عشاء عائلي

37 7 2
                                    

فتحت ميرال بدايةً الملف لتجد بعض الصور لقدر في الطريق لكن ما شدها أكثر صورة قدر أمام شركة آرثر لتجد بين هذه الصور رسالة أمسكت بها وبدأت بقرائتها على عجلة
-"آنسة ميرال ،أتمنى لو كان هنالك أحد ليصورك وانتِ بحالتك هذه عندما ترين مفاجئتي لا أنكر أبداً بأنكما لستما ذكيتان أقصد أنتِ وصديقتك قدر لكن ذكائك متواضع مقارنةً بذكائي "
تحدثت ميرال مع نفسها
-"من هذا لنفتح هذه البطاقة إذا"
محتوى البطاقة *نتشرف بحضوركم لحضور زفاف
السيد آرثر والسيدة قدر ياصديقة زوجتي العزيزة

السيد آرثر *
ضربت ميرال المكتب بقبضتيها الصغيرة صارخةً
*مستحيل مستحيل أن يحصل هذا *
بدأت برمي كل الأوراق التي تعتلي مكتبها وكل شيء تجده أمامها،دخلت والدتها لترى الفوضى تعمّ المكان بأسره
-"ميرال ماذا يحصل هنا
-اللعين وجد قدر وسيتزوجها "
عندما سمعت السيدة سماح ما تفوهت به إبنتها خرجت شقهة من فمها وإقتربت محاولةً تهدأت بنتها
-"ميرال إهدأي ليس بوسعنا فعل شيء إهدأي رجاءً طفلتي
-لن أهدأ أمي سأسافر إليها حالاً
-حسناً سآتي معك"
_________________________________________
-"أدخلِ"
دخلت قدر والتوتر ثم الإرتباك أخذ كل منهما مجراه بينما الخوف وخصوصا بعد أن صفعها آرثر لتتخل صفعته لها خوف أكبر  قام بإغلاق الباب بقوة ثم أعارها إهتمامه بالإضافة إلى نظراته المميته
-"أنظرِ يا فتاة أنا لا أرغب بالزواج منك ولا أريد لإسمي أن يرتبط بأسمك لكنني مضطر لهذا لذا من الأفضل أن تجلسِ في الزاوية مثل الشاطرة
-لماذا مجبور "خرجت هذه الحروف من فمها بإرتجاف بعد أن نظفت حلقها جيداً
-"ليس من شأنك "
إكتفى بهذه الإيجابة وخرج تاركاً إياها تُصارع مع دموعها الحارقة ،جلست على السرير وحضنت
قدميها ثم أمالت برأسها للأسفل سامحةً لوجهها الذي تحول إلى الأصفر بأن يسند على ركبتيها
______________________________________
-"روبرت "قالتها صغيرة روبرت ساندرا
-"حبيبتي روبرت قولي
-أريد العودة إلى الوطن "
تهجمت ملامحه وعيناها بدأت تقذف الشرر ليخرج صوته الغاضب
-"كيف تردين تركي
-روبرت لما غضبت..."
لم ينتظرها لتكمل تكلم من قلب مجروح
-"كيف ستتركيني بعد أن فتحت لك قلبي بعد أن أدمنت على وجودك في حياتي بعدما ما أخبرتك عن ماضي وكل شيء أنتِ بلا قلب مثل الجميع أنانية واللعنة "
آلمتها كلماته بعض الشيء لكنه قررت أن تخبره  مردفة
-"روبرت حبيبي من قال أنني أود تركك فقط كل ما كنت أوده هو أما أمكث في بلدي بعض الأيام أريد زيارة قبر والدي وكذلك ميرال ومن المحتمل أن أرى قدر "
الأسراري تغط على معالم وجهه ونفس الحال مع قلبه فقد إمتلأ بالفرح والسعادة
-"حبيبتي خفت أن أفقدك آسف لما نعتك به حارستي -لا بأس عزيزي لكن لا تكررها فلقد أحزنتني
-أعدك بهذا "
____________________________
حلّ الليل سريعاً على هذا العالم لكنه بالنسبة ل قدر فقد أصبح مأمنها بقيت جالسة على  الوضعية عينها دخل آرثر ليصدح صوته أرجاء الغرفة قاطعاً الصمت الذي حلّ منذ خروجه من الغرفة
-"الليل قد حلّ والغرفة مظلمة لما لم تعشلِ الأنوار ،هيا تعالي لتناول العشاء وإرجعِ إلى فراشك لترتاحِ قليلاً"
أجابته بصوت يختلجه الضعف المغموس بالوجع و الكسور العاصفه بقلبها
