حقيقة أمل 18

44 8 10
                                    

                             (فوت+ كومنت)

في كل يوم تشرق الشمس على كوب الأرض معطيةً الأمان والسلام  للبشر بينما الليل يبقى مخيماً على قلوب صديقاتنا الثلاثة فلقد أبت ستائر قلوبهم أن تعلن إفتتاحها لتدخل الشمس مدخلة معها الأمن والسلام إلى قلوبهم فلا زالت الحروب قائمة في تلك القلوب التي لم تعرف الخبث في حياتها

بعد مرور شهر
يقف بهيبته ووقاره أمام ذاك المنظر الرائع الذي يطل عليه مكتبه يدعك جبهته بيده التي برزت العروق فيها مقاطعاً أفكاره رنين هاتف المكتب أمسكه مجيباً
-"ماذا هنالك
-سيدي ،الأستاذ هاري يريد رأيتك ويقول أن هناك أمر ضروري
-أدخليه "
عادت ملامح البرود تغزو وجهه بعد أن رحلت ملامح الغضب وزمامها التي تشكلت مع تذكره للماضي ثم جلس بهيئته على كرسيه الجلدي منتظراً دخول هذا الموظف
-"مرحباً سيد آرثر
-هاري هات ما لديك وغرب عن وجهي
-س سيدي الشركة التي أمرتني بمراقبتها
-مابها
-خلال هذا الشهر دخلت فقط موظفة جديدة وهنالك العديد من الموظفين الذي تم حسهم نصف راتبهم بموجب تقصيرهم في أداء عملهم كما...
-هل أتيت لتخبرني عن احوال العمال هناك (قالها ساخرا)
-لا ،هذه الشركة حققت نسبة خمسة بالمئة من الأرباح بعد أن كانت على حافة الإنهيار وهذا فقط خلال شهر أرى أن هنالك أمر غريب
-جيد ،أرسل جواسيسنا إلى تلك الشركة ثم قم بتحديد موعد للإجتماع بأفرادها بعد أسبوعين من الآن
-كما تأمر سيدي هل هنالك شي آخر
-أجل ،أريد كامل المعلومات عن أصحاب هذه الشركة
-أمرك
-يمكنك الإنصراف"
*كيف يمكن لشركة على وشك الإنهيار أن تعود وتحقق نسبة الأرباح هذه ،هل من الممكن أن تكون هنالك علاقة للمافيا بها حسنا سنعلم بعد أسبوعين *
هذه الأسئلة شغلت تفكير آرثر كثيراً
_______________________________________
ساندرا كانت تجلس في غرفتها بعد أن سمح لها بذلك روبرت فالمرضعة التي أحضرها جعلت من الصغيرة التي كان صوتها  يضرب أرجاء المكان صغيرة هادئة جداً بالإضافة إلى تلك المربية التي أصبحت تهتم بها نيابة عن ساندرا حينما تذهب للجامعة وتعود للدراسة داخل المنزل لكنها أبت أن تنام دون أن تكون أمل بقربها فهي أصبحت الشعلة المضيئة لحياتها حركاتها كلماتها الغريبة تجعل المرء يشعر بسعادة عارمة أما ضحكتها البريئة فتنسيك الدنيا بما فيها تجعلك تشعر بالنشوة بدلا من السعادة
قاطع تفكيرها طرق تلك الخادمة على باب غرفتها لتجيبها ساندرا  بصوتها الهادئ وإبتسامتها التي إرتسمت حينما كان عقلها منشغلاً بالتفكير في كتلة البرائة التي أمامها
-"تفضل
-عذراً سيدتي السيد روبرت ينتظر في الأسفل
-آتية "
وما بلبث أن أمسكت بالمقبض هامة بالرحيل حتى سمعت ضحكة الصغيرة التي تشير إلى أنها إستيقظت لتقترب منها قائلة بإبتسامة عريضة
-"أملي تأبى أن أتركها وحيدةً لديكِ الحق تعالي لنرى والدكِ الأحمق لعلك إشتقتِ له أليس كذلك "
حملتها بين يديها ونزلت ،جلست على الأريكة  ووضعت بين أحضانها الصغيرة لتشعر بالتلك النظرات التي تحرقها دون أن تنظر له عم الصمت أرجاء المكان ليطقعه روبرت بصوته الخشن
-"لما أمل معك قلت أني أريد رأيتك وليس هي
-منذ متى لم تراها ،طفلتك هذه إبنتك يجب عليك أن تهتم بها وتحملها لتشعر بأن لها أب
-ساندرا كفِ عن قول إبنتك لأنها ليست إبنتي هل فهمت
-ماذاااااا؟؟!!!طفلة من هذه
-أعطها مربيتها وعودي إلى هنا أود التحدث معك "
أخذت الصغيرة وأعطتها مربيتها لتعود له وفي داخلها تقول بعض الكلمات لتشجع نفسها على التحدث معه وبلا خوف لم تشعر إلا بصوته يأمرها بالجلوس ،جلست دون التفوه بحرف ليصرخ بملأ فمه
