الفصل ٢٠ والأخير

3.8K 130 9
                                    

بعد الظهر تقابل أكرم و مرام مع فريده ومصطفى ليتمتعوا سويا بالجلوس أمام البحر واستنشاق هواءه الرطب الممتزج برائحه الملوحه وكان الشاطئ خاصا فقد كان مخصصا لعدد من الشاليهات التي أتخذوا منها اثنين ولكن لان تلك فتره امتحانات وخصوصا الثانوية العامة فلم يكن هناك أحد تقريبا فكل حين يمر شخص ويرحل سريعا مما سهل على الفتاتان أن تنعما ببروده البحر النسبيه قليلا وبعد مضي فترة
وضع مصطفى يده على بطنه: أنا هاموت من الجوووع
أكرم: تصدق وأنا كمان هههههه
مرام: خلاص حد يروح يشتري أكل
مصطفى: انا هاروح عشان انقنق فيه في الطريق شوية
فريده: وانا هاجي معاك .... عشان أنقنق
مصطفى ممسكا بيد فريده: يلا يا ديده
أكرم صارخا من خلفهما: المهم تعملوا حسابنا معاكوووا هههههههه
التفت أكرم لمرام ليجدها شارده في عالم اخر: مالك يا مرام؟
مرام بهمس: مافيش
أكرم ممسكا بكتفيها ومديرا جسدها باتجاهه: لا فيه انتي من الصبح وانتي مش على بعضك ومستني تتكلمي لوحدك بس يظهر انه انا لازم اسألك
مرام متنهده: اصل كان فيه حاجه كنت عايزه اقولك عليها بس خايفه
أكرم بابتسامه: قولي وماتخافيش ... ولا شايفاني بعبع؟
مرام: لا بس خايفه من ردت فعلك
أكرم: خلاص قولي ونشوف
مرام ناظرة للارض: الفتاة المجهوله تبقى...أنا
أكرم: ايه؟
مرام ببكاء: انا والله ماكان قصدي حاجه بس انا حبيتك من اول يوم شوفتك فيه وانت عمرك ما ادتني وش خالص فبدأت ابعت الرسايل يمكن تعرف انا مين لوحدك بس بعد كدا عرفت اني غبيه ازاي هتعرفها وانت بتشوفها اكنها مش موجوده بس فضلت ابعت لانه مادام مش عارفه اكلمك مباشر اكلمك عن طريق الورق وبعدين عرفت انه كل دا غلط وانه ماينفعش اعمل كدا فبطلت بس والله ما كان قصدي لا العب بيك ولا حاجه
بعد فترة طويله من الصمت رفعت مرام وجهها لترى سبب صمته ولدهشتها وجدته يبتسم: انت بتضحك على ايه؟
أكرم: على غباءك يا حبيبتي
مرام بغيظ: تشكر يا ذوق
أكرم:ههههه مش قصدي حاجه وحشه بس انتي لو كنتي قولتيلي من الاول كان زمانا مع بعض من زمان
مرام: قصدك ايه؟
أكرم: انا فضلت فتره عمال اقول انا باحب مرام ولا الفتاة المجهوله اكتر يا ترى مين فيهم يا ترى مين فلو حضرتك كنتي قولتي من بدري كنتي وفرتي عليا وعليكي فتره ووقت كبير
مرام: ما انا خوفت تبعد عني وتفتكر اني ضحكت عليك
أكرم: بالعكس انا كنت عايز اشوفها واعرفها لاني كنت بدأت احبها بس ازاي اتأكد من مشاعري وانا ماشوفتهاش؟
مرام: طيب والرسايل فين دلوقتي؟
أكرم بأسف: حرقتهم اليوم اللي قبل كتب كتاب أحمد وواليوم نفسه كنت سبت باريهان وكنت لسه هاطلبك للجواز لاقيت سي سامر طلبك وانتي وافقتي قولت يبقى ماحبتنيش واتمنتلك السعاده معاه
مرام وهي تضمه: انا بحبك اوي ماقدرتش افكر اني اتجوز غيرك حتى انا مش عارفه قولت سامر موافقه ازاي بس يمكن بسبب كلام باريهان معايا اللي عصبني
أكرم: ليه؟ قالتلك ايه؟
مرام: قالتلي انه هتجوزك وقالتلي اشوف انا ايه وهي ايه عشان اعرف هو هيفضل مين فينا على التانيه
أكرم: طبعا انتي حاجه وهي حاجه ... بس حرام دي ميته دلوقتي وزمانها بتتحاسب ... انسيها وانسي كل كلمه قالتهالك
اطاعته مرام واستمروا في الحديث والمزاح والضحك حتى عاد مصطفى وفريده ومعهم الغداء"بيتزا" ...فتح أكرم إحدى العلب فوجدها فارغه: ايه دا؟
مصطفى بلا مبالاه: بيتزا
أكرم: وهي فين البيتزا اصلا؟
مصطفى مشيرا لمعدته: هنا
أكرم بغيظ: اما هي هنا ... جايب العلبه ليه؟
مصطفى ببرود: ذكرى
أكرم متوجها لمصطفى: ذكرى؟ دا انا اللي هاخليك ذكرى!
