً بصوت يشبه فحيح الأفعى
-"إلى من ستذهبين
-ق ق قدر
-من هي هذا؟؟؟!!
-من يسمعك يقول حقا لا تعرف إنها الصغيرة إبنتك
-أعطيتِ طفلة بريئة إسم قاتلة"
تملكها الغصب بدلاً من الخوف الذي كان يتغلغل داخلها لتصرخ قائلة
-"قدر ليست قاتلة ،إنك لا تعلم شيئاً عن حايتها لذلك لا تتفوه بما لا تعلمه"
زاد من قبضته على معصمها لتتأوه ألماً ثم أردف
-" لقد خرجت اليوم من السجن بأنها بريئة "
إرتسمت إبتسامة عريضة على وجهها لتقوم بمعانقته ولم تنتبه لنفسها إلا بعد عدة دقائق إبتعدت عنه ثم أنزلت رأسها لأسفل قائلة
-"أحم ،آسفة لم أنتبه
-اذا أبحثِ للصغيرة عن إسم جميل غير أسماء صديقتيك ،فمن الخطأ أن نناديك أنتِ وإياها صغيرة يكفي أن نناديكِ وحدكِ بالصغيرة البلهاء "
همت راكضةً بسعادة عارمة إلى غرفة الصغيرة سعيدة لخروج صديقتها وكذلك لتقربها منه دون أن يغضب أيضا الأطفال مصدر سعادة لنا فكيف لا تفرح وهي تحضن ملاك بريئ لا ذنب له
_______________________________________
-"حمداً لله على سلامتك قدر "أردفت تلك الكلمات ميرال مع إبتسامة نمت على شفتيها
-"شكرا لك عزيزتي ميرال،كذلك أنتِ سيدة سماح أتعبتكما معي جداً"قالت تلك الكلمات بصوت لم يخلو من الألم ،لتردف ميرال قائلة
-"قدر هل أناِ بخير ،ماذا حصل في الداخل جعلك تتكلمين بهذه الطريقة
-ميرال ،ما مضى فات ،دعيني أذهب لوالدتي لقد إشتقت لها
-حسناً"
____________________________________
غادرت كل من سماح ،ميرال وقدر إلى المشفى التي تقطن فيها والدتها ،حيننا إقتربت قدر من غرفة والدتها والسعادة غامرة إياها وجدت أخاها مصطفى يخرج من الغرفة بوجه حزين فنظرت من تلك النافذة لترى الممرضة تضع الغطاء على وجهها معلنةً وفاتها ،أمسكت قدر مقبض الباب هامةً بالدخول ليمنعها صوت مصطفى الذي إعتراه الغضب
-"أغربي من هنا حمقاء كل هذاحصل بسببك ،خسرت عائلتي بفضلك يا لك من تشائم "
لم تكن قدر بحالة نفسية جيدة فيكفيها ما حصل لتصرخ به
-"من أنتَ بالنسبة لها لتمنعني من أن أراها هااا ،لا تقل لي ولدها لأن ولدها وعدها بأن يخرجها من تلك القذارة لكن ماذا فعلت أنتَ أنشأت حياتك الخاصة ويرميتنا بعيداً عنك اخجل من نفسك
-لا يحق للقتلة أمثالك التكلم لذلك أغربي عن وجهي ولا تريني إياه مرة إخرى "
لم يكن منها سوى أن تعود أدراجها مذرفةً دموعها ،كانت تمشي بخطوات غير متزنة وحيدة لأنها رفضة أن تكون صديقتها معها ،دخلت إلى منزلها ليصتدم أنفها برائحة والدتها التي تفوح في أرجاء المنزل بأكمله،كلمات عانقت قلبها وتشبثت بتفكيرها
*-أماه،آهٍ يا كلمة تلفظ على اللسان بلغة القلب
أمي
أنتِ القمر إذا جنّ الليل
أنتِ الشمس إذا تنفس الصبح
ياملكةً تربعت على عروش جميع الملكات
ياشمعةً أنارت ظلمة حياتي
فما للوفاء معنى الا منك
وما للحب تفسيراً إلا أنتِ
جميلتي،عجزت كلماتي عن وصفك
سامحيني لم أصفك حقا الوصف
يا سلطانة قلبي و روحي

قويةٌ رغماً عنك🍁🍂حيث تعيش القصص. اكتشف الآن