-"لم لا تتصلين بوالديك هل سأفعل هذا بنفسي أيضاً للتحدث معهم ألم تأنبيني لإني أخذتك من بين أحضانهم ماذا حدث الآن ،إنظري أنا ليس لدي وقت لأبقى على تواصل مع والديك بإتصالاتهم تلك هم يعيقون عملي جدا
-لا أتحدث إليهم ليكي لا أشعرهم بجحيمك ،متأسفة لإيعاقة والديّ لعملك أقصد لقتلك الناس الأبرياء،هل أنت قاتل والديّ تلك الصغيرة أيضا لهذا تهتم بها
-ساندرا إخرسي وعملي ليس من شأنك كما أن والدة هذه الطفلة هي ذاتها مرضعتها "
إرتسمت على وجهها علامات الإستغراب ففتحت عشبيتيها لتظهر وكأنها مروج ثم صرخت  بملأ فمها ليصدح صوتها أرجاء القصر بأكمله
-"نننننعععععععممممممم؟؟؟؟!!!!!!"
فتتلقى صفعةً قويةً منه صارخاً بها
-"كم مرة قلت لا ترفعي صوتك علي هااااا، كما أنني لم أجبرك على الإهتمام أحضرت لها مربية لتهتم بها ،أغربي عن وجهي وفي المرة القادمة إنتبهي لصوتك اللعين  هذا  "
_______________________________________
-"مرحباً قدر هل بإمكاني الدخول "
بإبتسامتها الآسرة أجابتها
-"بكل تأكدي تفضل أيها الغزال الصغير
-قدر إسمي ميرال "قالتها بغضب مصطنع لتضحك قدر على غضبها الطفولي هذا
-"قدر "
أجابتها قدر وهي تنظر للأوراق الموضوعة على مكتبها
-"نعم
-أريد التكلم معك في موضوع
-أسمعك
-أقطعِ وعد بأنك لن تغضبي
-ميرال هل ستعودين لمناقشة الموضوع عينه ،اذا كان كذلك فأنا متأسفة لكن لا أريد لأحد أن يتدخل في حياتي ،أنظري هذا الملف يزعجني بعض الشيء رغم عدم خبرتي لكن هنالك شي ليس جيد بهذا الملف من فضلك حضري إجتماعاً بعد الظهر لمناقشته عن إذنك سأتأخر على المحاضرة
-بالله عليك قدر ،أنا لست سكرتيرتك الخاصة لتملي علي أوامرك رباه صبراً
-ههههههههههه ومن قال هذا أنتِ صديقتي العزيزة لكن هذا الملف مهم جدا لذالك يجب علينا العمل بجدية تجاه هذا الموضوع "
بعد أن خرجت قدر تاركةً خلفها ميرال التي عادت بذاكرتها للماضي
-قدر من المستحسن أن ترتاحي البارحة خرجت من...
-خالتي رجاءً لا تكملي وتذكرني بذالك المكان القذر ،أريد أن أطلب من شيئاً منك إذا كان ممكن
-بكل تأكيد أنتِ بمثابة ميرال قولِ حبيبتي
-أريد أن أعمل معكِ أنتِ وميرال
-حسنا وماذا بوسعي أن أقول سوى أن شركتنا ترحب بك
-لا أعلم ماذا أقول أشعر وكأنني عبئ ثقيل على كاهلكم
-قدر أنتي إبنتي لا تتفوهي بهذه الكلمات هيا إلى مكتبك لأرى
-أعدك بأن أبذل قصار جهدي"
بدأت قدر بالعمل رغم عدم خبرتها الزائدة لكنها حققت شيئا جيدا في تلك الشركة أصبحت تقرأ كتب عن إدارة الأعمال وصفقات قديمة وهي في إنتظار أن يأتي الباص ليقلها إلى جامعتها لتعود من الجامعة إلى مكتبها وتبدأ بدراسة الصفقات كل صفقة تأخذ منها وقت طويل وذلك لدخولها ميدان العمل دون الخبرة تبقى لساعاتٍ طوال تعمل لدرجة أنها أصبحت تنام معظم أيامها داخل مكتبها منشغلةً بين دروسها وأعمالها فالليل كالنهار لديها لا فارق بينهما فالعمل والدراسة هما الأهم بالنسبة لها ولا شيء آخر،ميرال لم يعجبها الأمر وهي ترى صديقتها منكبة على العمل منذ شهر دون توقف فهي خائفة على صحتها ولا تود أن تصاب بأي مكروه ولكن الذي فاجئ السيدة سماح هو غصب قدر على الموظفين فتعاملها معهم في البداية كان قاسي فهي لا تنكر أن قدر قد ضبطت الفوضى التي كانت هي غافلة عنها وهذا كان سبب رئيسي لإنقاذ تلك الشركة ففي بعض الأحيان يجب على المسؤول أن يكون قاسي مع موظفيه لكي لا يتراخى العمال بالعمل وكذلك يجب أن يكون لطيف معهم في بعض الأحيان فهذا يعتمد على أداء كل شخص فمنهم من لديه الضمير ليعمل بجد دون المراقبه وهنالك العكس تماماً