فنهض مصطفى مسرعا يركض خلفه أكرم حتى امسك به: مش هارحمك يا مصطفى!
مصطفى: برئ يا بيه برئ يا بيه
أكرم: ههههههههه دا منظر واحد برئ؟ دا منظر مسجل خطر!
فريده مدافعه عن مصطفى: وهو فيه مسجل خطر شعره ناعم كدا؟ ولا عينيه عسلي كدا؟
مصطفى بوله: وهو فيه مرات مسجل خطر قمر كدا ولا خدودها بتحمر كدا
مرام: احم احم ... نحن هنا ياسي مصطفى
مصطفى: ههههههههه وهو فيه اخت مرات مسجل خطر دمها خفيف كدا
أكرم : لالالالا مراتك وقولنا حقك انتوا حرين سوا لكن مراتي واستوب
مصطفى معدلا هندامه: استوبين تلاته
وقف مصطفى ليضم فريده اليه من خصره ليهمس باذنها: انا حاسس ان رجلك نملت
فريده بدهشه: لا مافيهاش حاجه
مصطفى: لا لا لا انا جوزك وانا ادرى ... هي منمله
وسحبها مصطفى قائلا: احنا هنروح نفك التنميل يلا سلام
مرام مستغربه: تنميل ايه؟
مصطفى: لا دي حاجه بيني وبين ديده كدا
أكرم: ههههههه ماشي ياعم ماشيه معاك حلاوة
مصطفى: يخرب بيت قرك يا اخي ماهي مراتك جنبك اهي! ولا هي الكحكه في ايد اليتيم عجبه؟! يابااااااااااي
فريده: خدي جوزك يا مرام وروحي لاحسن ياخد ضربه شمس
أكرم: ههههههه لا اله الا الله
مرام: ههههههههههه دول عقلهم خف خالص
أكرم مقتربا من مرام: انا باقول نروح نعمل زيهم ولا ايه رأيك؟
مرام بخجل: اللي تشوفه
أكرم: يبقى على بركه الله
وانطلق كلا منهم الى الشاليه الخاص به مع عروسه ليكملوا اسبوع العسل على هذا المنوال مع زيارة بعض الاماكن في مرسى مطروح ابتداءا من سوق ليبيا إلى شارع الاسكندريه مرورا بشاطئ عجيبه وصولا لشاطئ الغرام وصخرة ليلى مراد.....
@@@@@@
بعد مرور 3 سنوات ...
^^^^^^^^^^^^^
اجتمع الجميع للاحتفال في مزرعه مصطفى التي تحسنت حالها كثيرا وقد عاد لما سمعتها الطيبه التي كانت قبل وفاة والديه أي قبل استهتاره بحياته وبدء التصرف بطيش كبير فلم يكن هناك سبب ليهتم بحياته وسمعته وعمله حتى تعرف على فريده فاصبحت كل حياته تلك المرأة التي وقفت بجانبه في اشد الاوقات صعوبه تحملت عصبيته عند تعرضه للضغط او التوتر كانت له خير انيس وافضل صديقك... كانت نعم الزوجه فقد حملت عن كتفيه حمل نصف اعباء المزرعه فقد تولت مسئوليه الجزء المسئول عن الماشيه والحيوانات ولم تكن تزعجه بمشاكل ذلك الجزء بل كانت تحل مشاكله بكل هدوء فهي تعلم انه مشغول بجزء الزراعه والمحاصيل كما انه لا يفقه شيئا في امور الحيوانات فقد درس بكلية الزراعه فكان ذلك مجال دراسته وعمله
أتت اليوم كلا من هند ومرام مع زوجيهما واطفالهم فقد رزقت هند بجاسر بينما رزقت مرام بياسين الصغير وجاءت ندى مع آدم وسيف كما انها بشهر الـسادس من حملها الثاني برفقه والديها فقد استقر آدم اخيرا بالقاهره وترك عمله بامريكا لاصرار ندى على ان يدخل ابنها المدارس في وطنها ويتعلم بها فبالرغم من ارتفاع مستوى التعليم في أمريكا ولكن يبقى ابنها سيف عربيا مسلما ولن تقبل يوما ان يستهين بدينه او اخلاقه فلا ترغب ان يعتاد ابنها على رؤية الفتيات بتلك الملابس التي تظهر اكثر مما تستر وغيرها من الامور الاخرى التي اقتنع بها آدم بشده ووافق على الاستقرار في القاهره
