Layali Zaydane - ليالي زيدان

الفصل الرابع

الرجوع الى الحاضر
نظر زيدان الى ساعته الغالية ذات المركة العالمية فوجدها الساعة الثالتة ونصف ظهرا فتوجه الى نافذة مكتبه الكبيرة التي تطل على الشارع وهناك راى تلك المشاغبة ليال وهي تجري بسرعة نحو سيارة صغيرة وتركبها بسرعة وتنطلق
تعجب زيدان في خروجها المبكر من الشركة ؛فطلب سكرتيرته ليسالها
زيدان للسكرتيرة مريم:قلي ما هي مواعد انتهاء العمل في الشركة
مريم ولا تعرف لماذا هذا السؤال ولكنها اجابته : الساعة الرابعة والنصف
زيدان : ولماذا يخرج البعض قبل ذالك ودون استادان
مريم : لا سيدي فالكل يتقيد بتالتوقيت سواءا في الصباح او المساء
زيدان وهو يشعر بالغضب وهو يظن انها تكذب :لكن لماذا الانسة ليال لم تلتزم بالمواعيد لقد رايتها حالا تخرج من الشركة
مريم بهدوء: اجل سيدي ليال هي الاستتناء لهذه القاعدة فعند التحاقهابالشركة اشترطت على السيد جهاد ان يكون انتهاء دوامها في العمل الساعة الثالتة والنصف
زيدان باستغراب :ولماذا
مريم : بسبب اخواتها فالرابعة هو موعد ااقفال المدارس لذا يجب ان تكون  هناك في الوقت خصوصا بالنسبة للتواءم فهم ما زالوا صغار
زيدان بتعجب : الايوجد احد من اهلها يقوم بهذه المهمة وهي تلتزم بمواعيد عملها؟
مريم بنبرة حزينة: لا يوجد سيدي فوالداها ماتا في حاذثة سير و منذ ذالك الوقت وليال تقوم بكل شيء يخص الصغار
زيدان وهو متالم لما يحصل لهذه الصغيرة فهي فقط في السادسة والعشرون من العمر وتتحمل مثل هذه المسؤولية
مريم وهي تنظر اليه قد عرفت ما يدور في خلده : لا داعي للهذه الشفقة سيدي اتجاه ليال فالاطفال يعوضونها بنجاحاتهم المتميزة في مدارسهم سواء التوام اوسلسبيل وخاصة هي فهي ذاءما تحتل المرتبة الاول على صعيد الجمهورية
زيدان بتعجب: كيف هذا وانا اعرف ان مرتب ليال ليس كبيرا ! فالدروس الخصوصية تحتاج الى مبالغ كبيرة 
مريم تنظر له بتعجب فكيف له ان يعرف بهذه الامور فهو ليس متزوجا ولا عنده اطفال
زيدان :😈 امسحي هذه النظرة فلدي اصدقاء عندهم اطفال والاباء يشتكون ذاءما من غلاء الدروس الخصوصية
مريم : عندك حق سيدي ولكن ليال هي من يدرس لاخوتها فالمرتب يكفيها لاكلهم ولبسهم وما يحتاجونه في مدارسهم من ادوات الى غير ذلك والحمد لله ان والداهما تركا لهما منزلا وكتباه باسماءهما وقد احسنا في ذلك لان بعد موتهما جاء اعمامها يطالبون بحقهم فيه الا ان المحامي اخبرهم ان المنزل مكتوب باسم الابناء فقط
زيدان :فعلا الانسان طماع فعوض ان يساعدوا هاؤلاء الايتام يريدون حقهم في منزلهم
مريم : والمصيبة انهم كانوا يريدون تفرقتهم وكذا ارادوا ان يترك الاولاد المدرسة ليشتغلوا؛ولكن هيهات فليال وقفت لهم بالمرصاد واخبرتهم ان يتركوها بسلام هي واخواتها وان يبتعدوا عنهم  خصوصا انها هددتهم انها سوف تاخد الاراضي الزراعية التي ورثها والدها عن ابيه والتي هي من نصيبها هي واخوتها؛فقد كان الاعمام هم من يستغلونها ويبعثون كل شهر بمبلغ زهيد لاب ليال رغم ان الارض فلاحية بامتياز ومردودها كبير ؛ولكن ماذا تقول  عن الجشع
زيدان:ارى انكي تعرفين الكثير عن زميلتكي في العمل
مريم : سيدي ليال بالنسبة لي اختي التي لم تلدها امي فنحن نعرف بعضنا منذ صغرنا فوالدة ليال يرحمها الله كانت صديقة والدتي
زيدان:  حقا انها مسؤولية كبيرة لليال كان الله في عونها
مريم: اجل سيدي  
زيدان :اسمعي مريم لا اريد اي تغيير في مايخص ليال ولها.الحق ايضا الذهاب من الشركة وقت ما يستدعي الامر ذلك
مريم :شكرا سيدي للتفهمك
زيدان :لا داعي لذالك فهي حقا تستحق التقدير فرغم مسؤوليتتها تجاه اخوتها فهي من اكفاء الموظفين هنا وقد حاولت شركات.كثيرة ان.تنظم اليهابمرتبات كببرة الا انها رفضت والان انا اعرف لماذا لم تستسلم لهذه الاغراءت بوجود اصدقاء مثلك يدافعون عليها
مريم : لست وحدي سيدي فكل الموظفين والموظفات يحبونها لما تمتاز به من اخلاق حسنة وايضا كل من تصادفه اي مشكلة في العمل لا يعرف حلها يتجه اليها مباشرة وتقوم بحلها ؛انها انسانة ناذرة في مجتمعنا خصوصا ان الكل الان.لا يهتم الا بمصالحه الخاصة
زيدان وهو ينظر الى ساعته وراى انه وقت اتنهاء الدوام في الشركة: شكرا مريم على ما اخبرتني به في حق ليال ارجو ان يبقى ما دار بيننا في سر ولا اريد ان.تعرف ليال اي شيء عنه واعرف ان هذا صعب وخصوصا انها صديقتك المفضلة
مريم : لا داعي قول هذا سيدي فلو عرفت ليال اني اخبرتك قصتتها فسوف تقتلني فهي لا تحب ان يشفق عليها احد او يساعدها
زيدان وهو يضحك على ما قالته هذه الصديقة الصدوقة:هيا يا مريم فالتنصرفي فقد اصبحت الساعة الرابعة والنصف
مريم : حاضر سيدي وشكرا لانك اصبحت مديرنا
زيدان وهو يحمل  هاتفه  ومفاتح سيارته استعداد للخروج  :انا الذي اشكر الله انه وجدت اشخاصا مثلك ومثل ليال ما زالوا في هذه الذنيا التي امتلات باناس لا تهمهم المبادىء اوالاخلاق ما دامت جيوبهم مليءة ومصالحهم مقضية.