الفصل الواحد والعشرون من رواية احببت سارقة

726 25 3
                                    

اضطراب وقلق خارج غرفة العمليات خوف نواتجه صمت ... جميعهم يقفوا وينتظروا بسمة امل .. تنير لهم الطريق .. ضوضاء العقل لا يقاوم... واحتمالات العقل بفقدان عزيز تجعل القلب يلتوى خوفا .. وتجعل الدموع تسقط رغما عن العيون ... هدوء تام اجاح المكان .. ليقطع ذلك الهدوء صوت باب يخرج منه الطبيب ... ووجهه لا يبشر بأطمئنان ليقول فى صوت مكسور امام الجميع الذين ينتظروا اى ردة فعل منه : انا حاولت اعمل يالى بوسعى .. لكن استاذ ادم ..دخل فى غيبوبه
صدمه أطاحت المكان .... وقع والد ادم على الارض وعيناه مليئه بالدموع ... بينما سلمى نزلت الى عمها تواسيه على ولده الذى بنصف روح .... واصبحت تحدثه: قوم يا عمى ..ظ ادم عايزك قوى دلوقتى.... مينفعش تسيبه ... لازم نكون اقوياء علشان نقدر نساعده
نظر محمد الى سلمى نظره انكسار بينما كان احمد يسأل عن ابنته فى لهفه واضحه وهو يقول : طب وجميلة يا دكتور .. اخبارها ايه
الدكتور: هى الحمد لله... قدرنا نشيل الرصاصه .. بس هتفضل تحت العنايه شويه
احمد: الحمد لله
كان سمير يقف ويتابع الأمر.. ويشكر الله على الذى حدث... ثم توجه مراد الى الطبيب وساله: طب وادم هيفضل فى الغيبوبه ديه اد ايه يا دكتور
الدكتور: على حسب استجابه للعلاج .. الضربه الاولى كان ممكن يروح فيها بس ربنا ستر .. وهو ضغط على نفسه ... واخد رصاصه فى نفس المكان... ومتنساش ان الضربه جمب القلب .. وده دافع قوى ان يخليه يكون فى غيبوبه
مراد: شكرا يا دكتور ... تعبناك معانا
نظر الطبيب له فى شكر ثم ذهب ... فذهب مراد الى محمد وسلمى وقال: لازم تروحوا ترتاحوا .. وانا هتابع حالة ادم .. وهوصلكوا حالتوا
سلمى: لا انا هفضل جمب ادم
مراد بنظرة استعطاف لمشاعرها... : مينفعش .. لازم ترتاحى انتى بقالك فتره مخطوفه .. ولازم ترتاحى
نظرة له سلمى نظره انكسار وقالت: حاضر .. بس عمى يروح معانا
محمد: لا انا هفضل مع ابنى
مراد: يا عمى انت تعبان .. لازم تروح ..
انا هفضل معاه ... وكمان بكرا تبقوا تزوره وان شاء الله يتحسن .. ومعلش يا عمى مفيش نقاش فى الامر
محمد بقلة حيلة : حاضر يا ابنى
..........................
عند الساعه الثانيه عشر مساء
كان مراد يجلس فى غرفة ادم ..
ولكن دخل عليه الطبيب وقال: مينفعش حضرتك تقعد معاه كل ده .. فيه ممرض بيفضل يتابع حالته .. لازم تروح حضرتك
مراد بتفهم: حاضر.. تحت امرك يا دكتور
وحين كان مراد يستعد للرحيل سمع صوت الدكتور وهو يقول لاحد الممرضين: الحاله يالى جت مع الدكتور ادم .. خلى حد من الممرضات يتابعاها ..
وقف مراد وتقدم خطوتين للامام وقال فى سؤال: هى حالتها ايه يا دكتور
الدكتور:حالتها مستقره وفى تحسن .. وممكن تفوق بكرا
مراد: شكرا يا دكتور ..
.............. فى بيت جميلة ...........
ينظر الى جميع اركان المنزل .. فكم هو سي ذلك الجدار من دون ذكرياتها ... دخل غرفتها .. وهو ينظر الى سريرها بنظرة حزن ... وهو فارغ .. يود ان تتحسن حالها لتعود الى احضانه من جديد ... لا ينسي مشاكستها له دائما ... فتح النافذه ونظر إلى السماء .. يطلب الدعاء من الله بأن تتحسن حالتها .. ثم ذهب الى سريرها .. وامسك بمخدتها الخاصه .. ونام فى ثبات عميق
..............فى بيت ادم.........
كانت سلمى تجلس على سريرها وعيونها تتألم من الحزن على ابن عمها واخيها .. جميع المواقف تستحضر فى ذاكرتها .. تتمنى ان يعود من جديد ليشاكسها ... ولكنها ظلت تدعو له الى ان سمعت صوت الباب يدق .. وسمعت صوت "على" وهو يفتح الباب ويقول استاذ مراد ... فما كان منها الا ان ارتدت الحجاب والنقاب.. وملابس يليق ان تقف بها امامه .. ونزلت مسرعه اليه وقالت : مراد انت جيت
مراد: رفضوا ان حد يبات معاه
أومات سلمى برأسها واتبعت قائله: طب اطلع ارتاح فى اوضتك لانك تعبت النهارده
نظر لها مراد برضا وقال بصوت انهكه التعب: حاضر ..
بينما صعدت هى مره اخرى الى غرفتها .. لتعيد التفكير فى ذكرياتها .. ثم استوطنها النوم .......
............. فى صباح اليوم التالى...........
كان الجميع يستعد للذهاب الى ادم .. شعورهم بأن المنزل امس كان خالى منه وجوده جعلهم يشعرون بحزن اجاح عقولهم .. وقلبهم مازال يتألم على ما اصابه ..... ....

