آدمكونك أب وموظف ورب منزل دون زوجة لم يكن بالأمر السهل على شاب مثلي.. لطالما عرفت وعرفني الناس حرا.. لم أكن أحب التقيد او تحمل المسؤولية.. ولم أكن طائشا ومثير للمشاكل.. أحببت الاستقرار والاستقالة بذاتي.. عشت بعيدا عن الأقارب والأصحاب.. لكن ليس بعد أن قابلت أماندا ثم رحيلها وتركها لطفل!..
مر يوم بطيء ثم يوم.. فأسبوع ثم أكثر، لم يكن بالأمر السهل.. من تراه يحب الأعتناء بطفل!!
أنا لم تكن لدي أدنى فكرة عن كيفية إطعامه أو تنظيفه وموعد نومه!.. ولم استطع التأقلم ):
وإلى جانب ذلك انقلب روتيني رأسًا على عقب، حسنًا لن أتهرب من مسؤوليتي كوني والد أو كوني موظف أو حتى كوني طالب.. لن أفعل!!
ففي منطق العقل أن أكون طالب ثم موظف ثم والد.. طالب لأني بحاجة للتطور وموظف لأؤمن نفقات كوني طالب أم والد.. وأخيرا والد لأني والد 😑 "سأصاب بالجنون قريبًا بعد هذا الكلام!!"هل فعلت؟؟.. نعم فعلت!!
في الحقيقة لم يكن بالأمر السهل.. مرت أشهر وأظنني قد تعلقت بطفلي، شيء بديهي!
في بادئ الأمر ظننت أن لربما أماندا قد تسرعت في اتخاذ قرارها وأنها لربما قد تحتاج للتذكير.. الأمر في منتهى التفاهة، وهل علي أيضًا بتذكيرها أنها تركت طفل 😬.. هذا ما آلت إليه قناعتي عندما لم تكن ترد على اتصالاتي أو أي من رسائلي، كنت تحت ضغط كبير لذلك حاولت لكن.. ليتني لم أفعل!!أيًّا يكن.. إن كنت أنتِ أماندا يامن تقرأين أريد أن اخبرك بهذه الكلمات وأن تعيها جيدًا....
"أنا زوجك السابق آدم براون.. لازلت طالبًا في الجامعة التي كنت أرمو إليها -هارفارد- هل تتذكرين كم مرة أخبرتني أن أتركها وأوفر نفقاتها الباهضة لـ "أشياء_أكثر_قيمة".. عندها لبست قناع القوة وقلت لك لا تقلقي ياحبيبتي فوضعي مؤقت ثم عملت في وظيفة ثالثة وأحضرت لك بعدها بشهرين خاتم من الذهب وذهبنا لـ3 أيام لولاية تكساس كإجازة وعند عودتنا أخبرتني أنك حامل.. فالذي أريد منك معرفته أنني مازلت ذلك الطالب الذي يرتادها وأيضا موظف تمت ترقيته 3 مرات في الشركة.. ولم أعد أعمل سوى في وظيفة واحدة وبراتب جيد جدًا يكفيني وأدخر الباقي، هل تعلمين؟.. لا تخدعنك اتصالاتي في بداية فترة رحيلك فقد كنت مضطرًا لا أكثر.. وأعتذر عن ذلك..
- هل أفتقدتك؟.. نعم قليلا بفضل أيامنا السابقة.. لكن لم أعد.- هل أريد منك العودة؟.. إياك!.. إن كنت تريدين الحفاظ على كرامتك إياك أن تعودي.
- هل سأتخلى عن آدم؟.. أووووه!!.. لقد غيرت اسمه هههه!.. لم يعد طفلي يحمل اسمي ليس خشية من أن يصبح مثلي، لآ.. بل خشية من أن يقابل أماندا كأنت!
- هل أظن أني ساكمل حياتي دون فجوة؟.. أماندا يا زوجتي السابقة أنا بالفعل قد تجاوزتك مذ تخطيك عتبة بابي ومابعدها كانت نزوة لا غير.. وأنا بالفعل أعيش حياتي مثلما أريد وبأفضل صورة.. فلا تبتئسي أنك لربما حطمت قلب أو حياة آدم براون لأنك لم تفعلي حتى بنسبة 1%!!
- هل هناك شيء ندمت على فعله؟.. أنا لا أندم.. لا على حبي لك أو ارتباطي بك.. حرفيا لست نادما!
فكوني مرتاحة البال والضمير إن كان أمكنك وإن كنت تهتمين فطفلك أنهى عامه الأول وبدأ بالثاني.. وهناك من ستحل محلك مؤقتًا كمربية له، ستأتي في الغد.
