قنديلُ الصديقات 23

30 7 2
                                    

دقائق تمر كالساعات على رجل الأعمال الكبير ذو أكبر  شركات نسيج بالعالم من شدّة هلعه على فتاة صغيرة، فقيرة ، قاتلة ،يتيمه، فقدت عذريتها لما هي تهمه إلى هذا الحد  بعد وقت ليس بالكثير لكنه أيضاً ليس بالقليل خرجت الطبيبة من غرفة العمليات مردفة بتعب
-"سيدي أصيب جبينها قليلاً وتم وضع الضماد له بالفعل الضربة لم تكن قوية لكن بنية جسدها ضعيفة جدا ومرهقة لذا أثرت بهذا الشكل على صحتها هي بحاجة للراحة والهدوء يبدو أنه حصل لها إنهيار عصبي من كثرة الضغط لذا فقدت وعيها أعطيناها بعض المهدئات لتنام وغداً بإمكانكم الخروج لكن يجب أن تمر على مكتبي لأصف لك بعض الأدويات والمغذيات التي يجب عليها أخذها بعد خروجها من المشفى أتمنى أن تبقى مرتاحة نفسياً وجسدياً هذه الفترة بالسلامة "
تنفس الصعداء بعد أن أخبرته الطبيبة بحالتها تفصيلياً وما لبث أن ذهبت الطبية ليفتح الباب معلناً عن خروج جسد قدر  الملقى على السرير الأبيض وهنالك ممرضات ينقلوها إلى غرفتها كانت مغيبةً عن الوعي من أثر المهدئات نظر لها فوجد وجهها الذي كانت تغزوه الحمرة تهجم وتحول إلى اللون الأصفر تبع الممرضات ثم دخل إلى غرفتها قالت له إحدى الممرضات
-"السيدة لن تستيقظ اليوم من أثر المهدئات بإمكانك الذهاب لمنزلك والراحة ففي الفترة المقبلة ستكون بحاجة إلى الرعاية والاهتمام "
أومأ آرثر برأسه ثم إتصل بحارسه الشخصي ،ومن ثم غادر إلى منزله أو بالأصح هو قصره الذي يسكنه برفقة عائلته المؤلفة من أمه، أخاه وأختيه ثم إبن عمه الذي يعيش معه فإبن عمه يتيم الوالدين منذ أن كان صغيراً وتقريبا هو في نفس عمر آرثر دخل قصره فمن المؤكد أن يكون قصره مطوق بالحرس ليصطف جميع الحراس إستقبالا له كذلك بإنتظار أوامره لأنه طلب من حارسه الشخصي أن يجمع جميع الحرس  ،فتحت بوابة القصر لترى جميع تلك الرؤوس مائلةً للأسفل بخوف ممزوج بإحترام وبلكنته الغربية الممزوجه بلكنته الشرقية قال
-" كل واحد منكم سيضاعف عمله فعليكم الحراسة جيداً ومن ثم التأهب والإستعداد لأي أمر طارئ بالفترة القادمة سيكون لنا حروب مع أعداء كثر ومن المستحسن أن تنتبهو لأنكم على يقين تام إن قصّر أحدكم في عمله سيعاقب بأبشع الطرق "
وما إن ألقى هذه الكلمات حتى ترى أوصال الجميع ترتجف لتشعر لوهلة بأنهم ليسوا رجال بل أطفال مهددين بالإنفصال عن ألعابهم المفضلة كعقاب لهم ،تاركاً إيهاهم في حال من الرعب داخلاً بهيبته إلى داخل قصره وتحديداً غرفته فالقادم يحتاج للكثير من الجهد والتعب وهو بحاجة للراحة والسكون قبل بدأ المعركة المنتظرة