وفى بيت جميلة
كان احمد يحضر لها الطعام التى تحبه .. والتى كان يطعمها منه دائما .. وقف شارد حينما دخلت عليه المطبخ ذات يوم

فلاش باك
جميلة: سيد الكل.. انا شامة ريحة كده .. تقريبا والله اعلم ... رز بلبن
احمد: ههه يا بكاشه .. يعنى مش عارفه
جميلة: اعرف منين يعنى
.......................
ثم سرعان ما فاق من شروده على رأئحة الطعام وهى تحترق
فقال بمرح : الرز بلبن بتاعك هيتحرق اهو يا ستى
.........................
وصلوا جميعهم الى المستشفى ... وذهبوا الى غرفة ادم وما ان وصلوا وجدوا جميلة تجلس بجواره وتبكى وهى تقول فى بكاء ولهفه: سامحنى
طرقوا على الباب لتنتبه لهم جميلة وتمسح دموعها قائلة ..: انا اسفه .. اتفضلوا ..
ذهبت لها سلمى وقالت فى حنان لتجعلها تنسي حزنها وما حدث بها امس: ولا يهمك يا ستى .. عامله ايه
جميلة: الحمد لله .. كل يالى حصل امبارح ده كان بسببى .. انا اسفه
مراد: احنا قدرنا نقبض على اخطرتاجر اعضاء فى البلد.. وده كله بفضلك يا جميلة
نظرت له جميلة بنظره تلمع بينهم الدموع والاستفهام يتضح على مرمى وجهه: ازاى
مراد: لانه كده كده معروف .. وبعدين جايبكوا فى المكان يالى كان بيجيب فيهم الضحايا بتوعه .. وده من ضمن غبائه
سلمى: وهيلاقى مكان زى ده تاتى فين يجبنا فيه .. مكان مفيهوش صريخ ابن يومين .. قالتها بمرح لتبعد الحزن عنهم قليلاً

...... وفى الوجه الاخر........
وصل احمد الى المستشفى .. وسال عن جميلة .. وصعد الى غرفتها ليتفاجا بانها ليست فى الغرفه .. .. فذهب ليسأل الطبيب عليها .. ليدله على انها فى غرفة ادم ....
ذهبا اليها ليجد انهم جميعاً جالسون .. فقال : السلام عليكم
نظروا جميعهم له بينما قامت جميلة تركض عليه لتحتضنه فقام بترك ما بيده وحاوط بيد على ظهرها ويد اخرى على رأسها .. وهو يحتضنها ويقول: وحشتينى اوى يا حبيبتى ..
لتقول هى فى بكاء : انا كنت خايفه وانا بعيده عنك
احمد:متخفيش انتى معايا دلوقتى

دخل الطبيب عليهم ليقول فى صوت هادى : لو سمحتم سيبوا المريض يرتاح شويه .. لان كده انتم بتأثروا عليه بالسلب
أوما الجميع رأسهم موافقون وقاموا وخرجوا من عنده وهو ساكن تماماً لا حركة له
... كان الجميع يزوره ... وتحسنت حالة جميلة وخرجت من المستشفى واصبحت فى كل يوم تتابع حالة ادم الذى يتحسن يوما بعد يوم

وبعد شهران

كانت سلمى تجلس بجوار ادم تبكى وتقول : بقالك شهرين مش بتغلس عليا .. ومش لاقيه اخ ليا .. مش كفايا بابا وماما سابونى .. انت كمان عايز تسبنى ...

تحدث ادم بصوت يكاد يكون مسموعاً من شدة الالم وعيناها نصف مقفوله .. : بس انا مش هسيبك ...

احببت سارقة(مكتمله)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن