البارت الرابع عشر.. النهاية بداية لشيء جديد!

8 1 0
                                    

"ليس كل مانرغب به نناله بسهولة.. إنما بالاصرار!"
كانت تلك العبارة مكتوبة على لوح الصف.. المعلم يقف خلف الطاولة التي تتصدر المكان ويواجهه وجوه الطلبة التي يغلب عليها طابع الخوف والتوتر.. كان يحمل في جوفه الكثير من الأخبار.. قد تكون سارة للبعض في حينها سيئة للآخر.. تنهد وقال: طالبة إيميليا وطالبة كريس وطالب جونج- آهن وأخيرًا طالبة سوه-هون عليكم بالتوجه إلى غرفة المعلمين بعد ربع ساعة؛ هناك ما أريدكم به!
[يلي مايتذكر سوه-هون هي اللي أفتعلت المشاكل مع الطالبتين إيميليا وكريس -البارت التاسع.. هل وقعنا بمشكلة الآن؟!]
"أما الآن سأعلن الحدث الرئيسي حيث أني معلمكم والمسؤول عنكم..أطالبكم بالإسراع في تقديم التقارير التي ستحدد من خلالها في أي جامعة يمكنكم الإلتحاق بها.. كونوا جيدين في التقديم رجاءً!!"
رن جرس التنبيه يعلن عن إنتهاء وقت الحصة فيغادر المعلم مباشرة.. ألتفتت كريس لإيميليا باندفاع وقالت متذمرة "ماذا الآن؟"
نظرت لها إيميليا باحباط شديد وهي في أوج توترها وقلقها قائلة "لنذهب كريس!"

#:::::::::#:::::::::::#:::::::::::#:::::::::::#:::::::::::#

كانت تجلس على ركبتيها ويدها على فمها تمنع شهقاتها العالية من الخروج.. دمعاتها الحارة تسلك خطوط عديدة وهي تتزاحم على خديها لتظفر بحرقانهما.. تقف خلفها سكرتيرته وهي الأخرى ليست بحال أفضل منها.. لا طاقة لهما على فقدانه.. مازال الطاقم الطبي أمام الزجاج يحاولون إنعاشه بالصعق الكهربي.. الثانية الآن تمضي كالدهر.. وبحساب القلق لم تعلما كم دهرًا مر لتستوعبا أن الطبيب يغطيه بالملاءة البيضاء من اخمص قدميه وهاهو يغطي بها وجهة وعلى ملامحه أسف شديد.. نعم الشخص المسلتقي على السرير.. الشاحب.. المزرق شفتيه.. والبنفسجية أظافره.. الذي كان يرتعش كلما يبذل أي جهد صغير بوهن شديد.. الشاب الرائع.. العجوز قلبه.. السيد آدم براون.. فارق الحياة في هذه اللحظة.. لتصرخ الجاثية على ركبتيها "NO!!".. صرخة مدوية خرجت من حنجرة الآنسة إيلين جوردن رثاء على عزيزها الذي فقدته أمام عينيها.. أزداد نحيبها أكثر على عمريهما الضائع.. وعلى حبهما المدفون.. والذي مالبث أن صارحها به بالأمس وأزال عنه غبار الاهمال المتكدسة عليه منذ سنوات كثيرة.. ليتركه الآن إلى حين لا أمل من عودته.. لقد قال الكثير والكثير.. أكثر مما تستحق.. وأقسى مما تتحمل.. ممتنة له تلك الساعات التي منحهن لها برغم قضائها بهن باكية.. ممتنة لنفسها حين شعرت بالغيرة في حين قد حكم عليها عقلها بعدم الاكتراث بأمره عندما رأته يتحدث مع موظفته.. ممتنة لقلبها الذي عاد ينبض بشدة كما في أيامهما السابقة عند مراهقتهما.. ممتنة لرب عملها الذي أحضرها معه.. ممتنة لكل الطرق التي أوصلتها إليه.. رغم حزنها الجلي الذي وبلا شك سيقف قلبها بسببه في أي لحظة انفطارًا واحتشاءً وتحسرًا !!

