البارت الخامس.. المعنى الحرفي للحرية!!

23 1 0
                                    


جاك ريشر..
وقع الخبر كالصاعقة، فبعد كل ذلك العناء والسفر وصلنا وقد تمت المحاكمة وتمددت فترة قبوعه بسجن ميامي!!
نظرت إلي إيلين بنظرات غريبة لم أكترث لأعلم كي
نونتها فقد كنت تحت إثر الصدمة.. تمالكت نفسي قبل أن أقول للحارس عند حدود السجن: هل يمكننا رؤيته؟
= أنا آسف لا يمكن.. وأرجو ألا تطيلوا الوقوف هنا لأن ذلك مخالف للنظام!

أخذت حقيبة ظهري من أرض الصحراء الراملة ومشيت خطواتي القليلة بنوع من التثاقل لأصل لسيارة الجيب التي أقلتنا وكانت بانتظارنا..
= جاك انظر!!!!
كانت تلك صرخة إيلين وهي تشير لسيارة جيب سوداء أكبر حجمًا.. رأيته!!.. أقسم بذلك.. أني أراه!!!
بين غبار العجلات التي تسببها تلك السيارة ألمح وجهه.. كان ينظر لنا لبرهة قبل أن يدير بوجهه وهو واقف خلف السيارة متمسك بها يحمل بيده اليمنى حقيبة قماشية سوداء متوسطة الحجم وباليد الأخرى متمسك بإطار السيارة.. إنه إدوارد.. فريد إدوارد أعرفه مثلما أعرف أني جاك ريشر، هذا يعني أنه قد تم اطلاق سراحه!!
إدوارد أصبح حر طليق!!..

مهلًا!.. ذلك ليس بالشيء الجيد تمامًا.. لا أستطيع أن أتخيل خططه إذا كانت هذه فقط البداية، ورغم ذلك لم استطع منع نفسي من الابتسام ثم أخبرت إيلين أن الكثير من المساجين لديهم المنظر نفسه.. الشعر الطويل الذي يصل للأكتاف والكثير من الوشوم "ولكن لا أحد كإدوارد"!!

#:::::::::::: #::::::::::::::#::::::::::::: #::::::::::::: #

فرنسا.. ستراسبورغ..
غادرت المدرسة واستقالت السيارة التي كانت بانتظارها لتتجه بها لباريس التي تبعد حوالي أكثر من 491 كيلو متر.. واستغرقوا حوالي 5 ساعات للوصول لفندق في أفنيو شانزليزيه مادلين..
باتت تلك الليلة في اضطراب وخوف من المجهول.. فغدًا صباحًا ستغادر فرنسا نهائيًا ولن تعود حسب الاتفاق!!
مازالت لا تشعر بالرضا والأمان تجاه هذا الرجل.. أن يعرض عليك أحدهم الانتقال من البلد مقابل الرعاية شيء لا يدعو للأطمئنان.. من الجيد تلقي تعليم أفضل وحياة مريحة؛ فالجميع يحلم بذلك، لكن.. أليس الأمر غريبًا!!

لطالما كان ذلك الوجه مألوفًا عندها.. عند خروجها من المدرسة.. مقر عملها.. عند مغادرتها المكتبة.. حتى أحيانًا في المتاجر وأيام إجازاتها!!
كيف لم تنتبه لهذا الأمر قبل الآن!!
أنه يجلس في ذات الطائرة الآن!!
لا يفصل بينهما سوى بضع بوصات!!
فقط شخص واحد يجلس بينهما.."أراهن أنه لو أمكنه سيجلس في ذات المقعد الذي أجلس عليه الآن!!" هكذا كانت تفكر وهي في ذروة توترها واضطرابها.. مالذي يريده منها!!.. لما يتتبعها؟.. من يقف خلفه؟.. هل ينوي شرًا؟.. أم أن نيته خيرًا؟
لا فرق بين الأثنين الآن.. فذلك لن يغير من حالتها المتوترة!.. تريد أن تعرف لكن لا تستطيع الكلام معه.. لا تريده أن يحس بأنها أنتبهت له، كي لا يشدد عليها أكثر.. هل تطلب المساعدة؟.. أم تبقى هادئة كأن لا شيء كائن؟
هل تنتظر!.. أم تسرع بالتصرف؟

أنا أنت.. أنت أناحيث تعيش القصص. اكتشف الآن