الفصل التاسع عشر

481 21 0
                                    

السيدة هدى : نسبها ليس الشافعي بل نسب السيد عاصم زوجها وقبل ان تعرف لماذا؛ ساحكي لك ما وقع لصديقتي:
كانت منى صديقة لي في الجامعة فتاة جميلة محافضة تنحذر من اسرة جد ميسورة تعرفت على عاصم الشافعي الذي كان انذاك معيدا في الجامعة التي كنا تدرس بها ، اعجب عاصم بمنى وتقدم الى اهلها ولكن والدها رفض رفضا قاطعا بدعوى انه ليست لديه الامكانيات المادية اللازمة لابنته
ومنى بالطبع احبت عاصم لاخلاقه وشهامته فحاولت مع والدها ان يزجها له الا انه رفض ، ولم تجد المسكينة من تلجأ اليه حتى اخوها الوحيد كان خارج البلاد يتابع دراسته في احد الدول الاوربية
وبعد معانة بين شد وجدب بين ذلك الوالد القاسي والحبيبين قام الاب بحبس منى في البيت ومنعها من ارتياد الجامعة
عاصم اصيب بحزن شديد لانه لم يعد يرى حبيبته، وفي احد الايام هربت منى وعصام بعد ان تزوجا من المدينة وبدل عصام نسب منى وسجلها بنسبه مخافة من والدها ان يجدها
وبعدها عاشا في مدينة بعيدة وكانا جد سعداء ، ورزقا بليال حاول عصام في ذلك الوقت ان يصالح ذلك الاب القاسي وان يبارك زواجه بابنته الا ان الاخير اخبره ان ابنته ماتت بالنسبة له ولاخيها منذ ان تركت البيت
حزنت منى كثيرا خصوصا عندما اخبرها عاصم بما قاله والدها عن اخيها الذي كانت تحبه بشدة
زيدان : احمد المالكي
هدى بدهشة : كيف تعرف اسمه
زيدان : لانه ببساطة والدي ؛ والذي يظن ان اخته ماتت اثناء تواجده في الخارج ،فقد اخبره جدي انها ماتت في حادثة سير وهي ذاهبة الى الجامعة، حتى انه اوجد لها قبرا نزوره
السيدة هدى لم تستوعب ما قاله زيدان : يعني هذا ان احمد كان يظن ان اخته ماتت كل تلك السنين ، تبا لهذا العجوز القاسي،عذرا بني لكن اتذكر ما قاسته تلك المسكينة حيث كانت جد حزينة لظنها ان اخاها كرهها لمعرفته بهروبها وزواجها بمن تحب
زيدان : الحقيقة ان ابي كان يحب عمتي كثيرا وموتها جعله حزينا ، لقد كان يتذكرها ذائما، ويذهب لذاك القبر المزعوم ليترحم عليها كل ما اشتاق لها
هدى بدموع : يا الاهي لو عرف الان بما حصل لاخته وليال كيف ستستقبل الامر
زيدان : لا اعرف خالتي ، لكن كل ما اعرفه الان انهم عائلتي ولن اتخلى عنهم ابدا
هدى : اين هو احمد الان
زيدان : في المزرعة فمنذ وفاة والدتي يقيم هناك
وفي هذه الاثناء سمعوا اصوات ارتطام وتكسير فهرعوا ناحية المطبخ ووجدوا ليال مغما عليها وسط اطباق مكسورة
زيدان : يا الله اظنها سمعتنا
هدى : هذا اكيد
سعاد : هيا زيدان احملها لغرفتها وانت هدى اعطيني زجاجة عطر لاحاول افاقتها
حمل زيدان ليال لغرفتها ووضعها على السرير واتت هدى بقنينة العطر واعطتها لزيدان الدي سكب منها على يده وقربه من انف ليال
بعد محاولات استفاقت ليال ونظرت حولها فوجدت زيدان وهدى وسعاد يحدقون بها قلقين
السيدة هدى : ابنتي هل انت بخير؟
قاطعها زيدان : ليال هل تحتاجين لطبيب هل انت على ما يرام؟
ليال بارتجاف : لا داعي لطبيب ، ولكن حبا بالله هل ما سمعته منذ قليل صحيح ؟، هل انت فعلا ابن خالي احمد؟.
