part7

260 13 6
                                    

جلس زين بصمت خلف المقود وهو يتأمل بالحياة المختلفة التى ستحملها له الايام القليلة المرتقبة . ها قد بدأ ليام منذ الان يضع قائمة بمميزات زين الشخصية، والتى يجب أن يغيرها ليصبح قادرا عل. التعامل معه عاد من أفكاره تلك وهو يسمعه يتكلم ، وأدرك أنه عاد مرة أخرى إلى الحديث عن التمارين الخفيفة التى يجدر بجيمس أن يمارسها. وما أن أتى على ذكر السباحة حتى ألقى عليه نحوه لمحة خاطفة ، واذا باليام متجهم الوجه. كانت تلك النظرة كافية كى تجتاح زين ارتجافة من القلق ، وقال لنفسه بانزعاج إن هذا أمر آخر عليه أن يتحمله ، وهو أمر لا يستطيع ليام تغيرة؛فذلك الوجه البالغ الوسامة يقير فيه أحاسيس غامضة لا يمكنه وصفه ، مع ان الرجل لا يثير أعجابه .


"جيمس لا يحب السباحة ، لقد قال لى مرة لو أن الإنسان خلق ليسبح فى البحر لخلق الله له زعانف ، لا أظنه يراها تمارين مشجعة ومريحة".



قال ليام "أنا لا أقترح ان يقطع البحر سابحا ، لكن السباحة تمرين رياضى لطيف . وها انت قد سمعت ما قاله الطبيب ".


"نعم لكن تلك البركة فى حالة سيئة جدا ".

"لأن لا أحد يستخدمها".

"يفاجئنى أنك لا تستخدمها عندما تأتى لزيارة جيمس".

قال ذلك زين وهو يفكر بجسد ليام القوى المتناسق. لا بد أنه يرغب فى القيام ببعض التمارين الرياضية المتوفرة فى أوقات فراغه.

"البركة هنا ليست مريحة على الأطلاق، كما أنها بحاجة ماسة إلى إعادة التأهيل. لقد كانت بحالة سيئة عندما أنتقل جيمس للعيش هنا، منذ سنوات عديدة، وأصبحت الأن أسوأ حالا. من المؤكد أننا نستطيع تجديدها لتصبح فى حالة مناسبة. مع قليل من العمل تصبح مقبولة، يمكننى تأمين التجهيزات لتوفير المياه الساخنة، وتجهيز عدة غرف لتبديل الملابس، وإحضار عمال لإصلاح الشقوق فى كل مكان..


قال زين مصححا لكلام ليام :"ليام، إنها بحاجة إلى أكثر من مجرد تعديل لتصبح صالحة للسباحة. هناك حشائش فى كل شق من الشقوق وفى قعرها ! فى الواقع، أخر مرة رآها فيها جيمس أقترح أن يفرغ بعض التراب فيها لتتحول إلى مستنبت للزهور !".

"هل قال ذلك حقا؟".


أومأ زين بالإيجاب، واسترق نظرة نحوه تحت الأضواء الخافتة فرأى زين ليام يبتسم وقد بدت عليه التسلية على وجه. للحظة أو أكثر، شعر زين أن قلبه توقف عن الخفقان، وبارتباك مفاجئ ، أستعاد تركيزه لينصب من جديد على قيادة السيارة . وذكر نفسه بحزم أن ليام لا يبادله ذلك الشعور .


ما لبث ليام أن عاد إلى طبيعته المعهودة، إلى تلك الشخصية التى اعتاد عليه. عاد مرة أخرى ذلك الرجل الذى يصدر الأوامر دون أن يزعج نفسه بالقول، شكرا، عند أنتهاء العمل أو حتى بأظهار أى نوع من التقدير .

"حسنا، علينا القيام بشئ لنجعله يغير رأيه، وهذا سيكون أول عمل لك عند الصباح، سأذهب إلى لندن لأحضر ما أريده من المكتب وسوف أتغيب طيلة النهار، لذا سيكون لديك متسع من الوقت للاتصال بكل الأشخاص الذين تحتاج إليهم لإصلاح البركة، كى تصبح صالحة للاستعمال ".

