الفصل ١٥

2.8K 96 2
                                    


اصبحت الساعه واحده صبحا دون ان يأتيهم اي خبر او معلومه من ذلك الرجل مره اخرى فقد جهزوا الاموال المطلوبه وينتظرون فقط امره لينطلقوا اليه لتحرير فريده من بين يديه القذرتين ولكن الانتظار طال وليس هناك اية أخبار كان التوتر يسود الجو عندما دخل عليهم سيف بابتسامته الطفوليه متجها حيث تجلس مرام ليمسح دموعها التي ما ان تتوقف حتى تعود للهطول بغزارة أكبر مرة أخرى: مس تعيطي يا ململ
مرام وهي تضمه لصدرها: ازاي بس؟
سيف ببراءة: وانتي بتحيطي ليه اثلا؟
ندى وهي تجذبه اليها: تعالى يا سيف وسيب مرام في حالها
سيف مكررا: طب هي بتحيط ليه؟
آدم مغيرا الحديث: وانت مالك بقيت مبسوط كدا فجأة ما تفرحنا معاك!
سيف بفرحه: عسان سوفت ديده!
نظرت الجميع اليه بصدمه فكيف رأها وهو طوال الوقت يجلس بغرفته هل من المعقول ان تدخل غرفته دون المرور اليهم افاقوا على انطلاق مصطفى اليه ليحمله ويضعه على قدميه جالسا به: شوفتها فين يا سيف؟
سيف: في الحلم!
تنهد مصطفى بخيبه امل: حلم؟
ندى: وشوفت ايه في الحلم يا سيف؟
سيف متذكرا: سوفتها كانت نايمه وفيه حواليها دم كتيل اووي بس بعدين جه واحد كدا انا ما اعلفوش وشالها وجابها هنا !
نظركل الجالسين الى بعضهم البعض ليتبادلوا نظرات الحيرة التي شعروا بها متمنين تحقق حلم سيف وعودة فريده اليهم في اقرب فرصه...!
---------
حاول مجددا ومجددا مرارا متكرار ان يجعلها تستيقظ وتفيق... حتى من أجل ان تصلي.. ان تشرب ولكن لا حياة لمن تنادي وجد حرارتها مرتفعه جدا وتهذي بكلمات غير مفهومه فكر كثيرا: اكيد اكيد الجرح! ربنا يستر وما يحصلهاش حاجه اكتر من اللي هي فيه دا....
تركها ترتعش من الحمى وتهذى والعرق يتصبب من كل انحاء جسدها وكأنها صنبور بيه وقد ترك ليفرغ ما بداخله دون ان يعبأ باغلاقه احد
اتصل سعد بباريهان: الحقيني!...
باريهان بفزع: في ايه؟! هببت ايه المرة دي كمان؟
سعد: البت بتتنفض من السخونيه انا خايف لتموت بسبب الجرح
باريهان متنهده: خضتني!... ما تموت ولا تتحرق بجاز!..المهم الفلوس
سعد: اه ماهو انتي بتقولي كدا عشان انتي بعيد لكن انا اللي هاروح فيها
باريهان: والله انا قولتلك اخطف بس لكن انت اللي طولت ايدك بالسلاح
سعد: على العموم لو اتمسكت هاجيبك معايا مش هارحمك! اه ماهو يا نعيش احنا الكل يا نموت احنا الكل!
باريهان: عليا وعلى اعدائي يعني؟
سعد: الله ينور عليكي...فساعديني احسنلك!
باريهان: خلاص خلاص... تعالا لي البيت ماما مش هنا وهنعرف نتكلم براحتنا!
سعد: ايوه كدا تعجبيني ... مسافه السكه وتلاقيني عندك
اغلق الخط ونظر الى فريده فوجدها على نفس الحال فغادر متجها الى منزل باريهان حتى يجد حلا لتلك المعضله!
لم يلحظ سعد تلك العيون المختبئه التي تراقبه والتي انتهزت فرصه خروجه من المكان واتجهت بخطوات سريعه الى تلك الصبيه الراقده تهذي من الحمى اقترب منها ذلك الشخص وهو يساعدها على النهوض: ابوس ايدك قومي معايا بسرعه قبل ما يرجع لو عايزه تفضلي عايشه وترجعي لاهلك
حاولت فريده فتح عينيها لترى المتحدث ولكنها لا ترى بوضوح فقط شخص وكأن على وجهه الكثير من الضباب ولكنها تعلم صاحب هذا الصوت نعم تعرفه فدققت أكثر في وجهه ثم همست: هشام؟
تعجب هشام من معرفتها به فدقق هو الآخر بها صارخا: انتي!فريده!
ولكن فريده غابت عن الوعي فحملها راكضا إلى الطريق العام ليوقف اول سيارة تقابله.... بعد انتظاره ما يقرب من الربع ساعه مرت سيارة فاخبر سائقها ان زوجته جاءت لزيارة قبر أحد والديها وفجأه سقطت مغشيا عليها شك الرجل بامره فقد رأى بقع الدم على ملابسه فنظر اليه مستفهما فاجابه: اصلها كانت حامل ...تفهم الرجل ظروفه وحمله الى قلب المدينه سائلا: تحب اوديكوا المستشفى؟
هشام بسرعه: لا لا امشي وانا هاوصفلك الطريق
الرجل: بس دي شكلها تعبانه اوي
هشام: اه اصل البيت اللي هاخدها عليه فيه دكتوره قريبتنا ... اصل انا ما باخليش راجل يكشف على مراتي واكيد مافيش دكاتره ستات دلوقتي في المستشفيات
