الجـزء السـادس عشـر

309 34 1K
                                    

"أخبريني كيف وصل بك الحال إلى مراهقة مدمنة تدخين تعمل بأحد العصابات" سألها بهدوء ناظراً لها

ابتلعت ما بحلقها بتوتر "أنت أجبني أولاً، أين أمي و لماذا قامت بتركي؟" سألته بقليل من الثقة، هي تريد معرفة الإجابة لكنها خائفة من الحقيقة في نفس الوقت

خائفة من انكسار روحها أكثر مما هي عليه، خائفةً من ازداد ألم قلبها، خائفة من سماع أن والدتها تكرهها و أرادت التخلص منها بأي شكل

هذا ما كان يجول في خاطرها لكن... ليس كل شيء كما يبدو عليه

ربما إن غيرت الزاوية التي تنظر منها فحتماً سوف ترى الجانب الجيد من الحكاية فلا تستطيع الحكم على أمرٍ ما من خلال منظورك الخاص

"سأخبرك بكل شيء لكن أريد معرفة ما حل بابنتي لتصبح هكذا" قالها بلطف محاولاً تغير رأيها كي تتكلم و تطفئ عاصفة أفكاره و قلقه

تنهدتْ بضيق ثم أومأتْ لتبدأ بسرد ما حصل معها منذ ثلاث سنوات...

| ٢٢ تشرين الأول خريف ٢٠٣٢
الساعة ١١:٠٨ صباحاً |

هربت من المدرسة مع صديقتها إيفا بعدما أمسك بهما تدخنان في الحمام، لقد بوبختا بقسوة و تم استدعاء أوليائهما لكنهما هربتا بسرعة

رمتا حقائبهما على الأرض في الزقاق الضيق الذي يقع خلف المدرسة، جلستا على الحقائب كي لا تتسخ ملابسهما و أيضاً بسبب برودة الأرض "ماذا سوف نفعل الآن؟ جدي سوف يغضب و جدتي أيضاً" قالتها أليكسا بتوتر محاولةً ألا تبكي

"لا أعلم ماذا سوف تفعلين لكن بالنسبة لي فأمي ستعاقبني بحرماني من النقود لأسبوع" قلبت إيفا عينيها بضجر ثم أخرجت علبة السجائر الاحتياطية

"أين كانت هذه! أعطني يا لعينة" قالتها آلي بمزاح ثم سحبت علبة السجائر من صديقتها لتخرج واحدة و تبدأ بالتدخين

كادت، صديقتها أن تشعل سيجارة كي تدخنها لكن أحد ما أوقفها بصوته " واو أحسنتما حقاً" قالها الرجل البالغ من العمر التسع و ثلاثون سنة بينما يصفق بسخرية

نظرت كلتا الفتاتان له باستغراب لتردف أليكسا بوقاحة "ما شأنك؟" نظرت لها ايفا بتوتر ثم أعادت نظرها للرجل

"أين والديكما أيتها الطفلتان؟" سألهما ببرود ناظراً لجسديهما الذي لم تكتمل بنيتهما بعد فلا تزالا في الرابعة عشر

"ماذا تريد يا سيد؟" سألته ايفا بغضب بسبب تدخل هذا الغريب، جلس القرفصاء أمامهما كي يكون بمستواهما

أخذ السيجارة من فم آلي ليضعها بفمه، "لا شك أن والديكما غاضبان للغاية صحيح؟" سألهما ليومئان بصمت

أعطا كل واحدة منهما بطاقة بها رقمه ثم أردف "يمكنني تغير حياتيكما للأفضل، إن ساءت الأمور و أردتما مغادرة منزلكما للأبد فقط اتصلا علي، عملي هو مساعدة الصغار الذين بأعماركما" قالها بلطف مصطنع ثم نهض

Sweet Memories | Jason McCannحيث تعيش القصص. اكتشف الآن