٣٢

200 20 0
                                    

🔹شباب في مقبرة الجنس🔹
.
👈الحلقة الثانية والثلاثون
.
.
أما شهيد فقد احس بشعور كاد ان يحلق به بعيدا" عن سطح الدار وهو يقف امام صورة ابيه يخاطبها : كم أنت عظيم يا ابي، لقد ربيت هذه الشبيبة المؤمنة الواعية وأحسنت كفالتها، يا ليت
اساتذة اليوم يسمعون ويعون مسؤوليتهم. فيستشعروا بحلاوة اعداد الجيل وتوجيههم إلى درب الرسل والانبياء والصالحين.

لقد احس شهيد بأن هذه الجلسة وهذه الوجوه المؤمنة كلها من صنع ابيه الذي كان مثابرا" في تدريسه والعناية بالنشيء والجيل الصاعد ... وها هي جهود ابيه أثمرت عن هذا المستوى الطيب والرفيع الذي يتمتع بالاخلاق الفاضلة من تآزر وتكاتف وتعاون وبذل النصيحة لله وفي الله.

                      🌸    🌸    🌸

استقر سعيد في غرفته، يجيل في ذهنه المشاهد والصور التي رسمتها كلمات الشيخ وفاهم والدكتور وشهيد، انكب على وجهه يلعن حظه العاثر .. يا للخيبة .. يا لتفاهتي لماذا انا بعيد عن
خط هؤلاء الشباب ؟

ان الدرب الذي سلكوه هو درب الرساليين والمؤمنين، والاولياء والصالحين .. بلا شك .. فما هو الدرب الذي اسير فيه ؟!
انه درب المردة والقردة درب الشياطين والفاسقين ! أين اسير ؟!
وفي أي دهليز مظلم أعيش ؟! انا ملعون في لسان الروايات

وأحاديث المعصومين انا متجاوز لحدود الله انا ممن يصرف نعمة الله في غير موضعها الصحيح لو كان الإمام علي (عليه السلام) موجود لضرب يدي حتى تحمر،٠٠ فانا إذا" من اعداءه !! ... لماذا لا أكون من شباب علي وحاملي فكره وخلقه ؟!

آه.. آه .. يا لها من أحاديث مخيفة ويلي اين اذهب من عذاب الله وقد (( أَحْصَاهُ اللهُ وَنَسُوهُ ))  ان جهنم تنتظرني (( وَسِيقَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِلَى جَهَنَّمَ زُمَراً )) .. واسوأتاه، واشقوتاه٠٠ واويلاه هل سأكون مع هذه الزمر المأخوذ بها إلى جهنم المضرمة ولظى ؟
سأخسر الآخرة .. ولن أحشر مع ابي في الجنة..

انها زفرات وشهيق حطم شيئ من الحجب التي كانت تغلف قلبه، جعلت قلبه الخافق يكتظ بالغيم ويرعد ويبرق .. فعلى نحيبه وهطلت دموعه وهو يصبح ( يا ويلي .. يا ويلي .. يا ويلي ) ..

تقطع قلب شهيد ألما" وهو يستمع لهذه الكلمات التي لم تحل جدران المنزل والباب الخشبي عن سماعها. ولكنه في نفس الوقت فرح بهذا التحول الحاصل لسعيد لأنها مسألة طبيعية وهي
باكورة الخير وعلامة النجاح تماما" كالمطر بعد انقطاعه حينما ينقي الجو ويغسل الاحياء من غبار الخريف ،ويفيض الصفاء على الحياة .. أما الأم فقد ركضت نحو غرفة سعيد، ودخلت عليه وهي
في حيرة من أمرها.

الأم : ولدي سعيد ماذا دهاك ؟! أرجوك لا تقلقني عليك، هل هناك مشكلة ؟!

سعيد لا شيء يا امي دعيني امسح رأسي بصدرك .. دعيني ارتمي في حضنك لأشعر ببرد العيش كما لو كنت وليدا" صغيرا"

احتضنت الام سعيد بلهفة شديدة وهي تمسح خدها برأسه حتى اختلطت دموع الام والابن سوية .

لم ير شهيد بدا" من الذهاب إلى غرفة سعيد فدخل وجلس مع امه وسعيد على السرير وأخذ يمسح الدموع عن خدي أخيه، مخاطبا" أمه :
لا تخشي شيئا" يا اماه .. الامر بسيط لا تقلقي ... ان سعيدا" تذكر والده المرحوم فلم يستطع ان يتمالك مشاعره فراح يبكي.. دعيه أرجوك .. انا معه لا تخافي عليه .. اذهبي للراحة أقسم عليك
بالزهراء يا اماه ..

خرجت الام وبقي شهيد بجانب سعيد فألقى اليه كلمات ذكية ومؤثرة. ثم خرج من عنده وكانت الكلمات (يا سعيد ان رحمة الله وسعت كل شيء.. وان الله كتب على نفسه الرحمة..
وان الله يغفر كل شيء إلا ان يشرك به)

هدأ روع سعيد قليلا" .. وشعر بسكون جميل كذاك الذي يعم الارض بعد ساعات المطر وأطفأت مصابيح البيت وساد السكون والظلام معا" .. لتنتهي هذه الليلة بهذا المشهد المثير.

                      🌸    🌸    🌸
.
.



✍السيد احمد الجيزاني
#شباب_في_مقبرة_الجنس
🍃قناة الطريق إلى التوبة🍃
http://telegram.me/altauba

شباب في مقبرة الجنس  " مكتملة "حيث تعيش القصص. اكتشف الآن