"إصلاح البركة !هل تتخيل كم سيستغرق ذلك من الوقت ؟"

قال ليام مؤكدا:"أنفق ما يلزم من المال ولتأخذ ما تحتاج إليه من الوقت، لكن يجب أن تنتهى قبل عودة جيمس إلى المنزل ".


"أنا لست واثق...

"الدرس الأول فى عالم الأعمال ؛يجب أن تكون واثق دوما . الدرس الثانى ؛يجب أن تجعل الاخرين يعملون وفق إرادتك . اذا رفضت القبول بالتأخير والإلغاء ، سوف تجد الآخرين يعملون على تنفيذ البرنامج الذى وضعته لهم بالتحديد!".


كاد زين يقرر أنه ليس واثقا من شعوره نحوه على الأطلاق، لكنه أبتلع كلماته فى اللحظة الاخيرة، ليقول بدلا من ذلك:"لم أحظ يوما بمن يعمل وفق إرادتى، حقا..".

"أذن، ها أنت تحصل اليوم على تحدى جديد !وبالعودة إلى موضوع البركة، أظن أننا سنحتاج إلى بعض المفروشات لتوضع حولها".

"أى نوع من المفروشات ؟".

"كراسى ومقاعد مريحة . كراسى يستطيع جيمس الأستراحة عليها بعد الانتهاء من تمارينه الخفيفة. سأترك أمر أختيارها لك، ولكن لا تتفوفه أمامه بكلمه عن هذا الموضوع . ستكون تلك مفاجأه له".

اخيرا أصبحا على مقربة من المنزل الذى يقبع بعيدا عن الطريق العام،وشعر زين بالانتعاش يغمر قلبه ما إن رآى منظر المنزل القديم أمام ناظريه . كما غمر قلبه الانتعاش أيضا لأنه تمكن من قيادة السيارة وسط المدينة والعودة منها بسلام، فيما كان ليام برفقته ، من دون أن يعرض نفسه للسخريه أو انتقاد من ليام . وكان ليام تلا عليه لائحه ، ملخصا له الأعمال المطلوبة منه ، دون ان ينسى تذكيره بأن العمل تحت الضغط يصنع المعجزات، موحيا لزين بإنجاز العمل المطلوب فى غيابه.


دخل ليام إلى المنزل، أضاء الأنوار وأخبر زين باختصار عن خطته بالنسبه للعمل. قائلا أنه يتوقع البدء بالعمل فى المنزل بدءا من بعد يوم غد . وأعلم زين بأن عليه أن يكون جاهز للبدء بالعمل عند الساعة الثامنه والنصف، أما هو فسيبدأ العمل فى الساعة السابعة، لكن من الطبيعى أنه لا يتوقع من زين ان يتأقلم على الفور مع برنامج عمله.

كاد زين يضحك بصوت مرتفع ، عندما أنهى كلامه سائلا أياه بتهذيب إن كان لديه أى سؤال ، إذ لم يبد عليه لأنه مستعد للجلوس أو أنه سيرضى بالموافقة على أى طلب يطلبه منه زين .


هز زين رأسه ببلادة فأومأ له ليام باقتضاب وقال :"حسنا، فى هذه الحالة، على الذهاب إلى المكتب كى أضع الأمور فى نصابها. لا تزعج نفسك بانتظارى على العشاء، سأتناول بعض الطعام فى مكان ما على الطريق. لدى الكثير من الأمور لأفكر بها. كما على إجراء بعص الاتصالات الهاتفية الخارجية ".


هز زين رأسه ثانية، وقد فقد القدرة على الكلام. وشعر بتعاطف كبير نحو سكرتيرته المسكينه.

الحمد لله أن جيمس سيعود قريبا إلى المنزل، وعندئذ تعود الحياة فيه إلى ما كانت عليه فى السابق.

©©©©©©©©©©©©
اهلا
بتمنى تكونوا بخير

Enjoyd the part♥️♥️

  

Love Is A Game Z.Pحيث تعيش القصص. اكتشف الآن