15ظلامٌ أصبحتي يا أنا

61 11 11
                                    

أملٌ تلاشي كما تتلاشى أجزاء الكرستال حينما يكسر ،داخلي محطم عفواً أقصد أنه لم يعد على قيد الحياة، قدر الحياة أقدار وقدرك يا قدر أن تكوني هكذا بلا جناح بلا أمل بلا تفائل سوااااد سواااد فقط سوااد يسيطر على داخلك كل شيء أسود في حياتي كرهتُ جميع الألوان سواه لأنه يمثل جزء بسيط لا بل ذرة صغيرة من سواد داخلي من سواد تغلغل في أعماقي حافراً في رأسي أني لن أخرج منه مهما حاولت لذا فلأكف عن المحاولات البائسة واليائسة ❄ 💮 ❄ 💮 ❄ 💮 ❄

نظرت ساندرا خلفها لتجده يقف بجبروت واضعاً يديه أمام صدره ويعتلي وجهه إبتسامة خبث أخافت صغيرتنا ساندرا ومن بين إبتسامته تفوه ببعض الكلمات
-"هل من المعقول أن ينام الزوج بعيداً عن زوجته؟؟؟
أرادت ساندرا التحدث ليمنعها صوته الذي تعتريه نبرة أمر
-"إتبعيني ولا تتجرأي على مناقشتي "
نعم تبعته دون أن تتفوه بحرف فالنظر إليه يجعلها ترتعش وتتصبب عرقاً مرفقاً بخوفٍ واضح على خضراوتيها ،دخلت تلك الغرفة إنها قعر الجحيم بالنسبة لها نظرت لكل شيء داخلها يغلب عليه اللون الأسود

لم يبالي بها لأنها لا تزال واقفة دلف بدوره للمرحاض الملحق بالغرفة وما إن سمعت صوت إغلاق البابا حتى زفرت هذه الكلمات
-"اللعنة ،هل أنتظر منه الخلق الحسن ليتفوه بكلماته اللعينة قائلاً تفضلي "
جلست على تلك الأريكة تنظر من النافذة للمنظر الأخاذ فالمنظر منها مبهر بحق ،قاطع شرودها صوته آمراً إلياها بأخذ حمام ،ساندرا من المؤكد لن تتجرأ على رفض هذا فهي بحاجة له حقاً وحينما إنتهت إرتدت منامة زرقاء تعتريها بعض الرسومات الطفولية كان شكلها مضحك مع شعرها المنسدل على ظهرها ،خرجت بالقليل من الشجاعة التي إستجمعتها أثناء أخدها لحمامٍ ساخن أراح أعصابها بعض الشيء
-"هل سننام على السرير ذاته"
لم يزحزح نظره عن الحاسوب وهو يردف مجيباً لها
-"كما ترغبين
-من المؤكد لن أنام ،سأذهب لغرفتي "أدارت ظهرها له متوجهةً نحو الباب ممسكةً بالمقبض قاطعها صوته الذي تعتريه نبرة أمر يتخللها بعض الغضب
-"إن خرجتي سأبتر قدميك "
إستدارت بدورها لها والغضب نال منها
-"روبرت هل أنتَ معتوه الآن قلت أنك موافق على أن لا أنام معك على السرير ذاته
-"نعم قلت هذا لكن هذا لا يعني أن تنام زوجتي الصغيرة خارج الغرفة
-نعم !!"
قالتها بملأ فمها لتعتلي ثغره إبتسامة حمقاء رافقتها بعض الكلمات
-"زوجتي أخفضي صوتك أنا لا أحبذ ضجيج الأطفال يجلب لي الصداع ،أنظري منذ القدم كان البشر ينامون على الأرض،نامي أنتي أيضاً مفيدٌ للظهر
-هل تعلم أنني حمقاء لأنني أتناقش مع وغد مثلك كم أنتَ تافه يا رَجُل"
نظر إليها بنظرات يتطاير الشرر من خلالها دون أن يتفوه بحرف لتتوقف عن الكلام

💮 ❄ 💮 ❄ 💮 ❄ 💮 ❄

كم مغرورةٌ الحياة اللعينة حينما تبرز لنا مفاتنها وكم نحنا أغبياء نضعف أمام نزواتها بكل بساطة وحماقة ،فتصفعنا صفعةً مديمةً إيانا رامية قلوبنا بين أشواك الصّبار تنزف وهي مستمتعة بهذا المشهد اللعين مثلها ،إلى متى ؟لماذا؟كيف ؟كل هذه الأسئلة لها جوابٌ واحد من قبل الحياة لأراكم تتدمرون أمامي أيها البشر فأنا أعيش وأفرح على أحزانكم وآلامكم وأحزن حينما أجد أن الفرح تغلغل داخلكم فأنتزعه بقوة
كلمات ضائعة مبعثرة تجاذبتها ميرال مع نفسها وهي تنظر للسماء الصافية مداعباً وجهها النسيم العليل

قويةٌ رغماً عنك🍁🍂حيث تعيش القصص. اكتشف الآن