ركضت مرام حامله سيف بين ذراعيه وظلت تركض حتى وجدت نفسها تقف على بيت بأول الحي وتدق بابه لتفتح لها السيده زنوبه: مرام!
فزعت زنوبه لحالتها فاسندتها لتدخل وكانت مرام وسيف كلا منهما متشبثا بالاخر واجلستها زنوبه على الاريكه وذهبت إلى الداخل لتحضر لها بطانيه لتدفئها لعل ارتعاشها يتوقف من ثم أحضرت لها كوبا من الليمون الساخن لتهدئ اعصابها
زنوبه بقلق: مالك يا مرام فيه ايه يا حببتي بس؟
فجأة تركت مرام سيف ينزل من حضنها ويقف ينظر اليهم بصمت ورأي كيف ألقت مرام بنفسها بين ذراعي تلك السيده لتبكي وتبكي وتبكي دون توقف....وصل أكرم برفقه مصطفى وصعدوا بسرعه إلى شقه عبدالرحمن ليجدوا الباب مفتوحا على مصرعيه كما تركته مرام بعدما ركضت خارجه فدخلوا وكلا منهم ينادي منتظرين سماع إجابه مرام و فريده وسيف او على الاقل أحدا منهم حتى دخل أكرم غرفه مرام فرأى تلك البقعه الكبيرة من الدماء على الارض فصرخ بصوت عالي: مرااااااااااااااااااام
عندها لحق به مصطفى وقد صدم ايضا لرؤية تلك الدماء: فـ..ر..يـ..د..ة
جاءت أم جلال القاطنه في الشقه المقابله بسرعه : فيه ايه ؟
لترى تلك البقعه من الدماء تبدأ بالصراخ كأي من بنات حواء ليجتمع الجميع ويتصل أحد الجيران بالشرطه ومازال مصطفى وأكرم كلا في صدمته لاحتمال فقده المرأة التي يحب ! ونسي كلا منهما أمر سيف...
--------
التفتت زنوبه الى مرام تاركه النافذه لتخبرها: دي عربيات بوليس..انا باقول تروحي توريهم نفسك عشان يعرفوا انك بخير
مرام وهي تنظر الى سيف النائم على الاريكه بجوارها ثم تعود بنظرها الى زنوبه: مش قادره اتحرك وسيف نايم لو صحي فجأة ومالقنيش جنبه هيتخض... توقفت لتبكي قليلا وتعد للحديث قائل: دا غير اني لو سمعت حاجه وحشه عن فريده انا ممكن اموت فيها!
زنوبه وهي تقوم بامساك ملابسه وتطلق بعد التفافات بها: تفي من بؤك بعد الشر الشر بره وبعيد ! ان شاء الله هتكون بخير
مرام: يا ريت!
زنوبه وهي تمسك بحجابها وتضعه على رأسها وتفتح الباب: انا هاروح اقولهم انك عندي... ليجي حد من عيلتك يا بنتي ولا فريده تكون قلقانه عليكي ولا حاجه
انطلقت زنوبه الى منزل مرام وهي تدعو في سرها ان تكون فريده بخير وان لا يصيبها مكروه وصعدت إلى البنايه وحاولت دخل الشقه ولكن العسكري منعها: ممنوع يا ستي
زنوبه: بس انا عايزه اشوف الظابط ولا حد من اللي هنا ... اصل مرام والواد الصغير موجودين عندي يا ابني!
كان الضابط ومعه أكرم الجالس في حالة انهيار ومصطفى من يتحدث مع الضابط محاولا ان يتمالك اعصابه فقد يتوصل لشئ يفسر ما حدث عندما سمعا كلام تلك السيده فاسرع اليها مصطفى وتبعد الضابط وبالنهايه أكرم: انتي عارفه مكانهم فعلا؟
زنوبه: ايوه يا ابني هما عندي في البيت دلوقتي
أكرم بلهفه: يعني مرام عندك!
زنوبه: اه هي والواد الصغير اسمه ... اسمه...
الضابط: سيف؟
زنوبه: ايوه اسم الله عليك سيف
مصطفى بتردد: اومال ما جبتيش سيرة فريده ليه؟ هي مش معاهم؟
طرقت زنوبه بيدها على صدرها بشده قائله بفزع: لهو فريده مش هنا؟
الضابط: لا احنا جينا ماكنش فيه حد هنا
أكرم: يعني هي مش عندك؟
زنوبه: مرام جاتلي وهي شايله الواد وكانت بتتنفض يا حبة عيني وعماله تبص وراها ولما هديت وحكيتلي اللي حصل وقالتلي انه بعد ما المزغود الهي يجحمه مطرح ما راح بعد ما ضرب فريده بالسكينه ....
