الجـزء الواحد و العشرون -إضافي

302 27 204
                                    

كان نائم في سريره الفخم مع زوجته ميلا قبل أن يستيقظ من العطش، نظر للساعة الرقمية ذو الأرقام المضيئة التي بجانب سريره

كانت تشير إلى الثالثة و الثلالث و ثلاثون دقيقة، توقيت غريب في منتصف الليل

نهض من مكانه بتعب و اتجه نحو المطبخ بخطى خفيفة، أخرج زجاجة مياه من الثلاجة كي يشرب

عندما أعاد الزجاجة و استدار كي يعود إلى غرفته فُوجِئَ بشخص كان يقف عند الباب، كانت إمرأة في مقتبل عقدها الثاني

مصابة بطلق ناري في رأسها و صدرها لكنها لا تبدو أنها تتألم أو تتأثر منهما، انتفض من مكانه برعب بسبب مظهرها و عاد للخلف بضعة خطوات

"من أنتِ؟" تلعثم بكلماته بسبب الذعر الذي أصابه لكن الفتاة لم تنطق بحرف فقط مشتْ اتجاهه لصمت و هدوء

لم يكن يسمع شيء سوا صوت أنفاس جايسون المتثاقلة، حتى خطواتها لم تسمع و كأنها تطفو فقوق الأرضية كالسحابة الخفيفة

وصلت لعنده و كانت واقفة أمامه مباشرةً "ألا تتذكرني جايسون؟" سألته بصوت خافت جداً يكاد يشبه الهمس

ركّز في ملامحها جيداً كي ينصدم عندما عادت ذاكرته حين إلتقى بها آخر مرة

"لورن؟" نطق اسمها بصدمة غير مصدق أهذا شبحها أتى للإنتقام منه، أومأت لورن بهدوء لتظهر من خلفها شبح أليكسا حاملةً جروها الذي مات من سنوات طويلة

اندفع بجسده بسرعة نحو الصنبور ليفتحه و يغسل وجهه بسرعة ظاناً منه أنه يهلوس فقط فما يراه ليس طبيعي البتة

أغلق الصنبور و استدار كي يجد أن الكطبخ فارغ و ليس لتلك الأشباح وجود، ابتلع ما بحلقه ثم هرول مسرعاً لخارج المطبخ

عندما وصل إلى الدرجة الأخيرة من الدرج تصنم مكانه بسبب ظهور شبح لورن مجدداً

دفعته بقوة ليسقط من أعلى الدرج، آخر ما سمعه كان همساتها "لتحترق في الجحيم"

فتح عينيه لينما صرخاته ملأت المكان عندما شعر بنفسه يسقط من السرير، العرق يتصبب من جبهته و أنفاسه متثاقلة

سمع صوت بكاء لينهض بسرعة و يقع نظره على طفلته أليكسا ذو الثمان أشهر تبكي بسبب صوت صراخه

مهلاً ماذا حصل؟....

سحبها إلى حضنه و يداه تتلمسها بغير تصديق، فلقد كان حلماً فظيعاً لا لا بل كان أسوأ كوابيسه

"يا إلهي أليكسا" تفوه باسمها أخيراً و احتضنها بقوة كأنه يريد حمايتها من كل شيء، شعر و كأن الحياة أعطته فرصة ثانية

فرصة كي يتفادى أخطاؤه المشينة، "أشكر الرب أنكِ بخير صغيرتي" قبل كل إنش من وجهها الممتلئ الصغير و مسح دموعها 

بدأ يهزها بلطف كي تهدأ و هو واقف أمام السرير، لم يشعر متى بدأت دموعه تنهمر  نظر إلى طفلته بعدما هدأت لكنها رفعتْ شفتيها استعداداً للبكاء مجدداً عندما لاحظت دموعه

"أنا آسف آلي، دادي آسف على كل شيء، أقسم لكِ أني لم أقصد إيذائكِ هكذا ظننتُ أنه قرار جيد لك لكني كنت مخطئ"

شهقاته كانت تكسر صمت المكان و ذراعيه تحتضن طفلته بقوة، شعر بيديها الصغيرة تداعب وجهه كي تمسح دموعه

:::

كان يجهز حوض الاستحمام كي ينظف طفلته عندما سمع صوت الجرس وضع طفلته في الحوض و أغلق الصنبور

ذهب مسرعاً كي يفتح الباب ليجد أمامه فتى البسكويت، عقد حاجبيه باستغراب هذا الفتى مألوف بالنسبة له بطريقة ما

بقي للحظات يحدق بالفتى حتى تدفق لرأسه ما حصل في حلمه الغريب ربما، أغلق الباب بسرعة غير مبالي بالشخص الذي يثرثر

ركض عائداً إلى الحمام ليجدها تلعب بصنبور المياه تماماً كما رآها في عقله حملها بسرعة و عانقها بتملك

"لن أدعك تختنقين مجدداً صغيرتي"

______________________________________

هاي

أتمنى البارت عجبكم

احكولي رأيكم بالتغيير و شو توقعاتكم؟

Sweet Memories | Jason McCannحيث تعيش القصص. اكتشف الآن