زيدان : نعم ليال انت ابنة عمتي منى رحمها الله ، اه لو يعلم ابي الحقيقة المخبأة عنه طيلة هذه السنين لا ادري ما الذي سيفعله
ليال : هل فعلا اصبحت لدينا عائلة و انه لم يعد هناك خوف من اعمامي واولادهم
زيدان باستغراب : ما هذا الذي تقولينه ليال، أليسوا عائلتك هم ايضا؟
ليال : عائلتي "قالت بسخرية"
هنا طلب زيدان من السيدتان الخروج من الغرفة وتركهما لوحدهما
امتثلت السيدتان لامره
زيدان : ما الذي يجري معكم بالضبط ليال؟
ليال ببكاء: انهم اعمامي يحاولون بشتى الطرق الاستيلاء على ورثنا وذلك بالتهديد يريدون ان اتنازل عن حضانة الاولاد لتصبح لصالحهم وهكذا يتمكنوا من الاستلاء على قطعة كبيرة من الارض الفلاحية تركها جدي لابي
زيدان : كيف كان تعامل والدك مع اعمامك قبل وفاته؟
ليال وهي تتذكر كيف استغل هؤولاء طيبة ابيها وقاموا باستغلال الارض التي كانت كثيرة الغلة و يبيعونها في السوق بمبالغ مالية كبيرة يضعونها في جيوبهم ويبعثون للعاصم الفتات.
ليال : تعامل استغلالي
زيدان : كيف ذلك
وهنا حكت له ليال تصرفات اعمامها مع والدها وجشعهم ألا منتهي وتهديدها باخوتها ان لم توقع على وثيقة التنازل على الارض لمصلحتهم
زيدان بغضب لما يتعرض له اولاد عمته منى ' اسمعي جيدا ليال من الان فصاعدا لن تخافي من اي احد وهؤولاء انا ساتكفل بهم اعطيني رقم المحامي ودعي البقية لي.
ليال وقد احست بالامان لاول مرة ،فمنذ وفاة والديها غادرها هذا الشعور
اعطت ليال رقم المحامي لزيدان وفي هذه الاثناء دخل للغرفة علي وعلاء وسيبال اللذين ارتموا في حضن زيدان، وقد عرفوا انه ابن خالهم
علي : اذا انت ابن خالنا احمد الذي كانت امي تحبه كثيرا
زيدان ضاحكا لشقاوة هذا الفتى : اجل انا ابن خالك احمد
علاء : وانك اصبحت فردا من عائلتنا
زيدان بجدية : اجل وانا المسؤول منذ الان لكل ما يخصكم جميعا ونظر لليال " هل هذا مفهوم ؟"
سيبال : مفهوم مفهوم نحن جد مسرورين اليس كذلك اخوتي
الكل : نعم
نظر اليهم زيدان وقال : ما رايكم ان نخرج قليلا
الاولاد : وهم فرحين لوجود مثل هذا الشخص في حياتهم: اجل
ليال : سنخرج لوقت قليل فقط اي ساعتان لكي تجدوا الوقت لدروسكم فالامتحانات على الابواب
الكل : حاضر
مريم : اجل اذهبوا واتركوا هذه المسكينة لوحدها ، زيدان لماذا لم تطلع ابن خالي انا ؟😢
كان الكل يضحك لشقاوة هذه الفتاة التي تحاول دوما ان تزرع الابتسامة على وجوه اصدقائها
زيدان : ومن سيتركك يا شعنونة فانت ايضا من افراد هذه العائلة اليس كذلك خالتي هدى؟
السيدة هدى بامتنان لهذا الرجل فمريم ليس لها اقارب سوى والدتها وتعتبر ليال واخوتها بمثابة عائلتها والان زيدان لن يعمل اي فرق بينها وبين اولاد عمته :شكرا بني فليحفظك الله ويجعلك الظهر الذي يستندون عليه في هذه الحياة
زيدان : ساكون لهم السند ولا تخافي فالكل في حمايتي
الاولاد وهم مستعدون للخروج
علاء : هيا زيدان لا يجب ان نضيع الوقت فانت تعرف ان علينا مراجعة دروس الغد
زيدان : هيا امامي وانتن يا سيدات لا داعي لتحضير العشاء فسآتي به من احد المطاعم