تفهم الرجل طباعه وأخذه إلى حيث طلب فوقف امام منزل كبير قرأ الرجل على اللافته بصعوبه "فيلا السويفي" هبط هشام حاملا فريده واشار للرجل بان ينتظره فاطاعه فقد اعطاه مبلغا من المال ليس بقليل وبينما هشام يتجه إلى باب المنزل حاملا معه فريده همس لها في أذنها كان نفسي اعملك اكتر منك كدا بس مش بايدي سامحيني.... تركها على عتبة المنزل ودق جرس الباب وهو ينظر لها مودعا ثم عاد راكضا حيث العربه بانتظاره وانطلق ....
---------------
في منزل يشبه فيلا السويفي ولكن كان يشكو من الخراب بعض الشئ فقد اهملت الحديقه حتى اصبحت في حالة مزريه جدا بعد ان تم الاستغناء عن البستاني بسبب عدم توفر المال الكافي
اقترب سعد والرغبه تتصاعد من عينيه متجها إلى باريهان التي كانت تتراجع تتراجع حتى اصطدمت بالجدار خلفها فهوى عليها سعد بجسده الضخم مقارنة بجسدها الضعيف ويتلمس جسدها بيديه الخشنتين القذرتين وهي تحاول دفعه بعيدا عنها فتتدفع ذقنه بيد حتى لا تشم رائح انفاسه المليئه بالحشيش والمخدرات وتدفع يده التي تلمسها باليد الاخرى صارخه فيه: ابعد عني يا حيوااااان!
كان سعد مغيبا بما تناوله من مذهبات للعقل ولم يهتم كثيرا بما تقول فقد كان منشغلا بلمسها ومحاولة التقرب منها ظلت تقاومه وتلوح بيدها في الهواء حتى وقعت على سكين صغير تستخدم في فتح الرسائل كانت قد تركتها والدتها بعد ان فتحت بها رسائل الدائنين المستمره وتركتها على الطاولة قبل ان تغادر فقبضت عليها باريهان بقوة كأنها وسيلة نجاتها الوحيدة من ثم انهلت بالطعن بها على جسد سعد وظلت تطعنه وقد فقدت السيطره على عقلها وتصرفاتها مصابه بهستيريه وسقط سعد على الارض ينزف من كل مكان في جسده متأوها وهي مازالت تستمر في طعنه وهي تسبه وتلعنه صارخه: حيوان..حقير..قذر!
----------------
دق جرس الفيلا وهم منتظرين تعليمات الخاطف لينال امواله وينالوا فريده في المقابل....اتجهت ندى لتفتح الباب فلم تجد أحدا همت باغلاقه حتى لاحظت شيئا غريبا ملقى ارض فنزلت بنظرها تدريجيا لترى جسد فريده الغارقه في الدماء ملقى أمام ناظريها فركعت بجوارها صارخه: فــــــــــــريـــــــــــــده!!!!!!!!!!!!!!!!!
انطلق الجميع الى حيث تجلس ندى وهي تبكي ودفع مصطفى الجميع ليسبقهم إليها وما ان رأى الدماء التي تغرق بها حبيبته حتى حملها وركض بها إلى سيارته ولحقه الجميع بعد ان وضعها في المقعد الخلفي ركب مكان سائق السيارة واندفعت مرام بجوار اختها وأكرم بجانب مصطفى في الكرسي الامامي منطلقين خلفهم باقي العائله ... كان مصطفى يسرع لاقرب مستشفى حتى ينقذها باسرع ما يمكن فهو لا يستطيع الاستغناء عنها بعد الآن وحاول أكرم ان يجعله يقلل من سرعته ولكن مرام صرخت به: سيبه يسوق بسرعه! انت مش شايف غرقانه فدمها ازاي! دي بقالها يومين بتنزف!
وصلوا المستشفى أخيرا سالمين ومصطفى يحمل فريده لتأتي عدة ممرضات يقودون ترولي ليضع مصطفى فريده عليه ويأتي الطبيب راكضا معطيا تعليماته للممرضات: دخلوها على اوضة الكشف بسرعه!
وقف مصطفى خارج الغرفه يسمع تعليمات الطبيب الاخيره: قيسيلي الضغط وانتي شوفيلي فصيلة دمها ايه! قبل اغلاق الباب في وجه مصطفى ودموعه تجري على عينيه دون ان يستطيع ايقافها وظلوا منتظرين حتى خرج الطبيب فتوجهوا اليه
إيمان باكيه: فيها ايه بنتي يا دكتور؟
الدكتوربهدوء: هندخلها العمليات دلوقتي
إيمان ضاربه بيدها على صدرها: عمليات!
الدكتور متابعا: ايوه... نزفت كمية دم كبيره اوي والجرح ملتهب
هند: ايوه دا بقاله يومين على الحال دا يا دكتور
الدكتور بدهشه حقيقيه: يومين؟ جرح بالمنظر اللي شوفته ما يخليهاش تعيش اكتر من كام ساعه بس!... يظهر انه ربنا واقف معاها ومديها عمر ادعولها... وياريت حد يتبرع بدمه ليها ضروري هي دمها
A+
مصطفى بسرعه: انا برده كدا
نظر الطبيب إلى الممرضه قائلا: خديه بسرعه وانقليلي دم فورا
وانصرف الطبيب ليستعد للعمليه و مصطفى ذهب برفقه الممرضه ليتبرع بدمه لفريده لتبقى على قيد الحياه......

انا وانت يساوي حيث تعيش القصص. اكتشف الآن