-"أصبحت أجد الأمان في الظلام ،الخوف الإرتعاش بات في النور الظلام ملجأي، أماني ،راحتي أجده مؤنسي في وحشتي ينسيني همي ويأخذني لعالم مليئ بالهدوء لا يوجد فيه مجال للأحلام الوردية والسعادة ،لا يوجد فيه قارورة الأمل بل غبار بسيطة وذرات متناهية الصغر من الأمل وفي بعض الأحيان لا أجدها لكي لا أبني أحلام تهدّ كياني وتعصف بي بكل ما أوتيت من قوة فتقعني أرضاً مضيفة إلى قلبي جرحاً آخر ممزقني "
صمت آرثر لمدة ليست بطويلة لكنها أيضاً ليست بالقصيرة ثم أخرج تنهيدة عميقة مقاطعاً الهدوء الذي حلّ حينما صمتت قدر
-"قدر بالله عليك أتركِ فلسفتك وتفضلِ أمامي لغرفة الطعام "
وما كان منها سوا أن تنفذت ما أمرها به مشت بالقرب به حتى وصلا إلى غرفة الطعام كانت غرفة واسعة مطليةً باللون الأبيض و الطاولة النبية ذات الخشب الأصلي التي نقش على أطرافها وتلك الكراسي التي تحيطها هذه الكراسي الخشبية كشخب الطاولة ولا تختلف زركشتها عن زركشة الطاولة فهذه النقوش تدل على الذوق الرفيع تركها آرثر واقفةً تتأمل تلك الصحون المصطفة على الطاولة بعناية صحون فخمة ورائعة بيضاء ممزوجة بعروق من الورود بالون الأزرق الداكن توجه وترأس الطاولة أما بالمقابل لآرثر إمرأة كبيرة في العمر إشتعل رأسها شيباً وكل الأشخاص الذين رأتهم هم عينهم الذين كانو يجلسون على السفرة قاطع تأمل قدر صوت سمعته للمرة الثانية يعتليه التكبر وكأنه جزء منه إنها لوسيني التي سخرت منها وضربني آرثر بسببها
-"أوووه خطيبت أخي ليست معتادة على هذه الفخامة لا بأس سأجعل لونا تعلمك الإتكيت والذوق "
تعمدت أن أصمت لأثير غضبها بينما معالم وجهي بقيت كما هي هادئة باردة جامدة قلت موجهة نظري ل آرثر
-"أين سأجلس سيد آرثر
-بالطبع عزيزتي ستجلس بجانبي"
وأشار إلى الكرسي الذي عن يمينه توجهت وجلست بهدوء أما الكرسي الذي عن يساره فيقبع به شاب لا أعلم ما إسمه وبالقرب منه هذه المتعجرفة لوسيني وزوجها وكذلك طفل صغير أما بجانبي تجلس لونا وبالقرب منها إبن عمه هذا المختل تشششه إنه هو الذي أمسك بي ،بدأت إمرأة طاعنة في السنّ هندامها يشبه هندام الخدم لكنه مختلف قليلاً بوضع الطعام ل آرثر وهناك فتاتين ترتديان ثياب الخدم وبدأتا بسكب الطعام لأفراد هذه العائلة لكنني لم أنتظرهما فقد وقفت من مكاني لتلتفت إليّ أنظار الجميع قمت بوضع طعامي بنفسي وما لبث أن وضعت الطعام وجلست ممسكة بالشوكة لأسمع صوت ضحكاتها الشريرة تصدح أرجاء الغرفة ومن غيرها البومة لوسيني قلبت عياني بملل ثم عاودت نظري لأركزه عليها ومن بين ضحكاتها المقرفة كانت تقول
-"أ أعذرني هههههه أخي لك ههه لكن هههههههه زوجتك المستقبلية مضحكة هههههههههههههههه ،حسناً لا تقلق سأجعل لونا تعلمها الإتيكيت والأخلاق ههههه الخاصة بأصحاب الطبقة المخملية أمثالنا "
نظرت إلى لونا لأجد دموع في سوداوتيها وتضعط على الشوكة الممسكة بها ثم عدتُ بنظري للبومة التي لازالت تضحك ووضعت يدي على فخذ لونا ونظرت لها بإبتسامة ونظرات تبعث الهدوء ثم أكلت لقمة في هذه الأثناء كان فقط يراقبني ومن غيره آرثر في هذه الأثناء ناديت رئيسة الخدم التي كانت تضع الطعام ل آرثر مردفه
-"من فضلكِ هل يمكنك القدوم "
نظرت إلى آرثر الذي أومأ لها بالموافقة وأتت إلى القرب مني قائلة بكل إحترام
-"تحت أمرك سيدتي
-ما هو إسمك ؟؟؟
-فاطمة سيدتي
-جيد عزيزتي "
كانت تقف خلف كرسي مباشرةً لأكمل وأنا أوزع نظري بين لوسيني واللعين آرثر
-"هل بإمكانك الإبتعاد قليلاً إبتعدت إلى الخلف لأبعد الكرسي وأقف تأملتها من أعلى رأسها لأخمص قدميها ثم نظرت لكل من آرثر وإبن عمه ثم أنهيت نظري بنظرة مطولة إلى البومة لوسيني وقلت لكل فخر