#:::::::::::::: #::::::::::::::::: #:::::::::::::: #:::::::::::::::: #
استيقظت وحضرت قهوتي الصباحية، فتحت حاسبي المحمول على منضدة مكتبي أرى فيه بعض ملفات تخص عملي، لم يمر الكثير قبل أن يُطرَق باب المنزل فأغلقته وأخذت موبايلي ومعطفي ومفاتيحي وحقيبتي.. فتحت الباب وكانت المربية المبعوثة من الشركة الخاصة بالأطفال.. اعطيتها بعض التعليمات و انطلقت إلى وجهتي.
#:::::::::::::: #::::::::::::::: #:::::::::::::::: #:::::::::::::::: #
... في مساء إحدى الليالي...
رن هاتف منزلها وهي تحمل طفل في العام الثاني بحمالة ظهرها.. رفعت سماعة الهاتف وقالت: مرحبًا.. إيلين جوردن تتكلم.
...: أهلا إيلا.. كيف حالك ياصديقتي؟
ــ أوووو!!.. ديدي!!.. في أفضل حال، ماهذه المفاجأة السارة!
= لقد أشتقت إليك.. فقررت محادثتك!
ــ هذا لطف منك عزيزتي.
= لدي 3 أخبار سارة لك.
ــ حقًا؟
= نعم!.. الأول أني بدأت بالعمل مؤخرًا كجليسة أطفال.
ــ يا الهي!!.. كم أسعدني سماع ذلك، مبارك لك حلوتي.
= اوووه شكرًا، أما الثاني فأني سأزورك قريبًا.
ــ يالسعادتي بحضورك.. سانتظرك بفارغ الصبر.
= والثالث لن تحزري ماذا!
ــ "بتوجس" ماذا!؟
= أعمل لدى.. لدى السيد براون.
ــ السيد براون!!
= نعم!.. هل تتذكرينه؟
ــ هل أعرفه؟
= هيا إيلا!!.. آدم براون، لقد هجرته أماندا منذ مايقارب العام، وأنا أعتني بطفله.
ــ ياللمسكين!.. لا أتذكره تمامًا، لكن الاسم مألوفًا لدي.
= يالكبرياؤك إيلا!!! أخبرتك ولا علاقة لي بعد ذلك، سأحادثك بوقت لاحق.
ــ حسنا.. وداعًا.اغلقت سماعة الهاتف وعلى وجهها ابتسامة شماتة.. وقالت "ترى هل أنتهى عهد حبك لأماندا.. مثلما أنتهى عهد حبي لك منذ أعوام؟؟.. مسكين أنت يا صديقي القديم" ثم جلست على الأريكة وأخذت جهاز التحكم لتبدأ بمشاهدة فيلمها المفضل كأن شيئًا لم يكن!!!
#:::::::::: #:::::::::::: #::::::::::::: #::::::::::: #::::::::::: #
وأخيرا هبطت الطائرة وحطت في مطار لندن ومن بين ركابها كانت سيدة جميلة في أواخر العشرينيات.. نزلت منها برفقة أحد الركاب الذين كانوا في نفس الطائرة حين تراهم يضحكون بصوتٍ عال وعيناهما لا تفارقا بعضيهما تحسبهم النسخة العصرية لروميو وجولييت!!
أخذا حقائبهما وانصرفا في سيارة جاكوار سوداء كانت بإنتظارهما.. وعند وصولهما إلى الفندق كان قد تم حجز الأجنحة الفاخرة، سألتهما موظفة الاستقبال عن اسميهما.. وأعطت الرجل مفتاحه الإلكتروني وألتفتت للسيدة فقالت: المعذرة سيدتي لا حجز باسمك لدينا.
= وهل هناك حجز باسم أماندا براون؟
ــ لحظة من فضلك سيدة براون.. نعم!.. تفضلي هذا مفتاحك.#:::::::::::::: #::::::::::::::::: #:::::::::::::: #:::::::::::::::: #
دخلت جناحها وخلعت معطفها بغضب.. اخذت موبايلها تطلب احد الأرقام فأتاها الجواب لتصرخ قائلة: أريد التخلص من اسمي بالكامل، هل تفهمون؟.. بالكامل وقبل صباح الغد.
ثم ألقت به على الجدار ليتطاير لأشلاء محطمة.. وتبدأ بنوبة البكاء التي لم تنفك من التخلص منها!!
أنت تقرأ
أنا أنت.. أنت أنا
Mystery / Thrillerمر يوم بطيء ثم يوم.. فأسبوع ثم أكثر، لم يكن بالأمر السهل.. من تراه يحب الأعتناء بطفل!! أنا لم تكن لدي أدنى فكرة عن كيفية إطعامه أو تنظيفه وموعد نومه!.. ولم استطع التأقلم ): وإلى جانب ذلك انقلب روتيني رأسًا على عقب، حسنًا لن أتهرب من مسؤوليتي كوني...