______________________________________
ساندرا صعقت حينما علمت بأن المرضعة هي ذاتها والدة الطفلة التي ترعاها لم تهتم لصفعة روبرت ولا لكلماته لتكمل حديثها وكأنها لم تسمع منه شيء
-"لن أغرب قبل أن أعلم لم فرقتها عن والدتها ،كيف طاوعك قلبك هل لديك قلب بالأصل ؟؟؟!!
-مصممة على معرفة الحقيقة إذا إسمعي جيداً(في تلك الليلة كنت عائداً إلى المنزل في وقت متأخر وأنا في الطريق وجدت والدتها تضعها على طرف الطريق هذا المشهد أعاد لي ذكرى من الماضي لم أقدر على تركها وحيدةً أوقفت السيارة وأخذت تلك الطفلة من على الأرض كانت باردة جداً
-لكن ،و ووالدتها ألم تقل شيء
-أمرت أحد رجالي بتلقينها درساً لن تنساه لتركها الصغيرة ملقاةً على الأرض ومن ثم أحضرتها لهنا ،لذا توقفي عن قول طفلتك ليس طفلتي فهمتي
-ماذا فعلت للأم ماذا فعل بها ذاك الأحمق
-فقط ضربها  ومن ثم سجنها فقط لم يفعل شيء
-ضربها وسجنها ولم يفعل شيء !!!!!كم أنتَ مقنع ألم تسأل لم فعلت هذا
-مهما كان السبب لا يجب أن ترمي بطفلة في الشارع
-روبرت أنتَ معتوه دع الأم تهتم بطفلتها كذلك هنالك أمور ليست بيدنا أحيانا تجبرنا الحياة على فعل أمور تقتل داخلنا لعلها لم تكن تملك مالا ولا بيتا فقالت إن أخذها أحدهم على الأقل سيكون لها سقف تحتمي به
-ساندرا لم أطلب منك تبريرا لها ،كما أنني تكلمت معك كثيرا وعن أمور لا تعنيك لذا أغربي عن وجهي وكفِ عن سؤوالي
-روبرت...
-اخرسي وغربي من أمامي فورا يكفيك الذي علمتيه "
وما كان منها سوى أن عادت أدراجها محملةٌ بالحزن والشفقة على تلك الطفلة ما ذنبها لتعاني دون أن تعلم كم هي الحياة مؤلمة وغير عادلة في بعض الأحيان وفي بعض المواقف التي تمر بحياتنا نقول ياليتنا لم نكن وفي أحيان أخرى تصل ضحكاتنا إلى السماء ونشعر بأننا ملوك هذا العالم لكن في النهاية  سنموت لكن على الأقل فلنمت بسعادة
________________________________________
أفاقت ميرال من شرودها ثم قامت بأخذ الملف الموضوع على مكتب قدر مغادرةً نحو عملها ،بينما قدر دخلت إلى جامعتها لتحصل على تلك المحاضرات المهمة بالنسبة لها فهي الفتاة الوحيدة في تلك الجامعة التي لا تملك أصحاب كذلك لا تملك وقت لشرب القهوة مع زملائها والتعرف عليهم فبعد أن أعطتها الحياة صفعتها الناسفة كرست نفسها للعمل والعلم فقط كانت تتناول طعامها على مكتبها لشدة إنشغالها بالعمل قررت الإنتقام عن طريق نجاحها الذي تسعى إليه من خلال عملها المتواصل بالبداية لم يكن الأمر سهلاً البته لكن مع مرور الوقت إعتادة وتأقلمت بسرعة ،خرجت من جامعتها متوجهة إلى غرفة الإجتماعات لمناقشة تلك الصفقة مع أعضاء الشركة دلفة لتجد الجميع بإنتظارها تمتمت بهدوء
-"آسفة للتأخير دعونا نبدأ "
وبالفعل بدا الجميع العمل بجد ونشاط فهذه الصفقة تعود بأرباح كثيرة وكبيرة على شركتهم إستوقفتهم قدر بسوؤالها
-" لكن ما فائدة صاحبها من تقديم  هكذا عروض لنا فشركتنا صغيرة جدا مقرانةً به وبالتأكيد لن يفعل ذلك لمساعدتنا كما يدعي "
ليسألها أحد الموظفين عن ما كانت تعنيه.
-"المقصود من كلامي أنه لا مشكلة لدي إن أردتم هذه الصفقة لكن حذاري من صاحبها فالجميع يجب عليه الإنتباه والعمل بحرفية "
-"لتكمل السيدة سماح مناقشة الصفقة مع جميع أفراد هذا الإجتماع آخذين بتحذير قدر من هذه الصفقة
___________________
-ياترى شو هو ماضي روبرت🤔🤔🤔
-شو رح يصير بالإجتماع 🖋🖊
-شو سرّ هذه الصفقة↪↪↪
((((المافيا )))😬😬😬

قويةٌ رغماً عنك🍁🍂حيث تعيش القصص. اكتشف الآن