الجـزء العشـرون

384 34 1K
                                    

الشعور بالوحدة من أصعب المشاعر التي قد يشعر بها القلب، عندما يتم استبدالك بأحد آخر

عندما يتم طردك خارج منزلك الدافئ، عندما يخذلك كل من حولك، عندما تبكي وحيدة في عتمة الليل ليس لديك سوا ذكرياتك السعيدة

عندما ينظر لك الجميع بنظرات الشفقة على حالك و يتعاطفون معك فقط لأنك وحيد أو ربما ينقصك شيء موجود لدى الجميع

كل هذه الأفكار و المشاعر تسكن في قلب أليكسا منذ ترك والدها لها...

كانت مصابة بالمرض بسبب جيناتها فجدها من طرف والدتها كان مصاباً بنفس المرض و توفي بسببه

أما آلي فلم تكن تتلقى العلاج في الوقت المناسب بل كانت تزيد من حدة المرض عن طريق التدخين

مرّت أيام على ذلك اليوم و أليكسا إلى الآن في المشفى تنتظر موتها فلقد رفضت العلاج الذي ربما ينفع بنسبة 1%

عادت للتحدث مع جايسون بعد يومين من إخباره لها بالحقيقة فقط لأنها تخشى الموت و تركه مكسور خلفها 

ميلا نائمة على الأريكة أما جايسون فـغفى على الكرسي الذي بجانب سرير أليكسا ممسكاً بيدها

الساعة تشير إلى الحادية عشرة ليلاً
عندما استيقظت آلي بسبب سعالها الحاد، انتفض جايسون من غفوته ثم أعطاها كأس الماء كي تشرب

أبعدت يده التي تحمل الكأس و سعالها المصاحب للدماء لم يتوقف "لا- أستطيع- التنفس" قالتها بصعوبة بين سعالها

نهض جايسون بسرعة و خرج من الغرفة ثم بدأ بالصراخ طالباً النجدة من الممرضات

تم نقلها إلى غرفة العناية المركزة، ثم خرج الطبيب من عندها ليرى جايسون و ميلا أمامه "أخبرني أن ابنتي بخير"

كان جايسون على حافة الانهيار، هو مدرك أنها لن تنجو فنسبة شفائها ضئيلة للغاية لكن داخله يرفض هذه الفكرة

"لأكون صادق معك" قالها الطبيب بحزن ثم تنفس الصعداء كي يكمل "ابنتك تحتضر " فور ما تفوه بتلك الكلمتين ركض جايسون لعند آلي

كانت دموعه تتسابق للنزول على خدّيه عندما رآها بتلك الحال، جسدها الهزيل ممدد بضعف على سرير المشفى

جهاز التنفس يغطي أنفها و فمها، المغذي و بعض الأدوية تدخل إلى جسدها عن طريق الحقنة المتصلة بمعصمها

جلس جانبها ممسكاً بيدها ثم قبلها عدّة مرّات و دموعه تنهمر بغزارة "أنا أموت صحيح؟" سألته بصوتها المتعب بينما بالكاد تستطيع إبقاء عينيها مفتوحتين

نظر لها بحزن ثم أومأ ببطء لتنهمر المزيد من الدموع من عسليتيه "سوف أبقى ممسكاً بيدك حتى ذلك الوقت كي لا تخافي أيتها الباندا" قبل يدها في نهاية كلامه و شهقاته تتعالى

استطاع رؤية ابتسامتها الذابلة خلف جهاز التنفس "أنا سعيدة لأني سوف أتخلص من الألم و أقابل أمي أخيراً" أردفت بنبرة صوتها المتعبة

"أنا آسف لأني كنت أباً سيئاً صغيرتي، آسف جداً على كل ما عشتِه في سنواتكِ السابقة، أعتذر لأني سببتُ لكِ كل هذا الأذى، كنتُ أحمقاً عندما قررت التخلي عنكِ، ظننت أن مصلحتكِ في مكان لست موجوداً به، لكني نسيت كوني سندكِ المتبقي في الحياة، أنا آسف أليكسا، أقسم أنني آسف"

كادت أن تخرد عليه لكن أوقفها دخول ميلا مع باتي جيرمي و جازمن و أفراد العصابة

نظرت لهم و عينيها تشع بالفرحة "هل جميعكم أتيتم لتوديعي؟" سألتهم ثم بدأت تسعل مجدداً

جلس الجميع حولها و الحزن يطغى على ملامحهم، كل شخصٍ من بينهم كان يلوم نفسه بطريقة ما

كلٌّ من رايان، زاك و ألفريدو كانوا يلومون أنفسهم على عدم المحاولة أكثر في إقناع جايسون بتغير قراره بإبقائها بعيدة

باتي و جيرمي كانا يفكران بطريقة مختلفة، كان عليهما الانتباه و الإعتناء أكثر بها و لا سيما ليلة هروبها من المنزل

جايسون كان يحاول ألا ينهار أكثر مما هو عليه أمام ابنته، كان ممسكاً بيدها بقوة و شهقاته تملأ المكان

بكاؤه كأنه طفل في الرابعة قد كُسِرت لعبته الجديدة، نظرت له أليكسا بقليل من الحزن

"لقد سامحتك أبي" قالت كلماتها بضعف مما جعله يرفع رأسه و ينظر لعينيها "أنا لا أستحق المسامحة بل أستحق الاحتراق في الجحيم"

ضميره يؤنبه بشدة و قلبه يتآكل من الألم، لم و لن يستطيع مسامحة نفسه طوال عمره

صدر صوت صافرة الجهاز  الذي يفحص نبضات القلب و عيني الفتاة أغلقوا بضعف، نهض زاك بسرعة و صرخ للممرضة كي تأتي بسرعة

"أتوسّل إليكِ لا تذهبي طفلتي، أقسم بكل شيء أنني أحبك" صرخ جايسون و بدأ بالانهيار بينما دخل الأطباء بسرعة

كلّاً من رايان و فريدو سحباه إلى خارج الغرفة بينما كان يقاومهم و الصراخ

خرج من الغرفة الطبيب المسؤول عن حالة أليكسا ثم نظر إلى الأرض "تاريخ الوفاة ١:٠٨ "

قالها الطبيب ليقع جايسون على ركبتيه و ينهار باكياً

كانت روحها تنظر لهم بحزن لكن صوت أحدهم جعلها تبتسم بفرح، استدارت كي ترى روح والدتها فاتحةً ذراعيها مستعدة إلى استقبالها

عانقا بعضهما البعض بشوق، أخيراً رقدت روح أليكسا بسلام و هي الآن تشاهد من السماء مع والدتها

كان جايسون كلما اشتاق لها نظر عالياً و ابتسم بكسرة ثم يذهب إلى قبرها و يسقي الزهور التي عليه

شاهدتْ كيف مرّت السنوات بسرعة و علمت السبب خلف تسمية أخيها بـ أليكس..... كي تحيا ذكراها بين الجميع

ليس كل شيء كما يبدو عليه، ليس كل من يتجاهلك عدوك، أحياناً نضطر إلى اتخاذ قرارات قاسية و غير عادلة لكنها تكون أفضل ما نملك من خيار

~النهاية~

Sweet Memories | Jason McCannحيث تعيش القصص. اكتشف الآن