آدم..
ذهبت أماندا وأصبحت وحيدا مع طفل في الشهر الخامس او السادس لا أعلم تحديدا.. لن أقول أن أماندا كان لها الوجود والدور الكبير في حياتي.. على الاقل بعدما تغيرت جذريا.. أتذكر أول لقائاتنا.. كنت حينها في المدرسة الثانوية وكنت كثير الارتياد للمكتبة العامة.. ابحث واطلع كثيرا، لدي من الجمال والجاذبية ما يكفي لانجذاب الآخرين نحوي.. على عكسي لم أكن لأنجذب لأحد سوى الكتب و... وأماندا!
حسنا.. لقد مرت سنتان على ذلك.. كنت أدعوها لتناول كوب من القهوة معي كلما سنحت لي الفرصة وكم كان يسعدها ذلك بالرغم أنه ليس بالشيء الكثير..
كنا نتبادل في ذلك الوقت أطراف الحديث الذي لربما يظنه الكثيرون مملا حتى أماندا نفسها كانت تمل منه.. ولكن سرعان ما يختفي مللها بسبب أسلوبي المختلف في الحديث مع ابتسامة لا تفارقني.. اتذكر أنها صارحتني بذلك ذات مرة، استمررنا بالتواعد في ذلك المقهى مايقارب السنة.. ولم أكن أجرؤ على طلب شيئا اخر منها أو بالأحرى لم أكن أريد.. كنت في العشرين حينها وهي في الثالثة والعشرين.. لكني لم أكن انظر لتلك الأشياء ابدا.. فلطالما كنت أحسها مجرد طفلة، أتى ذلك اليوم وهي من طلبت رؤية منزلي تريد أن ترى جانبا اخر مني!.. هي تعلم اني بعدما انهيت سنتي الأخيرة أصبحت أعمل بدوامات جزئية لأني احضر نفسي للجامعة ولم نكن نتقابل كما كنا بشكل اسبوعي.. لكن مالم أكن أحسبه أنها ستأتي وستطرق منزلي بنفسها قائلة: آدم لقد انتظرتك طوال الخمسة الأسابيع الفائتة ولم تأتي، هل أنت بخير؟
كنت على أثر المفاجأة واستيقاظي من النوم فلم أجبها لتنبهني: آدم!
آدم: نعم!.. انا بخير شكرا لسؤالك أماندا.
كأني رأيت ملامح الضيق على وجهها فبادرت بالقول: تفضلي بالدخول.
خطت خطوتين للداخل وسرعان مابدت ملامح الاندهاش على وجهها مما رأته داخل منزلي!!.. وتحركت شفتاها بصمت وبطء بـ wow.. سندت نفسي بالجدار وتابعت التأمل معها في الأرجاء.. بقيت مايقارب النصف ساعة تتجول في التحف والتماثيل والكتب وأنا صامت لا اتكلم.. ألتفتت لي أخيرا وهي تقول حرجة: أحسست نفسي في متحف.. أنا آسفة.
آدم: لا بأس.. تصرفي بحرية.
توجهت للمطبخ وحضرت لها كوب من القهوة ثم جلسنا صامتين.. لم يكن هناك ما نتحدث عنه، الكثير من الأفكار كانت تدور في رأسي وآخرهم سؤال.. ما الذي تفكر به أماندا الآن؟.. لاحظت حركاتها الغريبة والتي تبدو غير مريحة لها، لقد شعرت بالانزعاج من الجلوس الصامت وأنا ايضا لم أكن مرتاحا البتة، حاولت جعلها تحس بالقليل من الحرية وذهبت للمطبخ.. لكنها لحقت بي!.. أماندا: ادم.. اريد الحمام إذا سمحت.
أهااا.. هذا ماكان يزعجها الحمام، آدم: أذهبي من هذا الاتجاه.