_______________________________________
خرجت من المنزل لأستنشق بعض الهواء ،كأنني أنا التي عانت وليس قدر بعد أن جعلتها تغادر هذا البلد أصبحت أشبهها قليلا بالهدوء أخذت ذاك الكتاب الذي كانت تقرأه عن مصاصي الدماء فهذا الكتاب يحتوى على بعض الفقرات التي تضحكها دوماً كانت تمسك هذا الكتاب وقبل أن تقرأه تضحك على غباء البطلة البشرية والعاشق رئيس مصاصي الدماء قدر في زمانها لم تقرأ مثل هذه الكتب لكن بعد ذاك السجن أصبحت تقرأ قصص خيالية تضمن فقرات مضحكة لعلها إختارت هذا النوع لتتناسى ألمها لا ألومها بل أتسأل كيف كانت تقدر على التحمل والإبتسام الدائم تفائلها الذي يملأ الكون بأسره بدأت أتصفح كتابها وأنا أمشي في الشارع أمام منزلي لم أشعر إلى بأقدماي سارتا إلى منزل قدر ولم يوقظني من كلمات هذا الكتاب سوى  صوت مألوف على مسامعي إنه صوت هذا الغبي مصطفى أخ قدر طرقت أذني كلماته وهو يكلم سيداً كبيراً
-" حسناً سيدي غداً تعال وأحضر معك النقود ثم تستلم مفاتيح منزلك الجديد مباركٌ عليك "
اللعنة هل يبيع منزل عائلته هذا الوغد لم أستطيع إلتزام الصمت  فصرخت به
-"هل أنتَ معتوه أم ماذا ؟!! يا لك من حقير أخرجت شقيقتك الوحيدة من هذا المنزل لأجل نقود لعينة مثلك
-أوووه ميرال صديقة أختي، كان بخاطري أن أقول لك حللتِ أهلا ووطأتي سهلا لكن لست على إستعداد لأستقبلك
-اللعنة على أخ مثلك أنت لا يجب أن يطلق عليك إسم الأخ
-"من أنتِ لتقولِ لي ماذا يجب أن أفعل وما الذي يجب أن أكونه "
ثم أكمل ساخراً منها
-"أووه نسيت أنتِ صاحبة الشركة التي تملك الأموال الطائلة لا تلوميني لأنني متوسط الأحوال المادية ولا أعلم بالذي تفكرون به أيها الأغنياء
-هل تعلم شيء ،أنتَ وأمثالك قمة العنصرية يا لكم من عنصريين وسفلة تفكرون فقط بالأموال والألقاب وتحتقرون من هم أقل منكم حالا لكنهم أغنى منكم حباً قلوبهم طاهرة وليست خبيثة أمثالك يا سيد لا يشرفني أن أطيل النقاش مع أناس عنصريين أمثالك للأسف ضيعتُ وقتي الثمين على تفاهة متلبسة بشكل رجل "
ثم تركتُه وغادرت اللعنة غير مزاجي الجميل لسيء مثله عدت إلى منزلي ورميتُ نفسي على السرير بتعب ثم غفوت
________________________________________
-"روبرت سأبقى معك لكن من فضلك لنغادر من هنا لا أستطيع المكوث أكثر في هذا المكان
-حسناً كما ترغبين تفضلي "
ثم وضع يده خلف ظهرها واليد الأخرى أمامها للدليل على أن تمشي للأمام،نظرت أمامها  لترى الدماء فرمت نفسها بين أحضانه وأمسكت قميصه بقوة تهجمت ملامح وجهها ودموع نزلت مع أوصال مرتجفة لتهمس له
-"خائفة
-أنا هنا لا تخافي هيا تشجعي لنغادر "
قال هذه الكلمات وهو يبتسم لها واليد الأولى يحاوطها بها والثانيا يمسح على شعرها الأشقر لتمشي معه قليلا إلى الأمام لكنها لم تقوى على التقدم ناحية الدماء والأموات أكثر توقفت فحماها روبرت بين يديه الضخمة جعلت من رقبته ستار لكي لا تشاهد كل شيء شنيع عن كثب بينما روبرت إبتسم لبرائتها وجمالها وياله من سعيد لأنهاخبأت وجهها داخل عنقه فقد أسعده الأمر جدا  لا ينكر ابدا أنه فرح بهذه المجزرة لأنها جعلت كلاهما يقتربا من بعضهما ثم وضعها داخل سيارته الفارهة وبعد حوالي خمسة عشر دقيقة هدأت وإنتبهت لغياب أمل لتشهق برعب أرعبت روبرت أيضاً من تلك الشهقة
-"أمل أين هي روبرت
-حبيبتي ،أن تكفي عن الحركات الطفولية هذه أخفتني بالتأكيد لم أتركها في المنزل أخذتها مربيتها وبعض الحراس إلى المنزل الجديد "
توردت وجنتيها ما إن قال لها حبيبتي لتحدث نفسها  من دون صوت
*اووه هل يقصد حقاً أنني حبيبته ياااه *
