أبى الفجر إلا أن يطلع على أرض سكنها حزينون.. محبطون.. يائسون.. فاقدون.. متجهمون.. ملولون.. كارهون أم محبون.. يذكرهم دومًا بأن مافات ليس سوى ذكرى بعد إنقضائه ولا مانع من مواصلة الجري أو السير أو التمشي أو حتى الزحف في مارثون الحياة.. فليواصلوا استئناف ماكانوا يعملون عليه أو حتى الشروع في شيء جديد!
#::::::::: #:::::::::: #::::::::::: #:::::::::: #::::::::: #
إيميليا.. كوريا..
هانحن نتهيأ للصعود للحافلات التي ستقلنا للرحلة المنتظرة.. كنت أقف بجانب معلمي وبيدي لوح اوراق يحتوي على الأسماء التي جمعت بها الموافقات كما طلب مني قبلا.. كنت قد ذهبت وكريس للتسوق الليلة الماضية أخذنا ماقد نحتاج إليه إلى جانب ماطُلِب منا إحضاره.. كنا نرتدي الثياب ذاتها والأحذية والحقائب أيضًا.. إنها المرة الأولى التي افعلها مع صديق وكم أنه شعور جميل يجعلك ممتنًا لصديقك لأنه بذاك القرب منك.. أغلق الباب أخيرًا وأتخذت مكاني بجانب كريس التي كانت تضع سماعات الرأس وتستمع إلى شيء ما.. نزعت سماعاتها حالما تحركت الحافلة ونظرت إليّ نظرة أقسم أني عجزت عن فهمها.. "ماذا!!" نطقت بها مستفهمة عندما طالت النظر.. قلبت عينيها وهي تحول نظرها عني إلي النافذة يمينها وتنبس بهمس "لا أعلم إلى متى ستستمرين في...." لم أسمع كلمتها الأخيرة.. سألتها وأنا أستدير ناحيتها "إلى متى ساستمر في ماذا؟.. لم أسمعك جيدًا!!".. أجابتني وهي تعيد وضع سماعاتها"انسي الأمر.. لا تكترثي!".. وهذا مافعلته.. لم أسألها مرة أخرى ولم يمر أكثر من ثوان لأنسى الأمر برمته!!
#:::::::::::#::::::::::#:::::::::::#:::::::::::#::::::::::#
استيقظت من سريرها.. توجهت لمرآتها تنظر بتيهان لوجهها المتورم.. تنهدت بعمق " مالذي خلفته يا آدم؟.. سأهلك قريبًا إن بقيت على هذا الحال! ".. غادرت غرفتها بعد أن بدلت ملابسها وتوجهت لغرفة يغلب عليها الطابع الطفولي.. رسمت ابتسامة على شفتيها حاولت جاهدة إظهارها رغم الهالات السوداء ومعالم التعب البادية.."دارون عزيزي.. هيا استيقظ وألحق بي بينما أجهزلك طعام الأفطار" فتحت ستائر غرفته وغادرتها.. وقفت أمام الغرفة المقابلة التي كانت خاصة ديدي.. تنهدت بعمق قبل أن ترسم ذات الابتسامة الواهنة وهي تمسك بمقبض الباب وتفتحه.. "ڤيغان!.. هل استيقظت؟.. هذا جيد جدًا".. كان ينظر عبر النافذة قبل أن يحول نظره تجاهها.. لم يبد أي ردة فعل تذكر وذلك ما أشعرها بالاحباط ورغبة ملحة للبكاء.. تنفست الصعداء لتشحذ صدرها ببعض الصبر وهي تزم شفتيها.. توجهت ناحيته ودنت لطوله واضعة راحة يدها على رأسه.. قالت بأكبر ابتسامة استطاعت رسمها "ستذهب اليوم مع صديقك دارون للمدرسة حسنًا؟"
أبعد يدها بعنف وقال: هو ليس صديقي.. أريد الذهاب لمنزلنا مع أبي.
- نعم بالطبع!.. لكنك فتى مطيع!.. هذا ماقاله لي آدم وأنك ستأكل طعامك ولن تتذمر من الأوامر.. إلى حين ذلك سنذهب إلى كمبريدج.. أنت تحبها أليس كذلك؟.. وتحب أصدقائك فيها!"