-"هل لديك الحواس الخمسة فاطمة ؟؟؟!!!!"
نظرت لي بإستغراب كالبقية لأكمل
-"إذاً أنتِ لا تختلفين عن لوسيني إخت أكبر صاحب شركة وكذلك زوجة أفضل جراح في أوروبا هذا ما أظنه ،الذي تمتلكينه يا لوسيني يمتلكه الجميع سوى المال الذي جعلك متكبّرة إنتِ خلقتِ من التراب وستدفنين في التراب "
ثم جلست على كرسي وخرق أذني صراخ آرثر المزعج
-"قدر إنتبهي لكلماتك جيداً وانتِ تتكلمين مع أختي وكذلك السيدة فاطمة
-إهدأ سيد آرثر فصغير أختك يجلس معنا على ذات الطاولة ولا يجب أن ترفع صوتك أمامه كما يجب أن تعلم أختك الذوق والإتكيت من لونا التي أظن أنها تعرفهم أكثر من أختك لهذا طلبت منك أن تجعل لونا تعلمني إياهم لأنها لا تملكهم بالهناء والشفاء "
أردتُ أن أنهض لكن قبضته منعتني وملامح وجهه المتهجم والغاضبة منعتني فعدتُ وجلست لأسمعه يخاطبني
-"ممنوع أن ينهض أحد عن هذه السفرة قبلي كما أنه يجب على العروس أن تتغذى جيداً لأنها ستذرف الكثير من الطاقة في الأيام اللاحقة"
إستفزني بكلامه وأخافني عروس ماذا واللعنة لمعت بنيتي ويدي بدأت ترتجف حاولت منعها ولم أرد أن يرى أحد ضعفي الآن لذا وضعت يداي في حرجي تحت الطاولة لا أريد أن يرى أحد إرتجافها بعد ثواني شعرت بيده تلمس يدي خفت وحينما نظرت له وجدتُ على وجهه إبتسامة ساخرة ضغط على يدي وإقترب من أذني هامساً
-"توقفي عن الإرتجاف وتناولي طعامك عروسي ولا تجعلني أريك ما لن يسرك أمام الجميع "
نظرت لهم كان الجميع مشغول بطعامه وتلك البومة ملامح الغضب ظهرت على وجهها أفرحني هذا إنني أغضبتها أبعدت يدي من يده وتناولت القليل وريثما إنتهيت قدمت لي خادمة تبدو صغيرة في العمر كأساً من الماء وبعض الأدوية نظرت لها وتحدثت إلى آرثر
-"ما هذا سيد آرثر
-دوائك الذي أعطاه الطبيب لك حينما دخلتِ المشفى "
تناولته ثم جلست أنظر ل لونا كانت لا تبدو على ما يرام هناك ألم دفين تحاول منعه من الظهور لكنها تفشل تأملت تلك العجوز التي لم أسمع لها صوت منذ مكوثي هنا أمسكت بهاتفي من جيبي وبدأت أعبث به لأسمع صوتها الهزيل يقصدني
-"ليس من الذوق الذي كنتِ تتحدثين عنه قبل قليل إستخدام الهاتف وأنتِ تتناولين الطعام مع عائلتك
-حينما أنشأ عائلة خاصة بي مبنية على الحب والتفاهم سآخذ بنصيحتك أعدك بهذا "
لم أشعر سوى بيد آرثر تمسك هاتفي لينظر إلى ما كنتُ أفعله نعم كنت أكلم ساندرا من الحساب الإلكتروني الخاص بي ولقد شتمته كل إنواع الشتائم التي تخطر إلى أذهانكم هو وعائلته رغم أنني لا أشتم لكنه هو شيء خاص بالإضافة لعائلته السعيدة نظر إلى المحادثة ثم لي أوووف إنه يربكني ضغط على الهاتف ثم صفعه أرضاً أخافني لأنتفض من مكاني وقف من مكانه وأمسك ذراعي لا أنكر خوفي لكن أردتُ أن أغيظه وأجعله يستشيط غضباً نعم هو سلبني فرحي حياتي بلدي كل شيء لا مشكلة في إغضابه قليلاً قلت ببرود لكن هناك خوف دفين وقلب يرتجف متمسك بقناع القوة
-"أووبسسس اليوم إشترتيه أنت سيد آرثر يحزنني أنك شتشتري آخر تعلم إنه ثمين لكن سعره بسيط مقارنة بمكانتك "
زاد من ضغطه ثم قادني إلى غرفتي أقصد الغرفة التي بقيت فيها
__________________
1477(كلمة)

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: Sep 12, 2020 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

قويةٌ رغماً عنك🍁🍂حيث تعيش القصص. اكتشف الآن