تابع فصل 12

1.8K 58 2
                                    


حاولت الثبات أمام نبرته الحانية: باريهان سألت عليك .. ياريت تبقى تشوف خطيبتك كانت
عايزاك ف إيه
نهضت منصرفة وتركت نظرات أكرم تالحقها، لقد ألقت تلك الكلمات عمدا حتى تذكره بأنه
ِليس خال  الوفاض كما يظن، هناك أخرى بحياته وطالما هي موجودة فلن تعبر عن
مشاعرها
أبدا.ا
ندى ألخيها: معاها حق يا أكرم، يار يت قبل ما تفكر ف مرام .. تقفل كل حاجه قديمة ألاول
- ماما وبابا فين؟ مش هيتعشوا؟

مستسلمة لتغيير دفة الحديث أجابته: لا اتعشوا ف أوضتهم؛ بابا مشي كتير إنهارده ع البحر
لحد ما تعب وقرر يستريح .. وماما معاه طبعا
عاد أكرم للتركيز على صحنه دون أن يعقل أي كلمة من إجابة شقيقته على سؤال، فقط ردد
ببالهة: طيب
شرد مصطفى في سعادته الخاصة لمعرفته بمدى خوف فريدة عليه، لقد كان غاضبا حين أتى
على ذهنه أنها تحب هشام، لكنه تأكد اآلن من حبها له وحده .. وبدأ يفكر في طريقة ملائمة
لمراضتها دون أن يفسد الامور معها أكثر من ذلك، فلقد تعب من كثرة الخالف بينهما.
***

هاتف أحمد والديه يخبرهم عن موعد وصوله، طلب منهم أن يكون الجميع دون استثناء
واقفين في بهو الفندق الستقباله، تعجب والديه لهذا الطلب ولكن لم يملك أيا منهم حق
اإلاعتراض.
وقف الجميع بإنتظاره والحيرة على وجوههم، فإذا خص إخوته استقباله فما شأن أشقاء
سكرتيرته، أتضح األامر كاملا عندما وصل برفقة شخصين طال غيابهما.
هتفت إيمان حالما رأت بناتها الثالث واقفات أمامها محاولة كبت شهقات دموعها: وحشتوني
يا بنات
أسرعت الفتيات للإرتماء في حضن أمهن دون أي تردد أو لحظة تفكير، مجرد رؤيتهن لها
أمامهن سالمة معافاة أنساهم إختفاءها عن محور أحداث حياتهم لثالث سنوات، حتى مرام
ركضت أمها بسعادة، مشتاقة لحنانها وحضنها الدافئ؛ فبالرغم من حنان فريدة عليها لكنها
في النهاية )أختها(، أما المرأة التي تبلغ من العمر ما يتعدى الخمسين عاما هي من ولدتها ولا
يعوض عن حنانها مخلوق.
انخرط الجميع في البكاء، حتى ندى و صابرين بكوا لبكائهم، أشفق آدم على حال زوجته
فمد يده يجذبها إلى صدره كما فعل ياسين مع زوجته، تمسكت به ندى بقوة مما جعله يزفر
مرتاحا؛ فقد خشي أن تدفعه و تصده.
ِ ظل سيف ينقل بصره بين من حوله إلى
، ينتقل من وجه باك آخر على وشك البكاء وتجمعت
الدموع بحدقتيه: هو في إيه ؟!
حمله أكرم بينما قال له مصطفى محاوال إنهاء حالة التراجيديا التي مألت المكان: في محشي
تأكل ولا تحشي؟
خرجت ضحكة من بين الدمع، أخرج أحمد علبة قطيفة حمراء اللون، لمس األارض بإحدى
ركبتيه فيما ألاخرى تقف في مواجهة صدره، فتح العلبة أمام هند المصدومة من فعلته ولا تجد
لها مبرر ا عقل
ُ
هتف ب : تتجوزيني؟
فغر الجميع فمه دهشة، لقد قرر أحمد أخير ا الزواج لكن ليس بالطريقة التقليدية بل راكعا
أمامها يترجى موافقتها أمام من يعرفونه ومن يجهلونه.
وضع عبدالرحمن كفه على كتف صهره المستقبلي: إحنا ما أتفقناش على كدا يا ابني
لم يحرك عينيه عنها: ما أنا عايز أعرف ردها عشان أتقدملها بقلب جامد
ابتسمت إيمان زقت ابنتها بزوج كأحمد وتقول
ُ
بحنان،  : خالص سيبه يا عبد الرحمن
ا تراجع
الاب مستسلما: طيب لما نشوف أخرتها
حثها أحمد على الاجابة: ها ؟ ما ردتيش ليه ؟ مش موافقة ؟