السيدة سعاد :حسنا بني نزهة موفقة
زيدان : شكرا خالتي انا جد مسرور لانه اصبح لدي عائلة ساهتم بها
سعاد وقد عرفت مدى اشتياقه للجو العائلي والان الله عوضه بهذا الاحساس : شكرا لله يا بني
مريم : حسنا هيا بنا
ليال وهي جد مسرورة : هيا
كان الكل يتجه لسيارة زيدان الذي فتح ابوابها ليجلسوا قفز علي وعلاء وسيبال في المقاعد الخلفية وتبعتهم مريم واوصدت الباب في وجه ليال التي غضبت من فعلتها
زيدان وقد جلس في مقعد القيادة : تعالي يا ابنة عمتي دعيعهم محشورين في المقاعد الخلفية وانت اجلسي باريحية هنا " ويشير لها للمقعد الموجود قربه"
ليال بفرحة : شكرا يا ابن خالي " وهي تنظر الى الاشقياء الاربعة الموجودين وراءها باستفزاز
مريم بضحك : لا داعي لهذه الملامح المستفزة فنحن بخير والسيارة واسعة ما شاء الله اليس كذلك يا اولاد
الكل بضحك : اجل 😂😂😍
زيدان مبتسما : يا لكم من طفوليين قلوا لي اين تريدون الذهاب؟
الكل : الملاهي
زيدان : هيا الى الملاهي إذا!
وعند وصولهم اشترى زيدان بطاقات الدخول ودخلوا الى المكان المليئ بالاطفال ودويهم
زيدان : اسمعوا جيدا الكل بتمسك بالاخر لكي لا نضيع من بعضنا
علاء وعلي كل واحد منهم اخد بيد زيدان اما سيبال ومريم وليال مسكوا أيدي بعضهم وتبعوا زيدان في سيره الذي فتح لهم الطريق وعند وصولهم لمنطقة الالعاب اصر الكل لركوب اللعب الموجودة في الملهى
زيدان : بماذا سنبدأ؟
الكل اشار الى اللعبة المفضلة لديهم وهي لعبة الدوران الكبير
زيدان بفرح طفولي : هيا بنا
قضى الجميع اوقاتا رائعة في اللعب وبعدها ذهبوا الى مقهى جميل وطلب الكل آيس كريم بالمذاقات التي يحبونها
كان بطلنا جد سعيد فقد عاد الى مرحلة الطفولة وهذا بفضل هؤولاء الاشقياء
ليال : هل اسمتعتم؟
سيبال : اجل اختي هذا احساس جميل لم نجربه منذ زمن" وتقصد عندما كان والداهما ياتون بهم للملاهي "
علاء :انا جد مسرور اخي شكرا لك"وهو يحتضن زيدان بحب "
علي : وانا كذلك، وفعل ما قام به علاء من احتضان لزيدان
سيبال : شكرا لك اخي 😍
اما ليال ومريم فاكتفتى بالابتسام
زيدان :بل الشكر لكم جميعا فقد قضيت معكم اجمل الاوقات😉😜
ليال وهي تنظر الى ساعتها : لقد مر الوقت بسرعة يجب علينا العودة لان هناك واجبات تنتظركم
سيبال : هناك درس معقد في الهندسة لم افهمه 😢
زيدان : لا داعي للخوف ساشرح لك وستفهمين بسرعة فالرياضيات ملعبي احب هذه المادة بجنون
علي : اذا سوف تدرسها لنا جميعا
ليال : ماذا تقولون زيدان عنده مهام كثيرة في الشركة
قاطعها زيدان : بل ساخصص لهم الوقت لمراجعة الرياضيات ؛ اما المواد الاخرى فانت ومريم تقمن بمساعدتهم فيها
الاولاد :شكرا لك
زيدان : هيا الى المنزل
الكل حاضر
وفي طريقهم البيت اتصل زيدان على احد المطاعم الفاخرة وطلب منهم اعداد العشاء وتوصيله
وصل الكل فرحا للبيت ووجدوا السيدة هدى قد اعدت لهم بعض الكيك اللذيذ والعصائر المنعشة
فبدأ الكل يتناولوا الاكل وهم يقصون على سعاد وهدى ما قاموا به من مغامرات والاخرتين تضحكان لطفولية هؤولاء الاشقياء
ليال : الان هيا الى مراجعة الدروس
