البارت الثامن.. إنتهاء الإجازة الصيفية!

11 1 0
                                    


أنتهت الإجازة الصيفية وفي صباح هذا اليوم الجميع متحمس للعام الدراسي الجديد.. والأجواء كانت لطيفة وصوت الطلبة هنا وهناك بعضهم ينتظرون الحافلات في المواقف والبعض الأخر يمشي بصحبة أصدقائه على الأقدام والبعض على الدراجات الهوائية والنارية أو حتى في سياراتهم أو أهاليهم الخاصة.. البعض نشيط والآخر يتثاءب كسلا!!.. وبلا شك فإن الكثير منهم قد خضع للنوم ليلة البارحة قبل التاسعة والنصف بصعوبة بعدما كان قد أعتاد على السهر ومشاهدة الأفلام طوال الليل..

في أحد الشوارع كانت هناك بناية ذات أحد عشر طابق.. وفي الطابق الرابع في الشقة الخامسة عشر في غرفة نوم مبعثرة ولا تمت للترتيب بصلة كانت مدبرة المنزل التي حضرت هذا الصباح تضب حقيبة المدرسة لـ إيميليا التي استيقظت قبل عشر دقائق وتأخذ حماما وتحثها على السرعة لتناول فطورها..
"حسنا..حسنا.. كدت أنتهي!"
خرجت إيميليا وهي تلبس الثياب التي أحضرها السائق بالأمس.. نظرت لنفسها بالمرآة وهي تزفر بضيق "هل من الضروري إرتداء هذه الملابس القصيرة؟.. ألا يمكنني أرتداء ما أريد كالبنطال مثلا؟"
ضحكت مدبرة المنزل التي ناولتها مجفف الشعر وقالت "لا يسمح بذلك يا آنسة.. فعليك الإلتزام بالزي المدرسي الموحد"
قالت إيميليا وهي تقلب شعرها في هواء المجفف الساخن: في فرنسا لم يكن علينا فعل ذلك.. في المدرسة التي كنت أرتادها على الأقل!!.. إني لأشعر بالغباء في هذا "الزي المدرسي"!!
قهقهت المدبرة وهي تقول: عليك الاعتياد..فلا خيار آخر أمامك.. ثم أن منظرك ليس بذاك السوء الذي تحسبينه.
وضعت إيميليا المجفف وهي تقول: أشكرك على المجاملة!!

تناولت إفطارها وشكرت مدبرتها على لذته وقالت: العفو آنستي فذلك واجبي ليس إلا.. سأكون بانتظارك حين عودتك.. إلى اللقاء.
أنحنت لها إيميليا مبتسمة بعد أن تعلمت فن الإنحناء بالمعهد أثناء العطلة الصيفية.. ورغم ذلك لم تتعلم الكثير من اللغة الكورية..

أوصلها سائقها للمدرسة التي تم قبولها فيها.. أعطاها بعض العبارات التشجيعية التي أعطتها القليل جدا من الدفء فشكرته ثم ترجلت وحاملة حقيبتها الظهرية بكتف واحدة ليزمر لها وينبهها بإرتدائها في كلا الكتفين ففعلت ذلك مكرهة وبنفسها تسب وتشتم تلك القوانين الصارمة التي لا تمت لشخصيتها بأي قرابة.. فهي والترتيب خطان متوازيان حال دون إلتقائهما شخصيتها الحرة.. وبالتأكيد ذلك سيوقعها بالمشاكل في الأيام القادمة..

كانت اللافتات تشي للأماكن والفصول كي لا يتيه الطلاب في الممرات الكثيرة في تلك المدرسة الثانوية الكبيرة.. توجهت للممر الذي تشير إليه اللافتة بأنه للصف الثالث.. كان هناك الكثير من الطلاب فتيات وصبيان يمشون ويركضون في الممر العريض وصوت ضحكهم عال في الأرجاء.. تعدت ثلاثة فصول ودخلت الرابع بعد أن رأت اسمها في الشاشة الصغيرة بجانب بابه.. ألتفتت بعض الأنظار إليها والبعض منشغل بالحديث مع البقية أو واضعا رأسه على الطاولة بكسل.. رأت فتاة بمفردها تنظر لها بإبتسامة فتوجهت لها بذات الإبتسامة بعد أن خفت عيون الناظرين لها.. جلست بجانبها بعد أن رحبت بها الفتاة التي وكأنها قد لمحتها في مكان ما..
" إيميليا!!"
نظرت الفتاة ليد إيميليا التي أمتدت لمصافحتها بإبتسامة وبادلتها المصافحة وهي تقول "كريس!!.. تشرفت بمعرفتك"..
= لست كورية يا كريس.. أليس كذلك؟
- أووه بالطبع لا.. لقد أنتقلنا مؤخرا بسبب أشغال والدتي.. كنا قبلها في نيويورك.
= هذا رائع على الأقل لست الوحيدة هنا.. فأنا أيضا قد جئت من فرنسا في بداية الصيف.
- هذا مثير للاهتمام.. هل تتقنين الكورية؟
أومأت إيميليا رأسها ببطء بالنفي وهي تزم شفتيها بقلة حيلة.. ضحكت كريس منها وقالت "رائع.. فالأمور المشتركة بيننا بازدياد"

أنا أنت.. أنت أناحيث تعيش القصص. اكتشف الآن