تقدمت فريدة من شقيقتها تقف إلى جوارها تعطيها الدعم الكافي وتوقظها من أحالم يقظتها،
لكزتها في ذراعها قائلة بمرح: مش موافقة إزاي ؟ دي هتموت من الفرحة ولا إيه يا عروسة ؟
ضحكت ندى على رد فعل صديقة طفولتها: إنتي متنحة كدا ليه يا هند؟ أول مرة أشوف
عروسة بتنح كدا
ابتسمت صابرين: الصدمة بتعمل أكتر من كدا
وقفت مرام على الجانب الاخر من شقيقتها العروس: لالا كدا كتير .. يا بت فوقي
اتسعت ابتسامة فريدة الماكرة: أنا هأفوقها دلوقتي
اتجهت إلى أحمد، قالت بوله مصطنع: أنا بأقول الخاتم دا عليا يبقى شكله أحلى .. ولا إيه؟
أفاقت من غيبوبتها صارخة: لا !
انفجر الجميع ضاحكا، تركت ندى جانب زوجها ووقفت خلف فريدة تمسك كتفيها محيية: أه
يا لئيمة عرفتي تفوقيها
استقامت في وقفتها تعدل من وضع ربطة عنق وهمية: إحم إحم .. تربيتي بقى ههههه
ي : يا هند موافقة ولا إيه ؟ .. أنا ركبي نملت ُ عاد أحمد صر على سماع إجابتها
صاح به مصطفى: ما تجمد ياض شويه
أضاف أكرم: عرتنا يا أخي

مرام: قصدك قتلت الرومانسية يا أخي
همست هند أخير ا بخجل وهمهمة بالكاد استطاع سماعها: موافقة
لم يصدق ما سمعته أذناه فحثها على تكرار موافقتها: إيه؟
اسندت فريدة خدها إلى قبضتها الصغير متنهدة: هيـــــــــــــــــــــــــح بولوبيف
كان كل من مر بهم يتوقف كي يرى رد فعل العروس، تعالى التصفيق والصفير في المكان تحية
للعريس ومباركة له على فوزه بحوريته.
جلسوا في استراحة وعقد الاتفاق على أن يتقدم أحمد لها فور وصلهم القاهرة على حسب
العادات المتعارف عليها، تعجبت من عدم إتمامها العمل الذي أتت بسببه؛ فقد حجز لهم
أحمد على أول طائرة متجهة إلى القاهرة وهي بعد عدة ساعات حتى يتموا للااستعدادات قبل
وصوله مع أهله لطلبها رسميا.
ابتسم أحمد موضحا: أصلي جيت الصبح بدري وخلصت كل شغلي معاه ف بورسعيد، بعدين
جيت على هنا مع أهلك بس فاضل حاجات بسيطة هأخلصها وبعدين أحصلكم
تعجبت والدته من استعجاله الامور: وليه السرعة دي يا ابني؟
أجابها معلقا نظره بهند الخجلى: أنا ضيعت وقت كتير ومش مستعد أضيع أكتر
خجلت أكثر من نظراته المدققة بها تلك النظرات الرمادية التي عشقها و عشقت صاحبها.

سألت مرام والدتها: بس يا ماما إنتي مش قولتي مش هتعرفوا تنزلوا السنة دي كمان ؟
ربت عبدالرحمن على كتف أحمد باسما بإمتنان: أحمد كتر خيره بعد ما أصر إني أنزل معاه
مصر قولتله على صاحب الشركة ومنعه عني الاجازات ونزول مصر ولا هيطالبني بالشرط
الجزائي اللي ف العقد، بس الصدف إن أحمد يكون بينه وبين الشركة دي عقد والشرط
الجزائي فيها كبير، هدده لو ما سمحليش أنزل إنه هيلغي العقد ويخليه يدفع الشرط الجزائي
اللي أصال أكبر بكتير من الشرط اللي حططهولي
ضاقت نظرات ياسين فوق ابنه: بس المفروض كان أنت اللي تخاف يا أحمد؛ عشان أنت
اللي هتلغي ف يبقى أنت اللي هتدفع
ارتفع جانب أحد شفتيه بثقة: لا، ما هو الراجل علشان بيخسر فقبل بأي عقد وخالص، وأنا
كنت حاطط فيه شرط لو أي حد فينا لغى العقد هو ف الحالتين اللي هيدفع إلي الشركة
بتاعته كانت بتوقع وأنا خو فت على شغلي بردو
دعت صابرين بأسى: ربنا يفك زنقة كل محتاج
آمنت إيمان خلفها، التفت عبدالرحمن إلى والد أحمد مباركا له فيه: ربنا يحفظ لك ابنك ..
نعم التربية ونعم الرجوله
اتسعت ابتسامة ياسين فخر ا بولده: ويخليك بناتك، نعم الاخالق والدين والتربية
.

ده الجزء المعدل اللي كان ناقص

انا وانت يساوي حيث تعيش القصص. اكتشف الآن