اما والدي فريده فقد اتوا للعيش معا في المزرعه منذ انتقالها اليها فقد اتفقت الاخوات الثلاثة على ان يسكن والديهن مع اي منهن حسبما يقررا ذلك فلا يجب ان يتركهما وحدهما في هذا السن وكأن دورهما في حياتهم انتهى في البدايه رفضوا بشده حتى اقنع مصطفى عبدالرحمن ان يذهب للعيش معهم في المزرعه حيث الهواء المنعش والمناظر البديعه فتريحهم من جه المدينه وصخبها كما طلب منه العمل معه في تلك المزرعه فهو بحاجه لان يعمل معه اشخاص يثق بهم جيدا فقد شرح له ما حدث من سرقه وتدهور لاحوال المزرعه وعندما لاحظ تردد عبدالرحمن في الموافقه اخبره انه سيتعامل معه كأي شخص اخر فالعمل عمل والامور الشخصيه شئ لا علاقه له بذلك فوافق عبدالرحمن مستريحا من ذلك الوغز في قلبه شفقة على حاله فبعد ترمه العمل في شركة دبي لم يقبل احد ان يوظف رجلا كبير السن مثله وايضا عنده مرض بالقلب مما يجعله لا يبذل مجهودا كبيرا فاصبح في حاله يرثى لها فقد اصبح يجلس مثل زوجته في المنزل دون عمل او اي شئ مفيد على الاقل إيمان كانت تقوم بالطهو اعمال المنزل الاخرى بينما هو لا يملك ما يفعله سوى التحديق بتلك الشاشه المضيئة طوال اليوم من الاستيقاظ وحتى النوم فكان عرض مصطفى له بمثابة طوق النجاه له...
كان اليوم هو عيد ميلاد يوسف الثاني ...
انه يوسف مصطفى بهيج لك الطفل الذي ورث خفة دم والديه وكل صفاتهما الجيده وبالطبع هناك صفات سيئه كسرعه الغضب وبعض الاستهتار ولا يخلو الامر من الغيرة على فريده فيبدو انه طبع في عائله مصطفى يورث أبا عن جدا
جهزت الطاولة الكبيرة في الخارج حيث الهواء المنعش والروائح النفاذة للفواكه المرزعه وضوء القمر ينير السماء معلنا منتصف الشهر الهجري والسماء صافيه وتبدو النجوم لامعه كأنها تشاركهم الاحتفال بذلك الحدث السعيد
وما ان جلسوا على الطاولة حتى اطلقت الالعاب النريه في السماء التي اتفق عليها مصطفى مع أكرم ليحضرها معه مفاجأة ليوسف فهو يعلم حبه بل عشقه لتلك المفرقعات الناريه وبينما الجميع ينظر للسماء مستمتعا بتلك الاضواء التفت مصطفى ممسكا بيد فريده التي تجلس بجواره : كل سنة واحنا مع بعض ويوسف بخير
نظرت له فريده بحب: اللهم آمين
مصطفى مستجيبا لنظراتها قائلا بشغف: انا حاسس انه رجلي منملة ما تيجي تفكيهالي
فريده ضاحكه وهي تنظر إلى بطنها فهي في شهرها الثامن: ما اعتقدش انه فيا نفس اقوم من على الكرسي اصلا
مصطفى متنهدا بضيق: يظهر انه الست مريم هتطلع عينينا من دلوقتي
فريده:هههههههه يعني هي حلوة على يوسف وعليها لا؟
مصطفى وهو ينظر بعينيها في عمق: ومين قال انه كنت ساعة يوسف مبسوط بكدا يعني؟
فريده مربته على يده: خلاص كلها شهرين بس
مصطفى بغضب مكتوم: هما الشهرين دول شوية؟... ربنا يستر عليا وما اموتش قبلها من الحسره
فريده بفزع: إخص عليك يا مصطفى! اوعى اسمعك تقول كدا تاني! بعد الشر عنك !