هز رأسه بالإيجاب.. "إذن عليك تبديل ملابسك حالًا والذهاب مع دارون كما أتفقنا.. سأنتظرك بالخارج ألحق بي حالما تنتهي"
خرجت وهي تحس بأنها نجحت في التواصل معه.. وترجو ألا ينقلب ذلك عليها بالمتاعب!#::::::::::#:::::::::::#::::::::::#:::::::::::#:::::::::::#
كان يتحدث إلى صديقه وهما يتفحصان جعبتا أسلحتهما في أحد الأماكن المهجورة في مكان لا ينيره سوى أضواء كشافيهما.. "نعم وأنا سمعت بذلك أيضًا.. وبلا شك سيستقصدون إيلين فالطفل معها!"
ابتسم الآخر بغموض وقال: إن جل مايشغل بالي الآن هو كيف سيبعثها لنا.. فهو في إندونيسيا ولا أعلم إن كان سيفهم معنى المحتوى أم لا!.. أظنه لا يريد إقحام نفسه بأشغالنا!.
= أنه شخص مستفز.. فلو علم محواها وغدر بنا حينها سيذهب كل ماعملنا لأجله طوال هذه السنوات سدى!
- نعم نعم!!.. هذا مؤكد.. فريد إنه العدو الذي سيحتل اللعبة بعد الآن.. أكثر من 70% من المعلومات بحوزته وهو لا يأبه بهن!!
تنفس الآخر بغضب وهو يغلق آخر حزام في جعبته قائلًا: إني لأكره أن يكون مصيري بيد أحدهم!
ومشى بخطوات واسعة منفسًا عن نفسه الغضب الذي احتاجه من ذكر فريد.. ليتبعه الآخر قائلا: أنت!.. مارك انتظر!.. أنه ليس بتلك الخطورة التي تظنها!#:::::::::#::::::::::#::::::::::::#:::::::::::#:::::::::::#
وعند الانتقال لـ فريد العدو المزعوم.. كان يجلس على صخرة يقلب مابيده ببلاهة وعدم فهم.. دسها في جنبه بعدما شعر بالملل منها وعاد ليبدل شريط كاميرته الممتلئ بآخر فارغ.. حينها لمح مالفوي يأتي إليه بابتسامته المعتادة.. جلس على الصخرة المجاورة له وقال: لقد حظينا بأورع اللقطات هذه المرة.. هنيًا لك!
ضحك فريد بخفة وقال: بل هنيًا لنا جميعًا!
=بالمناسبة هل زال عنك الضيق الذي كان يلازمك الفترة المنصرمة؟
استغرب فريد من سؤاله لكنه اختار الإجابة عليه أولًا ثم سؤاله عن السبب: نعم لقد زال تمامًا.
= لقد توقعت ذلك مسبقًا.. فأنت كنت تواظب على الشرب بشكل كبير حينها!
ابتسم فريد وهو يوجه نظره للآلة بين يديه وقال: وأنت كنت تستمع لمأساتي حين كنت أظنك في أوج غياب ذهنك وعدم الاستماع لما أقوله!
أرجع مالفوي نفسه للخلف ليستقيم بذلك ظهره وتكون عيناه على أفق المنظر الذي أمامهما.. رفع كتفيه بقلة حيلة وقال: أنا قد امتنعت عن الشرب منذ كنت في سن المراهقة بسبب تليف في الكبد وقولون مزمن.
نظر إليه وهو لا يزال على الوضعية المنحنية ذاتها وقال ضاحكًا: سأعتبرها خيانة!.. فأنت لم تخبرني بذلك قبل الآن.. وكنت تستمع بوعي لما كنت أبوح لك به طوال أشهر!!.
وتابع بدراميته: يا إلهي!.. لم أنا محاط بأشخاص سيئون؟!
ضحك مالفوي هو الآخر منه ولم يعقب بشيء!بعد ساعتين كاملة كانا قد قضياها في تبادل أطراف الحديث وإلتقاط الصور من موقعهما.. عادا لعملهما الجاد مع الفريق!
البارت السادس عشر.. تم ✅
👤/Drhaha
أنت تقرأ
أنا أنت.. أنت أنا
Mystery / Thrillerمر يوم بطيء ثم يوم.. فأسبوع ثم أكثر، لم يكن بالأمر السهل.. من تراه يحب الأعتناء بطفل!! أنا لم تكن لدي أدنى فكرة عن كيفية إطعامه أو تنظيفه وموعد نومه!.. ولم استطع التأقلم ): وإلى جانب ذلك انقلب روتيني رأسًا على عقب، حسنًا لن أتهرب من مسؤوليتي كوني...