٣٤

178 20 1
                                    

🔹شباب في مقبرة الجنس🔹
.
👈الحلقه الرابعة والثلاثون
.
.
🍃 في بيت الحاج عارف 🍃

لقد داهم عطر جميل انف سعيد وهو آخذ بالجلوس في برانية الحاج عارف هذه الغرفة التي يذكر كل ما فيها بالآخرة وبأيام أهل البيت (عليهم السلام) .

أي ترحيب وجده سعيد عند الحاج عارف فقد انهال الحاج عليه بكلمات التقريظ والمديح لوالده المرحوم وصديقه في ايام الطفولة والشباب لقد أصر الحاج على جلوس سعيد إلى جانبه،
بينما كان سعيد خجلا" من هذه الحفاوة وذاك الترحيب لانه لا يرى استحقاق ذلك، بل كان ذلك مما يزيد في شجونه وحزنه ويشعره بالخجل الدفين من والده ذي السمعة الطبية والذكر المحمود على السنة الآخرين، لقد كان يقول في نفسه.. كيف أجلس بقرب هذا الرجل الفاضل ؟! إنني لا أستحق احترام هؤلاء المؤمنين.

الحاج عارف : كيف حال والدتك وأخيك شهيد وأختك آمنة ؟ أرجو أن تكونوا جميعأ بخير

سعيد.. الحمد لله اننا بخير وان شهيد أرسل بيدي سلاما" لك يا حاج.

الحاج : وعليكم السلام ،إنني أحبكم كثيرأ فانتم عائلة طية ومؤمنة، زاد الله من أمثالكم واشكر مجيئك إلى هنا وأنا بخدمتك يا سعيد.

سعيد.. أشكو اليك تدهور أحوالي واضطرابها وتغير مسيرة حياتي منذ رقود ابي في الفراش إلى هذه الساعة .

الحاج : تكلم يا سعيد من أي شيء تشكو ؟ لا تخبئ علي أمرا" فاني بمنزلة والدلك .

سعيد :شاهدت يا حاج رؤيا مزعجة في الليلة الماضية أقضت مضجعي وأدخلت الرعب في نفسي.

الحاج : قصها علي يا ولدي .

- وبدأ سعيد يحكي مشاهد القصة التي عاشها في رؤياه.

بينما كان الحاج عارف يستمع بسكينة ووقار إلى كلمات سعيد وما ان أتم سعيد كلامه حتى ساد الصمت في المكان وأخذ الحاج يشبك أصابع كفيه متكئا" بمرفقيه على فخذيه، وكأنه يفكر في حل
لغز دقيق، ولكن الحقيقة غير هذه، فانه كان يستجمع في ذهنه الكلمات التي لا تجرح مشاعر سعيد ابن صديقه العزيز ، ولم يدم الصمت طويلأ، حتى بدأ الحاج يترجم لسعيد ما جاء في رؤياه.

الحاج عارف : اسمعني يا ولدي جيدا" :

ليس من العيب أن يخطأ الانسان في حياته (كل بني آدم خطاءون، وخير الخطائين التوابون) .. ولكن العيب كل العيب والخطر كل الخطر في عدم التفات الفرد إلى سبيله الخاطئ وغفلته عن سقوطه في مهاوي الذنوب.. إن السير في الصحراء يعني خوض الرحلة في عالم البرزخ، وان كثرة الذنوب هي التي

تسبب العثار المستمر وعرقلة المسير اما والدك ومن معه فان صلاح اعمالهم وحسن سيرتهم كان بمنزلة المطية التي أخذت بهم سراعا" إلى عبور هذه الصحراء والنجاة من خطرها والافلات
من قبضتها.. وبصراحة : إن خطاياك وذنوبك هي التي أعاقتك عن الالتحاق بهم والوصول اليهم. وأما زئير الأسود وعوي الذئاب فهي الأعمال السيئة التي تتجسد عادة" بحقائق مخيف كالعقارب والوحوش والأفاعي وما إلى ذلك أما الكلبان الأسودان فهما أصدقاء السوء واللذان يرافقان المرء في هذه العوالم لأنهم كانوا يعملون المنكر سوية ، ويفعلون القبيح معأ، فلا
يفترقان في عالم البرزخ... إن الله يحبك كثيرا" إذ منحك هذه الرؤيا النافعة ، لكي تنظر في حساباتك من جديد وتراجع اعمالك وتراقب افعالك ... وهنا بدت ملامح الاسى والحزن واضحة تطرز
وجه سعيد، انه لم يجد وسيلة إلا ان يتجه بصدق وإخلاص نحو الحاج عارف
.
.




✍السيد احمد الجيزاني
#شباب_في_مقبرة_الجنس
🍃قناة الطريق إلى التوبة🍃
http://telegram.me/altauba

شباب في مقبرة الجنس  " مكتملة "حيث تعيش القصص. اكتشف الآن