الجزء الحادي عشر

58 9 13
                                    

بلعت ريقي بصعوبة و حاولت ابدأ كلام بس لأول مرة احس إن كل الكلام ضاع من لساني مع إني عمري ماكنت كدا ، دايما لما برتكب أي غلط مبتكسفش أعترف بيه ابدا ، طب ليه المرادي انا خايفة كدا ؟ اكتشفت إني مش بس مكسوفة اقول اني رجعت في كلامي، لأ انا مش عايزة اهز صورتي قدامه ، بس رجعت أفكر نفسي انه مجرد عميل، بقيت طول اليوم بفكر في قضيته مش بس في قضيته لأ دا كمان فيه !! بقيت أتلكك بالقضية عشان نخرج و نتقابل، اتضايقت لما المدير قال إنه هيدي القضية لحد تاني مش بس عشان الفلوس، لأ
"عشانه" ، كان إحساس غريب إحساس أول مرة أحسه في حياتي، إحساس خلاني أشك إني كنت بحب عُمر اصلا، بس يمكن دا مُجرد إعجاب و هيروح لحاله ، يمكن انا في مرحلة الإنبهار اللي في الأول دي، و حتي لو بحبه انا عمري ما هكرر نفس التجربة تاني ، كلهم مصطفي أبو حجر ! أنا اصلا تخينة و شكلي مش حلو إيه اللي يخليه يحبني؟
اتكلمت بصوت هادي و قلت له
- حضرتك فاكر الشنطة؟!
= وديتيها لمدام هند؟
- انا الصراحة فتحت الشنطة
بصّلي ببرود و كأنه متفاجأش اصلا و قال لي " انا كنت عارف اصلا انك هتعملي كدا عشان كدا مأصرتش عليكي إننا نفتحها"
حسيت اني استريحت و إني مش متضطرة اني أشرح او أبرر بس برضو كنت مستغربة، كان لازم اسأله " هو أنت عرفت منين؟ "
= كنت حاسس
- بس أنا ذات نفسي كنت واثقة مليون في المية اني عمري ماهعمل كدا
قاطعني و طلبلي عصير الفراولة اللي هو عارف من أول مرة شافني فيها انه بحبه ، بدأت أفكر نفسي إن عمر مكانش كدا و إن يمكن مش كلهم مصطفي أبو حجر فعلا ، كملت كلامي "بس انا أسفة أنا عارفة إني مكانش ينفع آخد خطوة في القضية من غير رأيك "
- لأ عادي ولا يهمك ، المهم ايه التطورات؟

حكيتله كل حاجة و بعد ماخلصت كلامي قال ان هو كمان شاكك فيها جدا ، أصل إيه اللي هيجيب الشنطة في بيت مدام هند؟ الموضوع فيه حاجة غلط، في حد فيهم بيكدب أو في لغز احنا مش قادرين نوصل له

فضلنا حوالي ساعة بنتكلم عن القضية ، عصير الفراولة اتأخر جدا ، حاولنا نستعجل الجارسون أكتر من مرة بس قالولنا إن فيه عطل ، اليوم دا كان عيد ميلاد بابا ، عيد ميلاد اغلي حاجة في دنيتي ، كنت متوترة جدا و محتاجة امشي بسرعة لأني مجبتلوش هدية ، كنت كل سنة افضل أجهز لعيد ميلاد بابا قبلها بشهور بس السنادي معرفتش ، ضغط كبير أوي في شغلي و كمان مواظبتي مع الدكتور النفساني ، كل دا مخليني مش عارفة أفكر في أي حاجة ، يمكن مش عارفة استعدله زي كل سنة بس انا عمري ما أقدر أنسي اليوم دا ، مش هنسي و أنا صغيرة لما كنت بتحايل عليه يجيبلي الموبايل اللي انا عايزاه ، فضلت أزن عليه حوالي شهور و هو عمره مازهق من زني ، ظروفنا المادية في الوقت دا مكانتش قد كدا بس هو عمره ما اتأخر عليا ، كانت احلي مفاجأة في حياتي و اللي فرق معايا أكتر مش الهدية ، اللي همني اهتمامه انه يجيبلي الحاجة اللي انا طلباها ، بييجي وقت علي أهالينا و بيسرقوا مننا دورنا ، دايما و إحنا صغيرين كنا بنحتاجهم و منقدرش نعمل أي حاجة من غيرهم ، هما إدونا كل حياتهم ، بس بييجي وقت تاني بيحتاجوا هما مننا الإهتمام ، بيبقي كل طموحهم إن احنا نفتكرهم وسط مشاغل و ظروف الدنيا ، يمكن يبان قدامنا ان زيارتهم و مكالمتنا ليهم كل يوم شئ تافه، بس هما كل اللي بيفرق معاهم إن في حد فاكرهم ، بيبقوا محتاجين حد يسمعهم حتي لو مش هيقولوا أي حاجة ، محتاجينا نفتكرهم بس قبل مايفوت الأوان
كان نفسي امشي بس كنت مكسوفة و مكنتش عارفة ابين ازاي اني اتأخرت أوي و لازم اتحرك ،
- متوترة ياهدي؟
= ها؟
- متوترة؟
= متأخرة و لازم امشي بس
- طول عمري مبآمنش بالصدف الحلوة بس الحق يتقال انا مبسوط جدا من الصدفة اللي خلتنا نشتغل سوا
ضحكت و بصيت في الأرض حاولت أغير الكلام و قولتله
= أنا آسفة فعلا لازم أمشي
- استني أوصلك
= لأ شكرا جدا عربيتي موجودة برا

سبته جوا و اتجهت ناحية عربيتي و إتفاجئت إنها عطلانة و مش راضية تشتغل خالص ، اتفاجئت بحسام جاي ناحيتي و بيقول لي " في مشكلة؟ "
- العربية مش راضية تشتغل خالص!!
= خلاص مش مهم نصلحها بعدين ، تعالي إركبي هوصلك
كنت مستعجلة اوي و مفيش أي عربيات بس كنت خايفة أعطله بسبب المشاوير اللي ورايا
= بس انا ورايا كذا مشوار هتعبك معايا
- مش ورايا أي حاجة خالص النهاردة
= أكيد؟
- أكيد

ركبت معاه العربية بس مكنتش مركزة معاه خالص لأني كنت بفكر أجيب لبابا إيه

- مقولتيليش عايزة تروحي فين؟
= ممكن تنزلني المحل دا ؟
- بس دا رجالي!
= أيوة محتاجة أجيب هدية لحد قريب مني

نزلني و بدأت أختار و بعدين شفت فستان أبيض حلو جدا متعلق في المحل اللي جمبي ، بدأت أتجه للفستان و علامات الإنبهار باينة علي وشي

- عاجبك؟
= آه أوي
- عليكي أحلي

Black & Whiteحيث تعيش القصص. اكتشف الآن