الكل : حاضر
مر الوقت على ابطالنا في تدريس الصغار
زيدان مع سيبال في غرفة المعيشة وهو يشرح لها بكل دقة درسها الذي كان مستعصيا عليها والان فهمته جيدا
زيدان : اين هاتفك سيبال؟
سيبال وهي تخرج هاتفها من المحفظة :ها هو اخي
زيدان: امليني ارقامه
سيبال : حسنا "وبدات تملي عليه ارقام هاتفها"
زيدان : حسنا سارن عليك وتكتبي اسمي على الرقم
سيبال : حسنا اخي ؛ففعلت ما طلب منها وفجاة تذكرت انها لا تاخد هذا الهاتف الجديد للمدرسة
سيبال : اخي، ليال منعتني ان اخذ هذا الهاتف للمدرسة خوفا من فقدانه
زيدان : احترسي فقط فانت فتاة كبيرة يمكنك تحمل المسؤولية
سيبال فرحة لهذا الاطراء : اعدك اخي انني لن اضيعه خصوصا انك من اهديته لي 😄
زيدان : شطورة ؛ واريدكي ان تتصلي بي عند حدوث اي شيء
سيبال :حسنا اخي
زيدان : وايضا عند حضور اعمامكي، هل هذا واضح؟
سيبال بخوف: سافعل لاني فعلا ارتعب منهم خصوصا عندما يتشاجرون مع ليال
زيدان : لهذا اريدكي ان تكوني حريصة عندما ياتون اتصلي بي فورا
سيبال : حسنا
زيدان "وهو ينظر حول الغرفة" : اين الابتوب الخاص بكي؟
سيبال بخجل : لا املكه وايضا علاء وعلي نستعمل الخاص بليال
زيدان : حسنا غدا سآتي لكل واحد منكم بلاب توبه الخاص وذلك من اجل مساعداتكم في الدراسة وايضا تعلم اللغات
سيبال فرحة : اجل فنحن نتمنى فعلا تعلم عددا كبيرا من اللغات فهذه هوايتنا نحن الاربعة
زيدان : وما هياللغات التي تتقنونها؟
سيبال : الفرنسية والاسبانية وايضا الانجليزية
زيدان بانبهار : كل هذا! كيف تعلمتم ؟
سيبال : بفضل ليال هي من تعلمنا ؛ خصوصا في فصل الصيف حيث يكون هناك متسعا من الوقت فنقضيه في تعلم ما نحبه
زيدان باعجاب : احسنتم واتمنى ان لا تتوقفوا وتتعلموا المزيد
في هذه الاثناء خرج علي وعلاء من غرفتهما بعد ان شرحت لهما مريم وليال دروسهما
علي :الحمدلله لقد انتهينا من مراجعة جميع المواد ولم يتبقى سوى الرياضيات ياسيد زيدان 👬
زيدان بضحك: اذا تعاليا انت وهو لكي اشرح لكما ما لم تفهماه في المدرسة
ليال : شكرا زيدان للمساعدة فانا فعلا احتاجها وخصوصا باقتراب امتحاناتهما
زيدان: لا داعي للشكر فهذا يسعدني ، هيا يا اولاد الى الدرس
جلس زيدان مع الاولاد يشرح لهم درس الرياضيات ؛ اما ليال ومريم فدخلتا غرفة ليال ،للاستراحة قليلا
مريم : ما رايك ليال بما يحصل
ليال : والله لا اصدق زيدان ابن عمتي ،هذا فعلا معجزة
مريم : الحمد لله سيكون لكي السند الذي تحتاجينه خصوصا لمواجهة اعمامك وجشعهم
ليال : معك حق فقد اصبحت فعلا اخاف منهم ومن تصرفاتهم
مريم بضحك : اه لو يعلموا من سيواجهونه في المستقبل
ليال : الحمد لله على كل شيء
وفي المطبخ كانت هدى وسعاد يحضرن بعض المخبوزات والحلويات للاولاد لكي ياخدوها معهم غدا للمدرسة
استمر زيدان في شرح الدرس لعلي وعلاء حتى فهماه ، وبعدها جلسوا في غرفة المعيشة حيث يوجد التلفاز والبلاي ستيشن الذي اهداه لهما زيدان وفي اثناء لعبهما طرق الباب فجأة .. .

Layali Zaydane - ليالي زيدانحيث تعيش القصص. اكتشف الآن