الفصل الخامس عشر

6.2K 322 16
                                    

الفصل الخامس عشر

أصعب موقف يمكن أن يمر به إنسان هو أن يجد نفسه أمام خيارين لا ثالث لهما وكِلاَ الخيارين كارثة ومأساة، كلاهما من شأنه أن يفقدها قطعة من روحها.
أن يتم تخييرها بين جحيمين كلاهما تستعر نيرانه لالتهام انسانيتها وتحويلها لشيطان مدنسة يداها بدماء الابرياء.
لقد وضعها زيين أمام امتحان شيطاني ظلامي المنشأ، تدرك جيّداً بأنّها إذ رضخت له وخاضته سوف تبتلعها هوّة الظلام وتطفئ نورها الى الأبد.   

اقتربت من مارك بخطوات بطيئة مترددة، تحمل الخنجر بين أناملها المرتعشة تناظره بنظرات تشوشها دموعها الغزيرة.
لقد أتت إلى هنا كي تنقذهم وليس كي تقتلهم الواحد تلو الآخر، لقد أثبت زيين بحق أنّه لشيطان ملعون، عرف كيف يخضعها ويطوّعها كما يشتهي، تعلم جيّداً أنّها إذ لم تقتل أحدهما الآن لن يتردد بقتل كايدين نصب عينيها، يستغل عجزها بحنكة شيطان ودهاءً سفّاح تاركاً لها الخيار المطلق!
يعذبها بحقيقة أن دور كايدين سيحين بعد أن ينتهي من حرسه،
وبالرغم من ذلك تجد نفسها مجبرة على منحه بعض الوقت،
مستعدة للتضحية بحرسه في سبيل منحه
بعض الوقت.....

رفع مارك رأسه المتهالك يفتح أجفانه المتثاقلة بعد معاناة، أومأ لها بوهن يشجعها على ما سَتُقْدِمْ على فعله، لا يريدها أن تتردد فتتسبب بمقتل كايدين.
إنّه لا يلومها على ما تنوي فعله واثقاً بأنّها ستحاول المستحيل كي لا تقتل أحد منهم ظنّاً منها أنّها ستتمكن من إقناع زيين بالعدول عن أمره، غافلة عن أنها تتعامل مع ابليس نفسه، لذلك الأمر بالتحديد عليه أن يحثّها على تنفيذ أمره في سبيل منح كايدين المزيد من الوقت عل معجزة ما تنقذه من بين براثين زِيين....
أغمض عينيه يتخيل وجه الحبيبة لاريسا، يبتسم، راضٍ بأنّ يكون أخر ما تراه عينيه هو وجهها الحبيب وابتسامتها الراضية التي منحته ايّاها بعد انتهائها من قوتها منه.... يتمنى فقط لو أن الحظ يمنحه فرصة واحدة فقط كي يعتذر لها على عدم تمكنه من الوفاء بوعده الذي أطلقه عليها في أن يكون مصدر سعادتها وعوضها الذي سيمحي أحزانها ويزرع مكانها أفراحها.

دماء الشمس، الجزء الأول من سلسلة دماء الشمس حيث تعيش القصص. اكتشف الآن