لا تقيد لي حريتي

23 7 2
                                    

كانت منيار تركض و تبتعد من بين الطلاب أمامها و تعتذر لمن تصدمهم و توجهت الي الدرج حيث لمحت سيف قد توجه
و ما إن صعدت الجزء الاول و إلتفت لتصعد الجزء الثاني حتي توقفت لأنها الان تقف أمام سيف ببضع درجات
كان يجلس واضعا يده علي رأسه و يبدو مستاء
إقتربت منه ببطئ و قالت :{ سيف مابك؟؟ و ما الذي حصل لمجدي }
فتح عينيه بغضب ثم وقف و قال :{ انتي ما بك تقومين بأشياء مثل تلك }
منيار :{ هاه ... ماذا تقصد ؟؟}
سيف :{ من هو لؤي _ و ما صلت القرابة التي بينكما }
تفاجأت من كلامه الا انها قالت مبتسمة :{ اوه هههه لؤي ليس سوي صديقي في المعهد في المدة الفارطة كنا و بعض من طلاب الصف بالقيام بتجربة لا غير }
سيف :{ و هل طلبت منك أن تتحدثي معه }
منيار :{ ماذا ؟؟ ولاكنه طالب في صفي أكيد سوف أتحدث معه }
سيف :{ ولاكني ارفض أشياء مثل هذه }
منيار :{ ما لك تغيرت فجأة }
سيف :{ بل انتي التي تغيرت تصرفاتك تجاهي فقد تجاهلتني من أجل ولد مثله }
منيار :{ سيف هل حقا انت بخير ... أعتقد أن الحمى قد أثرت فيك }
سيف :{ انا لا أمزح معك ... لا اريد أن أراك تتحدثين اليه أو الي أي شاب أخر  }
غضبت منيار لتقول :{ و بأي مناسبة تقول هذا }
سيف :{ انت الان ملك لي لن أدع أي أحد يأخذك مني هل فهمتي }
منيار :{ و من قال لك أني سوف اتركك }
سيف :{ هذا هو أخر كلامي لن أدعك تتحدثين الي اي ولد اخر }
منيار :{ أنا أرفض }
سيف :{ ماذا ؟؟}
منيار :{ ليس لانك حبيبي تقيد حريتي ... لا يمكنني أن أكون مرتاحة مع شخص يقيد حريتي و سوف أود الابتعاد عنه حتي لو لم يشأ ... انا لا اريد لاي احد أن يقف حائلا امام طموحي أو يقيد حريتي بترهات مثل الغيرة التافهة لذلك تفهم كلامي و حاول أن تكون عاقلا }
إبتسم سيف ليقول :{ إذا ذلك تسمينه حرية ... و انا أقيدها لك و انت لستي مرتاحة معي }
منيار:{ لا انا لم أقصد ذلك و لاكن }
وقف سيف ليصرخ :{ انا لا افهم اي كلام أخر انتي تحبينني و لا يمكنك أن تحبي اي شخص أخر مهما يكن هل هذا مفهوم }
خافت منيار و تراجعت بدرجة للخلف كي تقول :{ ولاكن ما سبب كلام مثل ذلك في هذا الوقت }

إقترب سيف منها و أمسك بيدها ليحكم عليها بينما كانت هي تتألم .. نضر لها ليقول :{ لا تجعليني اقوم بأشياء انت غير راضية بها حسن }
صدمت منيار و من دون تردد رفعت يدها الأخري و صفعته بقوة ليلتف وجهه للجهة الأخري جراء الصفعة و يبقي مصدوما
حينها إنهمرت الدموع من عيني منيار لتقول :{ إذا أنت تفكر بهذا الشكل ... انا كل مرة أكتشف شئ فيك و لم أتصور يوما أن تصل إلي هذا الحد معي }
أبعدت يدها التي كان يمسكها لتنزل خطوات ثم تقول :{ أنا أشعر بأن كل شئ بيننا قد إنتهي كما أني لم أعد اريد ان أراك ابدا ... انا _ قلبي اصبح متحجرا حقا ... لا اريد منك سوي ان تبتعد عني فهمت } 
نزلت منيار من دون أن تضيف كلمة أخري بينما كان سيف مذهولا مما سمعه و رفع يده ليضربها بقوة علي حافة جدار الدرج بقوة حتي أصبح لونها احمر و كررها مجددا ليقول :{ سحقا ... سحقا ... انا لم أقم سوي بما رأيته صالحا إذا لما مالت الأمور الي هذا الحد فجأة يييييه ساعدني يا رب }
رفع رأسه حزينا بينما كانت منيار تمشي و قد إنهارت أعصابها _ توقفت في منتصف الطريق بعد أن نزلت الدرج و رفعت رأسها لتقول :{ ليس اليوم يومه بل هو يوم سعيد لدي اماني لا يجب أن نجعله اسوء يوم أكثر من هذا }
ثم أسرعت الي أمام قاعة المختبرات لتجد لؤي و سفيان ينقلان التجربة المغطات 
وقفت أمامهما لتقول :{ مهلا اين البقية }
لؤي :{ اه ... سبقتنا مروي و اسيل التي جائت بعد ان أرسلها الاستاذ من أجل مناداتنا  للقاعة كي تعدا الطاولة الكبيرة في الوسط أما اماني فقد ذهبت هي و ذلك الشاب لا ادري إلي اين }
منيار :{ سوف ابحث عنهما }
سفيان :{ لا داعي لذلك }
منيار :{ لماذا ؟؟}
سفيان :{ اماني تعرف أن الأستاذ قد نادانا للتو فأكيد أنها قد سبقتنا للقسم }
منيار :{ حسن إذا هيا بنا }
تقدمت منيار ليتبعها كلا لؤي و سفيان من الخلف _ صحيح أن منيار تشعر بالحزن إلا أنها كانت تضهر الابتسامة و الراحة كي لا تقلق من حولها
اما سيف فقد دخل قسمه أخر أصدقائه و قد توجه الي مقعده ليقول له الاستاذ :{ سيف لقد تأخرت اليوم }
جلس ليقول :{ اسف أستاذ فقد كان يجب علي الاطمئنان علي أمر }
الاستاذ :{ هل تقصد إصابة مجدي }
سيف :{ هاااه ؟؟}
الاستاذ :{ لقد جائني مجدي في حالة يرثي لها و كان وجهه متورما و كأن أحد ما ضربه إلا أنه قال لي أن ضرسه هي السبب و كانت فتاة تساعده علي السير و قد سمحت له بالعودة إلي البيت }
حزن سيف و شعر بالذنب بينما كان رفاقه يقولون
....:{ أجل لقد كانت إصابته كبيرة }
..... :{ مسكين حقا _ ولاكن تلك الفتاة اراها معه دوما في الآونة الأخيرة }
...... :{ هل هي اخته }
...... :{ لا لا صديقة مقربة منه اكيد }
.......:{ ولاكن انا لا أصدق أن ذلك تورم في ضرسه }
...... :{ معك حق }

اعتراف العيون      ( مكتملة )حيث تعيش القصص. اكتشف الآن