حينما لم يلقى رد نظر لها وبدأ بالضحك على خجلها ليبادر بالحديث جعلها تخجل بشدة
-"حلوتي ،حبيبتي ومعشوقتي  ساندرا لا داعي للخجل "
حقاً كاد أن يتوقف قلبها عن النبض من شدة خجلها أوقف السيارة روبرت ثم نزل ليفتح الباب لساندرا ممسكاً بيدها أخذها خلفه ووقفا أمام البحر على تلك الصخرة الكبيرة ليمسك بيدها الأخرى ويديرها ناحيته لتتقابل أعينهما مردفاً
-"عينكِ تأثرني"
إبتسامة شقت شفتيها وأنزلت رأسها للأسفل ليمسك ذقنها ويرفعه فتتقابل العيون مجدداً
-"ساندرا أنا آسف
-ل لم تتأسف الآن
-آسف لم فعلته معك منذ أن إلتقيت بك  آسف لم جعلتك تعيشيه اليوم "
إغرورقت خضراوتيها بالدموع فأبعدت يدها من يده وضمته قائلة  
-"لا تتخلى عني روبرت أنا"
ثم توقفت فجأة عن الكلام ،ليتسائل بصوته الخشن الذي حاول جعله رقيقاً معها
-"أنتِ ماذا "
صمت عم المكان لبضع دقائق قطعه بصوت ملأه الحزن لأول مرة ساندرا سمعته يتكلم بهذا الحزن
-"أعلم أنك تكرهيني وتمقتيني لأنني أبعدتك عن عائلتك وجعلتك تعيشين أشياء غريبة بالنسبة لك لكن أقسم لك بالعذراء أنني أحببتك ولم أتنمى لك أن تعيشِ متألمة معي كنت أنانياً حينما فكرت فقط بسعاتي وتناسيت سعادتك لكن الآن أنا أعدك وأتعهد لك إن كنتِ تودين المغادرة في أي لحظة فلن أمنعك من هذا حامية قلبي
-"روبرت أنا أحبك هذا ما كنت أود أن أقوله لك "
ضحكت شقت وجهه الذي تطغى عليه البرودة معظم الأحيان ليحملها ويدور بها صارخاً
-"وأنا أعشقك حبيبتي "
فقط صوت ضحكاتهما علت أرجاء المكان والسرور تملك كلاهما ليصبح كل منهما هائماً بحب الآخر متوجين هذا الحب بزواجهما
_______________________________________
فتحت بنيتي وأنا أشعر بثقلٍ في رأسي وجسدي يؤلمني و أعدت إغلاقهما ثم فتحتهما من جديد لأرى الحائط لا تغطيه الرطوبة نظرت حولي لأجد نفسي على سرير يملأه اللون الأبيض ولفت إنتباهي المغذي الذي يحتل يدي ومع الأسف عدت بالذاكرة إلى ما حصل البارحة بالتأكيد إنها المستشفى أبعدت المغذي عن يدي ثم وقفت وفتحت الخزانة لكن لم أجد فيها أي شيء يخصني كذالك المنضدة بالقرب مني لم تكن تحتوي على شيء يخصني ،ساعة الحائط أخذت نظرة لها تشير إلى الثالثة وخمسة وأربعون دقيقه صباحاً لوهلة شعرت بالدوار لأعود إلى السرير جلست بضع دقائق ليخف الدوار الأحمق 
-*ماذا ستفعلين قدر ثيابك ليست موجودة كذلك هاتفك وبطاقتك اووووه ماذا ستفعلين يجب الهرب قبل أن يعود السيد الأحمق آرثر *
تكلمتُ مع نفسي بصوت أكاد أسمعه فتحت باب الغرفة لأصدم 
_______________________________________
عاد آرثر إلى منزله او لنقل قصره هذا يلائم الموقف أكثر دخل غرفته ليرتاح فالقادم يحتاج المزيد من الطاقة ،طرقات على باب غرفته أبعدت الراحة عنه زفر بضيق ثم تكلم بصوته الضخم
-"من هناك "
فتحت الباب فتاة تبدو في بداية  العشرينيات بشعرها الأسود الذي يسبق سواد الليل مردفة ببرود
-"أخي هل يمكننا أن نتحدث قليلاً
-تعالي لونا ماذا هنالك "
دخلت الملقبة  بلونا وجلست على الأريكة المقابلة له لتنظر له بنظرات مرتبكة بعض الشيء علم أنها تود قول شيء سيزعجه ليبادر هو بالمقابل