صرخ مصطفى: سكينه!...... يعني الدم اللي جوا دا بتاع فريده!
الضابط: استنى بس يا أستاذ مصطفى خلينا نسمع للاخر...كملي يا حاجه
اكملت زنوبه: لما ضربها بالسكينه زعقتلها فريده وقالتلها تاخد الواد وتجري بعيد وفعلا مرام خدته وجاتلي البيت لكن انا ما شوفتش فريده!
أكرم: وانتي بيتك فين؟
زنوبه: هنا يا ابني على اول الحي مش بعيد
أكرم: طب ممكن تاخدينا عندك لو سمحتى؟
زنوبه مرحبه: البيت بيتك يا ابني تنور وتأنس
أكرم: تسلمي يا حاجه
واتجه الضابط وبعض العساكر برفقته بينما كان أكرم يمسك بذراع مصطفى الذي فقد الاحساس بالدنيا ومايدور حولها فقد كان تفكيره ينصب على فريده وهو يتذكر تلك الدماء فهي لها وبدأت يبكي بصمت فنظرت له زنوبه وقد لاحظت دموعه: بتحبها يا ابني اوي كدا؟
مصطفى وهو ينظر اليها: اكتر من نفسي
زنوبه وهي تطرق على كتفه بهدوء: ان شاء الله تكون بخير و ربك هيعطرك فيها
مصطفى: آمين آمين ادعيلها يا حاجه
زنوبه بابتسام خفيفه: مش محتاج تقولي يا ابني دي زي بنتي ربنا يحرصها ويخليها لشبابها ويرجعهالنا بالسلامه
وعندها وصلوا الى منزل زنوبه ففتحت الباب بمفتاحها قائله: اتفضلوا اتفضلوا دا البيت نور !
دخل أكرم فوجد فتاة تلبس عباءة واسعه جدا جدا عليها وتضع حجابا وتشبه في ملابسها السيده زنوبه وملامحها شاحبه وعينيها حمراوان من كثرة البكاء ولكن على الرغم من اختلاف شكلها ولكن عرف هويتها عن طريق قلبه الذي ما ان رأها حتى بدأ يدق مرة أخرى معبرا عن فرحته برؤيتها مجددا .....
الضابط: حضرتك الآنسه مرام عبدالرحمن
مرام هامسه: ايوه
الضابط: ممكن تحكيلنا كل اللي حصل لو سمحتي؟
مرام وقد بدأت بالنحيب مرة أخرى وهي تروي ما حدث للمرة الثانية لتنهي حديثها قائله: بس مش عارفه حصل ايه لفريده ! هي كويسه؟
أكرم بأسف: مش عارفين
نظرت له بدهشه: ازاي؟
أكرم: ماكانتش في البيت لما وصلنا!
مرام: ازاي!... يعني هيكون الحيوان دا عمل فيها ايه!
الضابط: اهدى يا انسه مش كدا
أكرم للضابط: ممكن ناخدها ونمشي؟
الضابط: اه احنا خلصنا كلامنا خلاص...بس لو افتكرتي حاجه تاني يا ريت تتصلي وتبلغينا
وانصرف الضابط مع العسكر ونهض أكرم شاكرا زنوبه لحسن ضيافتها لهم ولمرام وسيف واتجه ليحمل سيف وينصرف عندما لاحظ ان مصطفى مازال جالسا فناداه: مصطفى!... يلا يا ابني
نهض مصطفى ليخرج بلا حول منه ولا قوة حتى اوقفته زنوبه بابتسامه صغيره قائله: صلي صلي يا ابني وادعيلها كتير ربنا ينجيها هو وحده اللي عالم بحالها دلوقتي وهو القادر على كل شئ!
-----------
دلف سعد إلى حيث توجد فريده قائلا: اخبار الجرح ايه؟
فريده بسخريه: يهمك اوي؟
سعد: طبعا ... ما هو لو جرالك حاجه انا اللي هاروح في داهيه!
تجاهلته فريده قائله: انت عايز مني ايه؟
سعد وهو يضحك: كل خير .... فدية صغيره بس مش اكتر.. شوفتي بسيطه ازاي؟
فريده بتفكير: ومين اللي قالك انه عندي فلوس او عند أهلي؟
سعد ضاحكا في خبث: يمكن مش عندك ولا عند أهلك بس عند حبيب قلب أختك او جوز أختك التانيه مش فارقه المهم الفلوس توصل بس!
فريده بشرود: أكرم؟
سعد: اسم الله عليكي ما انتي طلعتي نبيهه اهو!
فريده فجأة : عايزة اصلي!
