حركت مقلتيها من خلف جفنيها المغلقين.. أخذت نفس عميق ثم سكنت لثوان.. زفرت به بهدوء.. لم تكن حتى اللحظة في وعيها.. ارتفعت كفها نحو رأسها ببطء شديد تتحسسه وهي تعفس حاجبيها بألم.. وضعت يدها على عنقها المتعرق بسبب جفاف هاجمها.. أحست بسلسلة دقيقة جدا معلقة عليه عليها قلادة.. شدت جفنيها المغلقين على عينيها أكثر وهي تمسكها بين سبابتها وإبهامها بقوة حتى كادت تغرس جلد أناملها فيه فتخدشه.. فتحت عينيها وقد ظهرت عليهما معالم تدل على وشك البكاء.. فقد برزت الخطوط المتعرجة الحمراء في صلبيتيها وفرزت غددها الدمعية كمًا ضئيلًا من سائلها كان كافيًا بأن يحجبا عنها رؤية سقف الغرفة.. تداركت سقوطهن بوقوفها المفاجئ ومررت أصابع يدها بسرعة عليهن لتخفي أثار المتمردات اللاتي نجحن في الهرب واحتضن خديها.. نظرت لنفسها في المرآة.. أنف محمر.. هالات حول عينيها.. وجنتان ورديتان.. شفتان شاحبتان.. كلها كانت دلالة على بداية مرضها.. والسبب في رأيها اللعين "مارك ويبستر"#:::::::::#:::::::::::#:::::::::::#:::::::::::#:::::::::::#
كوريا.. سيول.. إيميليا
في الفترة الأخيرة أصيبت كريس بنزلة برد فتغيبت يوما عن المدرسة بغياب مبرر من قبل والدتها.. وعندما أتت اليوم التالي لا أخفيكم مقدار استيائها من ذلك الصديق الجديد والذي لم أستطع حفظ اسمه لهذه اللحظة.. سأقول لكم بسر "الأسماء الكورية جميعها متشابهة ولا يمكنني التفرقة بينها وحتى بعض الوجوه كذلك!".. عندها لم يكن لدي من أجلها أي مبرر على الاطلاق.. فأخبرتها بأنه قد رآني وحيدة في ذلك اليوم وأتى إلي بعد ذلك.. لم تنطلي عليها الكذبة فهي لم تعلم أنه من شاركته حتى في الغناء في الشارع أمام العامة.. وأن معرفتي به حتى وإن كانت لم تسنح لأحد منا الفرصة للحديث إلى الآخر كانت قبل معرفتي بها!
على كل أنا لم أخبرها بذلك.. لا أريد لها ان تستاء بسببه.. ورغم ذلك كله لم تناقشني وآثرت السكوت على مضض.. علاقتها معه كانت غير مرضية البتة.. لا أعلم سر كراهيتها له ولم تنفك عن قول"قلبي غير مطمئن لهذا الزميل مذ رأيناه في الرواق ذلك اليوم" كلما سألتها عن السؤال متذمرة.. على عكسي تماما.. فقد كنت في قمة سعادتي واستمتاعي وهو ينضم إلينا بين الفينة والأخرى وعيون تلك المتعجرفة وصديقتها توشك على قتله!..هل قلت قتله؟؟.. بل قتلنا نحن.. أظنها تغار أو ربما كانت تريدنا أن نبقى كالمنبوذتين في هذا المكان بكله.. على العكس فطوال الوقت لا نتوقف عن الابتسام والتلويح لمن يصادفنا ويبادلوننا بالمثل.. حتى ولو لم نستطع التواصل مع البعض شفهيًا.. مازالت سبل التواصل الأخرى متاحة على الدوام!!
في الأيام الماضية كان يواصل مغازلة كريس.. فهو على علم بأنها لا تستصيغه أبدا وتفضل أن يختفي من أمامها.. أنهما يلعبان معا في فريق كرة السلة لصالح صفنا.. أو بمصطلح أبلغ.. صارا في نفس الفريق.. فهو لم يمض عليه سوى أيام مذ ألتحق به.. وإن لم يخطئ حدسي فهو قد فعل ذلك عمدا كي يجبرها على تقبله بيننا..
يبدو أنها سترضى به في النهاية!!
أنت تقرأ
أنا أنت.. أنت أنا
Mystery / Thrillerمر يوم بطيء ثم يوم.. فأسبوع ثم أكثر، لم يكن بالأمر السهل.. من تراه يحب الأعتناء بطفل!! أنا لم تكن لدي أدنى فكرة عن كيفية إطعامه أو تنظيفه وموعد نومه!.. ولم استطع التأقلم ): وإلى جانب ذلك انقلب روتيني رأسًا على عقب، حسنًا لن أتهرب من مسؤوليتي كوني...