كانت تنظر الي بانكسار تام قبل أن تتحرك!.. ترى مابها؟.. حاولت عدم التفكير بسر نظراتها وقمت بإعداد العشاء بسرعة، فوجئت بها تنضم إلي وتساعدني به.. أنا على علم أنها لا تحب الطبخ ولم يسبق لها أن دخلت إلى المطبخ، حاولت منعها لكن لا فائدة.. فتركتها وشأنها، أخذت السكين وحبة الطماطم من يداي وهي واقفة أمامي مولية ظهرها لصدري.. لقد كانت المسافة بيننا قريبة جدا، كنت انظر لحركة يدها وهي تحاول أن تقطعها قهقهت ببطء بشحوبة صوتي ووضعت يداي على يديها أريها الطريقة الصحيحة للتقطيع، لمحت بين شفتيها ابتسامة تبدو خجلة مع احمرار طفيف تسرب لخديها.. فتركت يديها ببطء وابتعدت عنها آسفا لما سببته لها من توتر.. ويبدو أن حركتي الأخيرة سببت لها الازعاج الكبير، تركت السكينة من يدها وهي تتنهد، أماندا صديقتي ولا أريد أن اخسرها.. لكن مافعلته بعدها جعلني كالشخص المخدر تماما الغير واع لما حولي!!# # # # # #
اذكر اني استيقظت ذلك الصباح على غير العادة.. كانت الساعة قد تجاوزت العاشرة، قمت بسرعة وأنا ألبس قميصي وتوجهت للحمام.. وعندما خرجت رأيتها تنظر لي بتلك النظرات المنكسرة مرة أخرى، تذكرت البارحة فتنهدت بانزعاج.. توجهت إليها وحاولت ألا اقترب كثيرا منها، رأتني أحاول عدم فعل ذلك فهربت دمعة من عينها مسحتها بسرعة.. فسألتني دون أن تنظر إلي: هل أنت نادم؟
لم أشأ أن أكذب وقلت: ليس تماما!
أماندا: سأذهب الآن لقد تأخرت عن عملي.
آدم: وأنا أيضا!# # # # # #
السيدات عالمهن غريب.. لديهن كبرياء عظيم.. لا يظهرن ما بقلوبهن بسرعة.. وأماندا لم تختلف بالأمر الكثير.. كانت تلك الوحيدة التي أحببتها بصدق.. ولم يأخذ منا الأمر أكثر من شهرين لنقرر الزواج عن اقتناع.. وكنا سعداء حقا!
# # # # # #
يبدو أن الذكريات قد أخذت مني الوقت الكثير ولم انتبه، نظرت للطفل وهو يرقد بفراشه.. حولت نظراتي للساعة ووجدتها تشير عند العاشرة الا ربع، رحت أغير ملابسي واستعد للنوم بعد أن تناولت وجبة خفيفة من العشاء.. تذكرت حين طلبت من أماندا بإرضاع طفلها قبل رحيلها فرفضت، اشعر بالسخط تجاهها تلك القاسية.. لست نادما أبدا على طلاقها ولن أندم ماحييت، وقفت انظر لعلبة الحليب بعد أن خرجت لشرائها.. لم أفعل هذا من قبل.. شرعت بقراءة التعليمات وطبقتها حرفيا.. انتظرت بعدها مايقارب الساعة والطفل مازال نائما.. لا استطيع النوم بينما هو نائم لم يتناول شيئا.. وببساطة حملته ليستيقظ وأعطيه تلك الوجبة المتأخرة من السائل الابيض الذي أنا من اشد كارهيه!.. تناولها بسرعة بسبب جوعه الشديد.. ويبدو انه لم يتوقع أن تنتهي فشرع بالبكاء.. حككت رأسي وليس بيدي شيء سوى أن احضر له زجاجة أخرى، وكلما تأخرت بها كلما زاد بكاؤه حدة وحركتي سرعة.. تركتها لتبرد وذهبت إليه وحملته على ذراعي وأنا أمسك ظهره بكف يدي الأخرى.. اسند رأسه على كتفي وهو يمص قبضة يده.. جلست متربعا على الأرض ومددت الطفل على ذراعي المرفوعة المحاذية لصدري وجزء من بطني.. أعطيته الزجاجة وأخذ يمصها وعيناه مركزة علي.. أما أنا فقد بدأ النوم بالتسلل الى عيناي.. خشيت أن أخبط بالطفل دون أن احس، توجهت لغرفتي ووضعته على فراشي وتمددت أنا الآخر من شدة التعب وأغمضت عيناي مرحبا بنوم عميق، هه.. أي نوم عميق!.. فقد احسست بيده تشد شعري.. فتحت عين واحدة رافضا أن أطلق سراح النعاس منها.. حررت شعري بابتسامة وارتفعت بنفسي وعدت اغمض عيناي من جديد، أحسست بشد على قميصي وحركات غير منتظمة مع أصوات تصدرها تأتأة وتناغي.. كلها لم تكن لتشجعك على النوم.. تنهدت وغيرت وضعيتي للجهة الأخرى وبعد عناء نمت أخيرا!!
الجزء الأول.. تم ✅
👤Dr/Haha
أنت تقرأ
أنا أنت.. أنت أنا
Gizem / Gerilimمر يوم بطيء ثم يوم.. فأسبوع ثم أكثر، لم يكن بالأمر السهل.. من تراه يحب الأعتناء بطفل!! أنا لم تكن لدي أدنى فكرة عن كيفية إطعامه أو تنظيفه وموعد نومه!.. ولم استطع التأقلم ): وإلى جانب ذلك انقلب روتيني رأسًا على عقب، حسنًا لن أتهرب من مسؤوليتي كوني...