سعد بدهشه : نعم ياختي؟
فريده بقدر ما تستطيع من قوة: عايزه اصلي!
سعد ضاحكا: لاكون خطفت الخضرة الشريفه وانا ماعرفش
فريده: خضرة ولا مش خضرة انا عايزه اصلي!
سعد: مافيش مصليه هنا
فريده باصرار: مش مهم ... قولي القبله فين وهاتلي شويه مايه اتوضا
سعد وهو يضع امامها زجاجه مياه مشيرا لاتجاه القبله: كدا
فريده: هو الضهر أذن؟
سعد: هوهوهو دا العصر خلاص قرب
لم تنتظر فريده لتسمع المزيد او لتتأخر أكثر من ذلك فاعطت ظهرها لسعد لتتم وضوءها فشعر سعد ببعض الحرج فتركها محدثا نفسه :كدا كدا مش هتعرف تهرب بحالتها دي ولو حاولت هاحصلها دي مافيهاش نفس !
ضغطت فريده على نفسها لتستطيع النهوض ولكن ما ان انهت اول اربع ركعت من السنه ونهضت لصلاة فريضه الظهرفلم تستطع الاستمرار في الوقف وبدأت تترنح فاثناء ركوعها ضغطت على الجرح وتحاملت عليه باكثر مما يتحمل فعادت النزيف يزداد مره اخرى...كان سعد يقف على الباب ينظر للخارج ويلتفت إليها بين الحين والآخر ولكن عندما رأها تترنح أسرع إليها مسندا إياها لتجلس بجوار الحائط ودت في تلك اللحظه ان تدفعه بعيدا وتمنعه من لمسها ولكن لم تكن تشعر بنفسها من كثرة الألم فقد ترك الجرح دون خياطه او حتى تطهير ساعات طويله
سعد: مش خلاص صليتي كفايه بقى وارتاحي شويه
فريده: لا لسه ما خلصتش
استدارت في اتجاه القبله مره أخرى ولحسن حظها كان اتجاه القبله ملائما لها حتى تستطيع الاتكاء بظهرها على الحائط وبدأت بصلاتها جالسه فتركها سعد متعجبا من امرها فكيف تصلي وهي بهذه الحال وهو كان كلما شعر فقط ببعض التعب او بشكل أصح ببعض الكسل كان يترك الصلاة ويجعلها تتراكم عليه حتى يعجز عن تأديتها لكثرتها هذا عندما كان يصلي من الاساس فقد هجر صلاته منذ توفيت والدته وأصبح وحيدا فشعر وليعاذوا بالله ان ذلك الرب الذي حرمه من اخر شخص مهما في حياته لا يستحق تلك العباده....
نسي قول الله تعالي "ولنبلونكم بشئ من الخوف والجوع ونقص في الاموال والانفس والثمرات بشر الصابرين" صدق الله العظيم
بعد انتهاء فريده من صلاة الظهر وما يليها من سنه اصبحت تصلي دون توقف حتى سلمت من احدى صلواتها التي لا تعلم ما عددها فسمعت أذان العصر فرددت مع الأذن وقالت الدعاء حيث قال رسول الله صلى الله علي وسلم "من قال حين يسمع النداء اللهم رب هذه الدعوة التامة والصلاة القائمة آت سيدنا محمدا الوسيلة والفضيلة وابعثه مقاما محمودا الذي وعدته حلت له شفاعتي يوم القيام" وايضا قال الرسول الكريم "من قال حين يسمع المؤذن: أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأن محمدا عبده ورسوله ، رضيت بالله ربا وبمحمد رسولا وبالإسلام دينا ،غفر له ذنبه"
متذكره حديث سيدنا محمد "لايرد الدعاء بين الآذن والإقامة" فبدأت تدعو الله أن يرحمها وينجيها ويبعد عنها من يريد الضرر بها او بإخوتها أو بالمسلمين جميعا وسألت الله حسنه الخاتمه وشفاعة النبي لها وان يرزقها فسيح جناته هي وكل من قال أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا عبده ورسوله واستمرت في دعاءها حتى سمعت الاقامة فقامت بتأدية صلاتها ولكن ما إن انهتها حتى سقطت مغشيا عليها....
أنت تقرأ
انا وانت يساوي
Romanceرومانسية حب دراما كوميدي هتساوي اتنين طبعا-وايه الثقه دي كلها ؟غلط على فكره ... -ازاي يعني واحد زائد واحد على طول بتساوي اتنين- فيه حاجه عايزك تعرفيها كويس ! واحد زائد واحد مش على طول بتساوي اتنين -ههههه لا يا شيخ .. اومال هتساوي كام؟ -ماهو دا س...