-" لونا تكلمي ولا تزعجيني
-أخي منذ البداية أنت منزعج لأنهض ونكمل حديثنا لا حقاً "
ثم همت واقفة لتتركه وتغادر لكن زمجرته وصراخه أعادها لمكانها
-"إجلسِ مكانك أنا لم أسمح لك بالخروج آنسة لونا ،تكلمي كل ما يجب أن تقوليه وحالا
-الأمر سيغضبك لذا أفضل الصمت
-لا تجعلي صبري ينفذ تكلمي ولآخر مرة سأقولها لك"
نظفت حلقها جيدا ثم أردفت
-"أريد أن أكمل بكلية الطب وليس إدارة الأعمال فأنا لا تهمني الشركة ولا الأسهم التي أمتلكها مستعدة للتخلي عنها مقابل دخولي إلى كلية الطب
-أوووه بما أنك قررتِ دراسة الطب عوضاً عن إدارة الأعمال  لماذا تأخذيني برأي فحضرتك قررتي وإنتهيتِ "
قالها بسخرية وشماته
-أنا لم أقرر شيء بعد إفهمني رجاءً
-لوما أغربي عن وجهي أفضل حينما تحل تلك المشكلة نتكلم بهذا الموضوع التافه
-أي مشكلة
-ليس من شأنك إهتمي بنفسك ولا تتدخلي فيما لا يعنيك
-أمرك أخي سأغادر "
وما إن لمست المقبض حتى أبعدت يدها عنه بسبب صوته الغاضب
-"صديقتك الحمقاء تلك لا أريدها أن تدخل بيتي مرة أخرى ومن الأفضل أن تلغى تلك الصداقة المقرفة
-أنظر أخي منذُ أن كنتُ طفلة وأنتم تتدخلون في جميع أموري لكن إلى هنا يكفى لن أتخلى عنها البته لنفترض أنني سأفعل كما طلبت ماذا سأقول لها أصبح عمري تسعة عشر عاماً وأخي يقرر من سأصاحب لذا سألغي صداقتنا كما طلب وبكل بساطة ،هي صديقة طفولتي هي من مسحت دموعي وليس أنت وهذا العائلة وهي من أصبحت بلسم لقلبي أنتم لا شيء بالنسبة لي و.........."
صفعة قوية أطاحت بها أرضاً وجعلت كلماتها متناثرة ومبعثرة لا تقوى على المواجهة أكثر دمائها خرجت من فمها معبرة عن مدى الصفعة التي تلقتها وما جعل أوصالها ترتجف هو صراخه الذي جعل الحائط يهتز رعباً منه
-"إن تجرأتي أن تقفي بوجهي مرةً أخرى ستصبح الأمور أسوء قلت ستلغين علاقتك بها أي ستغلينها هل فهمتي أم نعتمد أسلوب بقائك في المنزل لمدة ستة أشهر كما فعلنا من  قبل هااا ،أغربي عن وجهي "
خرجت من غرفتها صافعةً الباب خلفها نزلت إلى الحديقة لتذهب إلى جزء من الحديقة تطلق عليه إسم حديقتي لأنها في هذا الجزء من الحديقة زرعت الورود التي تحبها ونظمتها كما هي تحب وترضى فحين تحزن تتكلم لورودها عن ألمها وتهتم بهن فهذا ما يجعلها تشعر بنفسها قليلا منذ أن ولدت وهي لا تشعر سوى بالتسلط عليها من قبل شقيقها آرثر لسبب تافه تخلى عنها وكأنها عدوةً له لا شقيقةً له
______________________________________
صباح أشرق عليهن هنّ الصديقاتُ الثلاث لكل منهن قصة لكل منهنّ شخصية لكل منهنّ ألم أدمى قلبها وكسر خاطرها لكن شيء واحد تشترك به هؤلاء الصديقات الثلاث الحب الذي جمعهنّ تاركين العنصرية بجميع أشكالها سواءً طائفية ،إجتماعية أو إقتصادية ....،هنالك قاعدة في قانون هؤلاء الصديقات إن كنتنّ تحببن بعضكنّ فعليكنّ تقبل بعضكنّ كما أنتنّ دون تغيير من الشخصية لأجل أحد فالذي يحب حبّ الصداقة الحقيقي يترك عنصريته أولا ليعرف كيف سيعيش فقط بقلب يحكمه حبّ يدعى حبّ الصداقة

(1804:كلمة )

قويةٌ رغماً عنك🍁🍂حيث تعيش القصص. اكتشف الآن