الفصل الثاني عشر

5.3K 173 3
                                    

الفصل الثاني عشر من رواية:كاذبة امتلكت قلبي
بقلم/رولا هاني

-ها يابت عملتي اية؟

قالتها "إيمان" ل"زينة" بنبرة غليظة و بمنتهي القسوة لكزتها في كتفها لتجعلها تقف قبالتها قبل أن تفر هاربة لغرفتها كما تفعل بكل مرة تكون علي وشك التحدث معها..!

حبست أنفاسها قبل أن ترمقها بأزدراء بعدما قبضت علي معصمها بقوة لتهمس بهوان و هي تطبق جفنيها لتحاول بصعوبة بالغة الا تتهاوي عبراتها الحارقة:خلاص هيحصل اللي انتِ عايزاه و هنتجوز بعد بكرة

تخصرت "إيمان" بإمتعاض بعدما ارخت قبضتها عن معصم ابنتها لتصيح بحنق و هي تلوح بيدها الأخري بالهواء:نعم!...بعد بكرة ازاي يعني هو احنا كدة هنلحق نعمل اي حاجة و فستان الفرح و الفرح كمان!

و لكن قلبت بصرها بالغرفة و كأنه يراودها فكرة ما من أفكارها البغيضة ، و لكن بنهاية الأمر زفرت بأرتياح لأبنتها التي امتثلت لرغباتها الغير مفهومة في إصرارها علي تزويجها ب "مازن" فهمست بصوت عذب مزيف:و ماله خير البر عاجله

اتجهت "زينة" لغرفتها بصمت ثم اغلقت الباب خلفها ، اتجهت للفراش ثم اجهشت بالبكاء المرير الذي ألم قلبها ، نظرت لأنعكاسها بالمرآة بغضبٍ جامحٍ لترمقه بعنين اشتعلتا كجمرتين من النيران لتصيح بغل و كأنها تحدث شخصًا اخر:و لما انتِ عارفة انك مش هتعرفي تتحملي كل اللي هيحصل دة وافقتي من الأول لية!

جذبت خصلاتها البنية للخلف بعنف لتتنهد بإعياء و هي تجفف عبراتها التي الهبت وجنتيها ، و نفضت تلك الأفكار المُحبطة من رأسها لتفكر بالأمر بذهنٍ صافي حتي تستطيع الوصول لهدفها و حينها لن تتصرف بهوادة..!
__________________________________________
ماذا يعني ما استمعه!؟..الم تقل أن زوجها قد مات!؟..."شهاب" لم يمت!؟...نصبت لهم فخ ليقعوا هم به بكل غباء!؟..اتلك شقيقته!؟..اتلك الفتاة هي شقيقته ذات الوجه الرقيق ذات الأبتسامة البريئة ام من!؟...العشق عماها!!...عماها عن كل شئ حتي عن عائلتها التي استقبلتها بترحاب بالرغم من فعلتها التي لا تُغفر!...من الذي اخطأ بالأمر هم من اخطأوا لأنهم سمحوا لها بالعودة بينهم بعد ما فعلته ام هي من اخطأت لأنها لا تتواني للحظة واحدة حتي تحطم ثقتهم بها للمرة الثانية!

تنهد "عمار" بهدوء تام كالذي يسبق العاصفة و كأنه يعمل علي خطة ما بتركيزٍ و إتقانٍ شديدين و هو يطرق بالقلم علي الورقة ، و بعد ما يقارب ساعة قهقه بطريقته المُرعبة المعهودة ليكتب عدة كلمات علي تلك الورقة بشرود و قد كان محتوي تلك الكلمات "ستأتي الرياح بما لا تشتهي السفن"..!

و كأنه سيرتكب شئ ما لن يستطيع احد ردعه عنه!
________________________________________
-و بعدين في اللي عمالة تصوت دي وجعت دماغي!

صاحت "فيروز" بها بإهتياج بعدما اغلقت الخط مع ذلك المجهول ، و اتجهت للخارج بخطواتٍ سريعة ، سارت بالرواق لتقف امام غرفة شقيقها "حمزة" لتستمع بأنزعاج لصراخ "ريناد" ب:افتح الباب انا مبحبش اقعد في أوضة مقفولة كدة!...افتحولي الباب!

كاذبة امتلكت قلبيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن