البارت السابع.. البداية!!

17 1 0
                                    

فلوريدا.. مزرعة آل براون.. العمة ليزا..

اتصل بي السيد آدم براون هذا الصباح يعلمني بخبر قدومه.. في بادئ الأمر ظننته يريد الاستجمام وأخذ إجازة من عمله في هذا الصيف.. لكنه قال لي أنه لن يمكث سوى سويعات قليلة يرتاح فيهن ليترك الطفل المسكين اليتيم ڤيجان قبل ذهابة لرحلة عمل..
وما إن أنهيت الاتصال شرعت مع الفتاة ليزيا بتجهيز غرفة له بذلنا فيها أقصى جهدنا في جعلها في أبهى حلة ليأخذ فيها جل راحته ونحن سعيدتين بقدومه.. فتلك لربما هي المرة الثانية التي يجيء بها للمزرعة للاستفقاد والأولى مذ سكناها وبلا شك سوف تنال استحسانه فقد أعتنينا بها جيدا وهي لم تتوانى عن إخراج ثمرات جهودنا بجود وكرم فائضين.. حيث أننا وفي مواسم الفاكهة اللذيذة نرسل له سلة طازجة إلى ماساتشوستس في المدينة التي يسكنها كامبريدج وكنا نتلقى منه الشكر الجزيل.. مهما فعلنا فنحن نعتني بها مقابل مكوثنا فيها.. فهو كان قد جهز البيت بأثاثه الكامل حيث أننا لم نواجه أي صعوبة في بداية مجيئنا.. إني لأنشد بكرم هذا الشاب ولطفه فهو حقا شخص جيد وينال استحسان الجميع فـ إلى جانب كل انشغاله وغرقه بكل تلك الأعمال إلا أنه لم يتوانى عن الإعتناء بطفله الذي تركته أمه رضيعا وهجرتهما دون أدنى شعور بالمسئولية من لدنها.. إنها حقا لـامرأة خبيثة قد وارت وجهها القبيح تحت قناع الحب الذي لم يقابله بها آدم سوى بحب أعمق وصادق ويكون بذرة حبهما هو طفل مسكين.. فحمدا لله أن السيد براون لم تختلط عليه الأمور ولم يأخذ بالطفل بذنب والدته..
على كلٍ فـ إني كنت قد فكرت أن ما المانع من زواجه بأخرى تأخذ عن عاتقه عبء الطفل ذو الـ4 سنوات وعدة أشهر؟؟
لابد من مفاتحته بهذا الموضوع ليلة وصوله.. فلربما قدرت على إقناعه لمصلحة الصغير أولا وأخيرا..

#::::::::::#::::::::::::#:::::::::#::::::::::::#::::::::::#

عندما وصل كانت الساعة تتجاوز الـ9 مساءً في اليوم التالي الذي أعطاهما خبرا بقدومه كي لا يسبب في إحراجهما بقدوم مباغت.. هو حقا جاءهم بغتة حين طرق عليهم الباب في تلك الساعة وهو يحمل ولده الخامل على ذراعه أثر نومه أغلب الوقت في الطريق..
بعد الاستقبال الذي تلقاه بحفاوة صعد للغرفة التي جهزت لأجله ليأخذ حماما ريثما يجهز العشاء..

كان يتحدث لـ ڤيجان باستمتاع وهو يفتح حقيبته في الوقت الذي طرق احدهم للباب فجأة.. صاح ليدخل فكانت الآنسة ليزيا الفتاة الجميلة الشقراء في الـ22 من العمر.. ابتسمت بعذوبة وهي تدخل بخجل واضح وقالت: هل تحتاج لشيء سيد براون؟
بادلها آدم الابتسام قائلا: شكرا لكما.. فمذ وصولي وأنتما لم تتوانيا عن خدمتي أنت والسيدة ليزا!!.. ثم ما تلك "سيد" التي تفوهتي بها كأن لا آدم في لسانك نطقتها يوما!!

شعرت بالخجل من كلماته التي كان وقعهن عليها في منتهى الرقة والتفاهم.. كان ولا يزال هذا الرجل من أنبل أبناء جنسه.. لين وقاس في الوقت ذاته بحسب ما يقتضيه الحال والموقف..
" ليس هناك داع للطافتك تلك يا سيدي.. فنحن كنا وقتها مجرد جيران وبالطبع الحال قد تغيرت"

أنا أنت.. أنت أناحيث تعيش القصص. اكتشف الآن