🔹شباب في مقبرة الجنس🔹
.
👈الحلقة التاسعة والاربعون
.
.
فاهم : نعم، بكل تأكيد يا سعيد، فان الأفراد المتزوجين تجدهم بعد اشهر معدودة من بناء العش الزوجي يعملون بجد ونشاط وحيوية في ادامة الرباط الزوجي المقدس، وحماية المأوى الذهبي من أن تناله يد التحطيم، فهم لا يتوانون لحظة واحدة في العمل الدؤوب من اجل استمرارية الأسرة فتراهم في قوة وجدية ونشاط، ولعل هذا الامر يكشف لنا مطاوي الحديث الشريف :(اتخذوا الأهل فانه ارزق لكم) لان الزوجة تلهم في شخص الزوج الرجولة والمسؤولية التي تدفعه لان يستثمر كل
طاقاته الدفينة التي وهبها له الله تبارك وتعالى .سعيد : ما تقوله صحيح، ولكن البعض يقول : ان الزواج يضيف عبئا" ثقيلا" على كاهل الرجل وهذا واضح من خلال تنصل الكثير من الشباب عن الزواج، فأين البركات التي ذكرتها والتي هي من افرازات الرباط الزوجي ؟
فاهم : هذه النظرة الموجودة لدى بعض ابناء المجتمع نظرة سطحية وسقيمة تدل على التحجر العقائدي والالتقاط الفكري من الغرب الكافر وإلا فان مسألة الأعراض عن الزواج في حقيقتها
تستبطن الانانية واللا أبالية، وعدم الشعور بالمسؤولية، وحب الدعة والراحة والكسل والرقود، فأي عبء يزعمونه إذا كان الله هو المتكفل برزق الجميع (( نَحْنُ نَرْزُقُهُمْ وَإِيَّاكُمْ ))
ومن هنا قالوا بأن الرزق توأم الزوجة لأنهما يأتيان سوية ومقترنيين إلى بيت
الزوجية.سعيد : فما هو رأيك بما نعرفه عن أفراد استطاعوا أن يهزوا العالم بأسره. مع انهم لم يقترنوا يوما" بزوجة.
فاهم : نعم صحيح .. لكنهم لم يهزوا العالم لأنهم بلا زوجة، وما يدريك انهم لو كانوا متزوجين لكان عطاءهم أكثر نضجا"
وجودة ووعيا"، ولو سألتهم عن شيء لم يفعلوه في حياتهم وودوا لو فعلوه لأجابوك بلا تردد : الزواج، ومع ذلك فأننا نتكلم عن الحالة العامة لا قليل من الأفذاذ امتلكوا ارادات صلبة ونفوسا"
قوية.ثم ان هؤلاء المعرضين لم يحدثونا يوما" انهم اعرضوا عن الزواج لانهم يريدون ان يغيروا ملامح وجه الحياة نحو الكمال
والاصلح لكي نتماشى معهم في افكارهم ونبرر اعراضهم ونستميحهم عذرا" .الشيخ : ان الافراد المتزوجين في حالة استقرار تماما" كأصحاب المدن فإن المكث الطويل في بلادهم يبعث بهم نحو
إصلاح مساكنهم وتعمير الأرض التي هم فيها والابداع الدائم لتحصيل الرفاهية في العيش ( واستعمركم فيها ) .. بخلاف الصنف الثاني التارك لهذه السنة المباركة (الزواج) فانهم كالبدو الرحل لا
يقر لهم قرار فلا يألوا اهتماما" بالبيئة التي يسكنوها ما داموا في رحيل مستمر فتراهم (غير المتزوجين) لا دافع لهم في العيش سوى إشباع غريزة النوم والأكل والشرب والغريزة الجنسية
بطرقها الملتوية المنحرفة كالعادة السرية.سعيد : ولكن الصراحة تقال : إننا مازلنا في مرحلة الصفر لم نعد شيئا" للزواج، ولم يترك لنا الاهلون شيئ نقيم به بناء الحياة الزوجية، ذات التكاليف الباهضة، ان شروط الزواج اليوم في غاية
الصعوبة والمجتمع لن يتنازل عنها فماذا نفعل ؟
فاهم : أقول لك ما قاله أحد العلماء : (الحياة قسمان لا أكثر، ينقضي القسم الاول في حلم القسم الثاني، وينقضي القسم الثاني حسرة على القسم الأول)
سعيد : لا أفهم ما تقول !
فاهم : يريد ان يقول هذا العالم ، بإن الفرد يهدر سني الشباب في أحلام خيالية طالبا" الماء في ثنايا السراب ، لانه ينتظر تحسن الدخل المعاشي، والاستقلال في السكن، وبناء العش
الفخم، وهذه الفترة هي فترة الحيرة والتردد، وهي فترة القسم الأول.وبعد أن يصل إلى خيبة الأمل، يسعى حينئذ إلى الزواج بعد كلل وملل طويل، وهنا ينظر بعين الحسرة والألم على ما فرط فى الايام الخالية، وهذه الفترة هي فترة الحسرة والندامة وهي القسم الثاني.
اذا" التفكير غير المدروس لتحصيل السعادة الخيالية وأحلام الرفاهية، هو الذي ضيع فرصة الحياة الزوجية المبكرة،
والرفاهية الواقعية .
.
.✍السيد احمد الجيزاني
أنت تقرأ
شباب في مقبرة الجنس " مكتملة "
General Fictionشباب في مقبرة الجنس السيد أحمد الجيزاني رواية اجتماعية تربوية تتطرق لموضوع في غاية الاهمية خصوصاً للشباب..