مصطفى بوله: خايفه عليا؟
همت فريده بالاجابه عندما آتى هشام محييا مصطفى مقاطعا اياها فزفر مصطفى بضيق شديد على تلك المقاطعه غير المستحبه بالمرة: اهلا يا هشام ... فيه حاجه ولا ايه؟
هشام بخجل: لا ابدا يا أستاذ مصطفى ... انا جيت بس ابارك ليوسف واديله هديته
نظرت فريده الى مصطفى لائمه اياه على تلك الطريقه وقالت بابتسامه: الله يبارك فيك يا أستاذ هشام... ماكانش فيه داعي تتعب نفسك
هشام: لا تعب ولا حاجه دا يوسف دا حبيب الكل ربنا يحميه
فريده: آمين
هشام: طب عم إذنكوا بقى هأدي يوسف هديته واستأذن انا
فريده: ما انت قاعد معانا شوية
هشام: لا معلش عندي شغل الصبح بدري
فريده: ربنا يوفقك
انصرف هشام لينظر مصطفى إليها: ما كنتي امسكي فيه شوية كمان ولا اقولك كنتي قومتي جبتيله كرسي بالمرة وفرشتيله الارض ورد!
فريده لائمه: دا بدل ما تعتذرله على الطريقه بتاعتك دي! كسفت الراجل وهو ما عملش حاجه
مصطفى باستهزاء: اكتر من اللي انتي عملتيه ؟
فريده متأففه: مش انت اللي مشغله هنا؟ بتغير ليه بقى؟
مصطفى باختناق وغضب مكتوم: دي اكبر غلطه عملتها في حياتي ومش قادر اعمل حاجه معاه عشان وعدته
فريده مطمأنه: وانا مش باحب غيرك ولو خيروني بينك وبين رجالة الدنيا مش هاختار غيرك فهمت!
استرخى مصطفى كثيرا وعادت الابتسامه الى وجهه ليصيح أكرم به: بتتكلموا في ايه يا خلابيص!
مصطفى: ياعم روح انت التاني.... ماهو قرك دا اللي جابني ورا ! اشوف فيك يوم يا بعيد
أكرم بحسره ناظرا لمرام التي تحمل الصغيره بين ذراعيها تحاول ان تجعلها تنام: شوف ياخويا براحتك اكتر من كدا ايه
مصطفى: ههههههه أحسن! ماهو من اعمالكم سلط عليكم
أكرم بندم: الواحد قعد يدعي انها تجيب واد عشان نبقى قوة ساحقه عليها
أحمد ضاحكا: وحصل ايه؟
أكرم بخيبه: انا اللي بقيت مسحوق ياعم
مصطفى: مسحوق غسيل ولا مواعين
آدم ضاحكا: مش فارقه كتير... اهو كله بيغسل في الاخر
أكرم بضيق: اتريقوا اتريقوا ما انتوا مش حاسين بيا
هند: فتره وهتعدي يا أكرم ما تكبرهاش كدا دي يدوب 3 شهور بس
أحمد: انت عارف سبب اللي انت فيه دا ايه؟
أكرم بلهفه: ايه؟ يمكن الاقي له حل!
أحمد ضاحكا: نيتك السودا يا كرومه ههههههه
أضاف مصطفى مقهقها: ايووووه فضل يتريق على كل واحد فينا لما مراته حملت وولدت وكان شمتان فينا اووي كل دا عشان كان مأجل الخلفه لحد ما يخلص الدراسات العليا بتاعته عشان ما يتعطلش واهو بقى حاله من حالا ساعتها
أكرم بندم: ياريتني ما كنت أجلت اهو كانت تعدي الفتره دي وهو مشغول لكن كدا! هاموت بدري من الحسره
آدم:هههههههههه عشان تصفوا النيه بقى
مرام هاتفه في أكرم: أكرم! هاتلي الشوخشيخه بتاعت ياسين من الشنطه جوه بسرعه
آدم: ههههههههههههه بقى اخرتك شوخشيخه يا كرومه هههه صحيح الدنيا يوم لك ويوم عليك!
مصطفى:ههههههه قصدك يوم لك وياسين عليك ههههههههه
أحمد: هههههههه تصدق اه
أكرم ناهضا بغضب: يوووه انا مش هاخلص منكوا انا داخل!
مصطفى مستمرا في الضحك: طب انا باقول انك تجيب الشنطه كلها بدل ما تفضل طول الليل رايح جاي اصل يا هتبتدي بشوخشيخه وتخلص بممكن تغير له يا حبيبي البامبرز ههههههه
دخل أكرم شاعرا بالغيظ من كلامه لكنه فعل كما نصحه مصطفى فعاد حاملا الحقيبه الخاصه بياسين كامله لتختار منها مرام ما تريده وعندما شاهدوه قادما قهقهوا جميعا على تعبيرات وجهه البائسة حاملا الحقيبه فقد مروا بنفس ظروفه ولكنه لم يشعر بأحد منهم حتى وضع في محله!

ليس هناك نهايه فستستمر الحكايــــــه

انا وانت يساوي حيث تعيش القصص. اكتشف الآن