#:::::::::#:::::::::::#:::::::::::#:::::::::::#:::::::::::#

قال وهو يضع لفافة تبغه المشتعلة على فمه: متى؟
رد عليه الآخر وهو ينظر عبر النافذة الزجاجية التي تعكس الصورة وتمكنه من رؤية محادثه: قبل ساعة فقط!
- لا تدعوها تعلم بالأمر.. لا نريد أن يذهب كل مافعلناه طوال أربعة أعوام يذهب سدى.
= ماذا تقترح أن نتصرف؟.. فلا شك أن خبر موته سيتصدر ترندات أخبار عالم الأموال والبورصات.
- (باحباط) لا شك في ذلك.. قم بتنسيق رحلة برية لا تقل مدتها عن شهر كامل.. حينها ربما يتناسى الأعلام أو يخف حدة تحدثه عن وفاته!!
= هل تعتقد إن خطتك ستنجح عن حجب الخبر عنها؟
- لست متأكد بشكل كامل.
عم الصمت لدقائق كان قد اكمل فيها لفافته الأولى وبدأ بتدخين الثانية ليسأل كمن خطر ذلك في خلده فجأة: هل فاوضت المتبني كوري الجنسية على الفتاة؟
= هذه مشكلة أخرى.. إنه يرفض وبشدة وكأنما ابنته الفعلية!!
- تبًا.. خذوها بالقوة إن اضطر الأمر (بغضب)
= لا نريد أن نقع في المشاكل.. ثم إن أحضرتها قسرًا فهي ليست سهلة المنال كشقيقتها الكبرى.. وأيضًا الشبه بينهما واضح جدًا فقد تلحظان ذلك وسيزيد الأمر سوءًا.. الوقت ليس مناسب أبدًا الآن.. فقط سأكتفي بالمراقبة عن بعد برغم أنها قد لاحظتني!!

#:::::::::#::::::::::#:::::::::::#::::::::::::#:::::::::::#

خرج من الغرفة الكبيرة بعد أن أنهى محادثته مع والده.. توجه للأسفل مغادرًا المنزل.. تحرك بسيارته ليذهب لمدرستها فموعد انتهاء دوامها ومغادرتها منها قد اقترب.

#::::::::::#:::::::::::#:::::::::::#:::::::::::#::::::::::#

تلقت رسالته بعد أن ومضت شاشتها بها.. "آسف لما حدث لك بسببي.. لقد أمضيت نصف ساعة بقربك وأنت نائمة بعد أن احضرتك.. أعلم أني أدين لك بتفسيرات كثيرة لكني لا أستطيع البوح بشيء الآن.. لقد أخذت كل ماتملكين من أموال من خزنتك.. عندما ادخلت كلمة السر عرفت أنك كنت تدخرينها من أجلي ياعزيزتي وأنا ممتن لك بحياتي.. لازال الخطر يحدق بي وأظنك قد استنتجت ذلك عندما ارسلتي تلك العلامة.. لن أطيل الحديث رغم معرفتي باشتياقك له.. ربما لن تكوني بمأمن في إسبانيا بعد الآن.. لذا ارجوك غادريها في أقرب فرصة ممكنة.. لا تنسي أغنيتنا فسنغنيها معا عندما ينتهي كل هذا Viva La Vida.. عزيزك الذي تكرهينه حد السماء،، مارك ويبستر"
ملاحظة اخيرة.. لا شك أن هديتي قد أعجبتك!!

أغمضت عينيها براحة لتنهمر دموعها هي حتى لم تستطع رؤيته لثانية واحدة.. ضرب قلبها بقوة حالما سمعت طائرة تحلق.. "لا بأس.. سينتهي كل شيء قريبا!!"

#:::::::::::#::::::::::#:::::::::::#::::::::::#:::::::::::#

في منزل كوخي في الأحراش الأندونيسية.. جلس مالفوي على الكرسي المقابل لـ فريد "مابالك!..لاتبدو على مايرام!".. نظر فريد لـ مالفوي بملل واكتفى بصمته الحزين الذي كان ولا يزال يغلفه دون أي سبب يذكر على رغم اختفاء ضيق صدره الذي كان يشعر به!.. هل تراه أعراض لمرض أصابه؟
لم يعد يفكر بأي احتمال آخر..

#:::::::::#:::::::::::#::::::::::::#:::::::::::#::::::::::#

البارت الرابع عشر.. تم✅
👤/Drhaha

أنا أنت.. أنت أناحيث تعيش القصص. اكتشف الآن