Black & White

الجزء التاسع

و برغم كل القوة و الشجاعة اللي كنت ببان فيهم إلا إن عمر ما حد عرف اللي جوايا ، لسة مبطلتش اروح لدكتور كريم ، كل واحد فينا جواه قصة بيحاول يدفنها جواه علي أمل انه ينسي ، الناس كلها بييجي عليها وقت بتحتاج تعيط و تطلع اللي جواها ، مفيش حاجة اسمها الرجالة مبتعيطش ، حتي الرجالة بتعيط ، حتي لو مبينوش في جزء هَش جوا كل واحد فينا لو حد لمسه بننهار
١٩ يناير ٢٠٢٢
= بس انتي مكنتيش مجبرة تكملي ، كان ممكن ترجعي في قرارك ، كان في مليون طريقة تانية غير الغلط
- حضرتك مش فاهم يادكتور منال بالنسبالي ايه ، مكنتش قادرة اشوفها محتاجاني و مساعدهاش ، انا مستعدة اضحي بنفسي بس هي تبقي بخير
= ليه متكلمتيش مع اهلك و طلبتي منهم ؟! في مليون حل غير السرقة ياهدي !!
- لو عرفت الحقيقة مكنتش هتقول لي كدا
= انتي هنا عشان اسمع منك الحقيقة يا هدي
- كنا صغيرين اوي لما بابا منال اتوفي ، اول ماعرفت الخبر عيطت معاها كأنه ابويا مش أبوها ، كنت حسة بيها اوي و كنت عارفة ان مامتها مش بتشتغل ، حياتها وقفت و مكانتش عايزة تشوف اي حد او تتكلم بس انا كنت بحاول علي قد ما أقدر اخليها احسن ، عمري مازهقت منها ، كنت بروحلها البيت كل يوم و تعيطلي و اسمع منها نفس الكلام ، كل مرة كنت بسمعها فيها كانت زي المرة الأولي ، فضلت حوالي سنة مش بتخرج من البيت ، سنة سابت فيها المدرسة و بعدت عن كل صحابها و معارفها ، سنة بروحلها كل يوم افضل قاعدة جمبها من غير ماتتكلم ، و اخيرا حالتها اتحسنت كتير ، حسيت انه جه الوقت اللي آخدها فيه و نخرج برا البيت ، كانت لابسة اسود و مرهقة و مش بتنام كتير بس لسة حلوة زي ماهي ، كنت حسة بالإنجاز اني اخيرا قدرت اخليها تخرج من البيت ، جينا نطلب الأكل بس قالتلي انها مش قادرة تاكل ، كان باين علي وشها الكسوف و العجز اللي هي مقدرتش تخبيهم ، كنت حسة ان في مشكلة مادّية ، و عشان انا حفظاها اكتر من نفسي فهمت ، طلبت حاجة بسيطة و ساعتها قررت اطلب زيها عشان متحسش بالإحراج ، فضلنا علي الحال دا كتير و حالتها بدأت تتحسن لحد ماكنت موجودة عندها في البيت و الباب خبط جامد ، ساعتها حسيت منال اتوترت جدا ، راجل غريب دخل ، كان شكله متعصب جداً و قال " حضرتك بقالك ٣ شهور ، لازم حضرتك تتصرفي و إلا حضرتك تدوري علي مكان تاني" مقدرتش ابقي واقفة اتفرج و اسكت ، كان لازم ادور علي حل و ملقتش قدامي غير حل واحد بس و هو اني أتصرف و أجيب الفلوس اللي منال محتاجاها في اسرع وقت ، و لإني ساعتها كنت صغيرة في السن مفكرتش كتير ، الحل الوحيد بالنسبالي كان السرقة ، منال كانت غالية عليا جدا عمري ماطلعّت اي سر حكيتهولي برا ، مكنتش قادرة احكي لأهلي ، عشان كدا ساعتها اتطضريت آخد الفلوس من غير اي مقدمات لأني مكنتش قادرة اشرح اي اسباب . و ياريتني قدرت انقذها ، مش هنسي نظرة أمي ليا لما شافتني ، كانت مش مصدقة عنيها ! كانت اول مرة تبصلي بالشكل دا ، حاولت اتكلم او أبرر موقفي بس مكنتش عارفة انطق كلمة واحدة ، عيطت و بدأت اعتذر كتير ، ساعتها سابتني و مشيت من الصدمة ، دخلت اوضتها و قفلت علي نفسها ، فضلت كتير احاول أخليها تسمحلي افهمها بس للاسف فضلنا حوالث اسبوع مش بنتكلم ، و لما اتكلمنا قالتلي جملة عمري ماهنساها " انتي ليه عملتي كدا ؟! هو انا و أبوكي قصرنا معاكي في حاجة ؟ " كنت عايزة احكي و اقول المشكلة اللي منال فيها بس انا مقررة اني مش هحكي أي حاجة عشان انا واخدة عهد علي نفسي احافظ علي اسرار منال اكتر من نفسي ، فضل في جفاء مابيننا شهور و حقها تتضايق مني ، انا بعترف اني غلطت غلط كبير جدا بس الأم مبتقدرش تزعل من ابنها او بنتها ، يمكن تزعل من الفعل بس لسة الغلاوة زي ما هي ، في الحقيقة مكنتش لسة بطلت تفكير في حل لموضوع منال
فضلت حوالي شهرين بحوش في مصروفي عشان اقدر اساعدها، منال خجولة جدا و عمرها ماكانت بتحكي لحد مشاكلها إلا ليا لأنها فعلا اكتر من أخت عشان كدا متكسفتش مني لما خدت الفلوس
- عشان كدا قولتلك كان في مليون حل ، كان ممكن تشوفي أي حل تاني من الأول بس انتي قررتي تستسهلي !! قررتي تشوفي الأسهل حتي لو كان غلط

مسكت الموبايل بتردد ، احساس اني بكرر نفس الغلط تاني بيقتلني ، قطع تفكيري صوت الباب و هو بيخبط
- استاذة هدي انا طلبت من حضرتك تخلصي كتابة في اسرع وقت ، حضرتك خلصتي؟
= انا قدامي اسبوع بس و اكون خلصت
- حضرتك اتأخرتي جدا يا أستاذة ، انا متضطر أدي القضية لحد تاني
= ارجوك تسمحلي أكمل القضية و انا مش هخيب ظن حضرتك
- للاسف مش هقدر استني انا نبهت حضرتك اكتر من مرة
= اوعد حضرتك اني هخلص في خلال أسبوع
- بس دي آخر فرصة !!
= حضرتك مش هتندم ابدا علي الفرصة دي
- لما نشوف
خرج و سابني لتفكيري، كنت متوترة اوي و خايفة علي شغلي ، فتحت الشنطة قبل ما أغير رأيي بسرعة ، كان محطوط صورة واحدة غريبة عمري ماشفتها تقريبا ، كنت عايزه اعرف هي مين عشان اقدر اتواصل معاها و الموضوع يطلع لي علاقة بالقضية، فتحت الموبايل و فضلت ادور فيه و اتصلت برقم من الأرقام المتسجلة و طلبت منهم يوصلوني لصاحبة الموبايل ، و اخيرا عرفت صاحبة الموبايل ، اسمها نهي السعيد، مكنتش اعرف أي حاجة عنها غير إسمها ، قررت أقابلها و أديها موبايلها ، يمكن ساعتها اوصل لحاجة !!

To be continued..