دلف عاصي إلى غرفة مكتبه الأقل ما يقال عنها رائعه فتتكون من غرفة واسعه للراحة وبداخلها غرفه مخصصه بها فراش للنوم ويوجد بها حمام وأيضا ركن للاجتماعات وكنبه وعدد من الكراسي..فكان اسطوريا بحق.
جلس على مكتبه وهو يتأمل ما حوله بابتسامه غرور لتقاطع ابتسامته سكيرتيرته الخاصه قائله بلهجة تقرير وهي تعدل من نضارتها: عاصي بيه صباح الخير..حضرتك عندك مكالمتين متتاليين من سويسرا..واربع اجتماعات وعشان عمل فمطعم ***. ليقاطعها عاصي قائلا وهو يخلع جاكيت بدلته: استنى استنى...مكالمتين من مين.
لتقول السكرتيره بتوتر: من اخو حضرتك... انا معرفتش ارد أو مأردش وعشان كمان حضرتك معظم المكالمات بتبقا شغل فأنا عرفت انو اخو حضرتك بعدين.
لتنظر له منتظره توبيخه أو خصمه لبعض الايام من عملها.
ليرد عليها بهدوء قبل أن ينظر على الملفات التي امامه: خلاص..والله يا سهير حظك حلو انهارده أن مزاجي رايق عشان كدا ولا هقولك كلمتين يحرقوا دمك ولا هخصم منك بنضارتك الكعب كوبايه دي.
لتنظر له سهير بصدمة وهي تشعر كم الاهانه التي تلقتها الان.
لتحمحم قائله: احم.. حضرتك محتاج اي حاجه انا حطيت بروجرام حضرتك بتاع انهارده قدام حضرتك.
ليقول لها بهدوء ولم يرفع نظره فيها: شكرا يا سهير اتفضلي شوفي شغلك.
لتتنفس سهير الصعداء وهي تركض من أمامه وتشعر انها نجت بحياتها بأكملها.
لينظر هو أمامه بعد أن أغلقت سهير الباب بشرود وهو يتنهد ويمسك هاتفه الشخصي ويضغط على بعض الأزرار ينتظر الرد.
ليرد الرقم بعض ثواني قائلا بجمود: اتصلت بيك مرتين...كنت فين يا بيه هو انا هلف وراك عشان ترد عليا.
ليرد عاصي على شقيقه الأكبر بمرح معهود منه: رائد حبيبي.. والله زي ما انت عارف اخوك مبيستقرش فحته...دا انا حتى انهارده وصلت بدري.
ليقاطعه رائد قائلا بضجر: بس بس اي يبني في اي..بالع راديو.
ليقول عاصي: لا والله يا حبيبي انا مش بالع راديو..انت اللي مبتتكلمش كتير.
ليرد عليه رائد ببرود: اممم بخاف بوقي يوجعني..هو انت كدا رايح الشركة بدري.
ليقول عاصي بهدوء: ما انا كنت بوصل رفيف.
ليقول رائد: برضو يا عاصي...هو احنا مش كنا قفلنا ع الحوار دا بقا انت مبتزهقش.
ليقول عاصي بنبرة لا تحتمل نفاش: لا مبزهقش ي رائد مش عايز اتكلم فالحوار دا غير الموضوع.
ليتقبل رائد تغيره نظرا لمعرفته بحساسية عاصي بالتكلم معه بهذا الموضوع ليقول عاصي: انت مش هترجع اسكندرية بقا ولا اي يا رائد؟
ليقول رائد بعصبيه مفرطه: والله بجد.. انا لو مش عايز ارجع مش هرجع انت مسؤل عن الشركات فاسكندريه ومسؤل ومحافظ ع اللي فيها ونت فاهمني كويس... هرجع للي مش فاكرينني اصلا ولا لجدك اللي ولا بيسأل عننا ولا معترف بينا من أصله...اذا كان احنا حتى منعرفش هو سافر ولا راح فين...ليقول بعد أن تهند: بس فعلا مضطر ارجع بس انت عارف مالاول انا سافرت لي...هاجي قريب ان شاء الله...يلا باي ورايا اجتماع مهم هكلمك بعدين.
ثم يغلق معه رائد وهو يتنهد بضيق ويتذكر منذ سنوات لقائه الأخير مع من سرقت عقله وقلبه.
فلااااش بااااك.
رائد بعد أن أخذ شادن في حديقة قصرهم الذي كانوا يعيشون فيه جميعا...لياخذهابعيدا عن العائله قائلا وهو ينظر للارض: شادن انا عايزك فموضوع.
لترفع شادن الصغيره يديها وهو تقف على أطراف إصابعها فقط لكي تصل إلى صدره وهي تمسد عليه بحنان قائله: قول يا رائدي انا سامعاك...علي فكره انت من ساعه ما جيت مع خالتو انت وعاصي وانا شايفاك كل شويه تبصوا لبعض انت اكيد عايز تقولي حاجه.
لينظر لها بعشق وندم.. فمع صغير سنها فهي قد كبرت وشبت بين يديه.
لينحني كثيرا فهي ذات قامة قصيره...او لنقل هو ذات قامة طويله..وربما جدا.
ليمسكها من خصرها وهو يحملها لتكون في مستواه مما جعل قدميها لا تلامس الأرض بربع متر تقريبا .
لتقول له شادن بصوت طفولي وضحكات طفولية وهي تضع كفيها الصغيرات على وجنتيه: اي دااا رائد انت طويل اوي اوي..خليك قصير شويه عشان اطولك بعد كدا.
ليضحك على كلماتها رغم حزنه مما هو يقبل عليه.
ليقول لها وهو يقبل وجنتها واحدة تلو الاخري: شادنتي..عايز اقولك على حاجه.
كانت شادن تلهو بشعر يده وهو تعبث به بطفوليه: قول.
ليقول بعد أن تمسك بها أكثر واحتضنها: اا انا هسافر اكمل السنتين اللي فاضلينلي فالكليه فسويسرا.
لتنظر له شادن بصدمة ثم قالت بأبتسامه قلقه منتظره رده بعد أن انتهت بتوجس: خلاص خدني معاك...عشان نبقا مع بعض انت وعدتني انك مش هتسيبني ابدا صح.
ليغمض رائد عينيه بألم قائلا: بس انتي مش هينفع تيجي معايا يا شادن...لان انا هستقر هناك...لازم امسك فروع الشركات اللي هناك..لان طبعا عاصي لسه داخل الكلية فاول سنه ومش هينفع يسافر وبابا تعبان وهيمسك هنا لحد ما عاصي يستوعب الشغل اكتر ويأخذ خبره اكتر وبعدين يستقيل ويمسك عاصي...انا مش هاجي هنا تاني.
لتنظر له شادن بصدمة قائله: رائدي انت ازاي هتسيبي وتمشي...انت مش بتحبني...وانا..وانا كمان مش بحبك.
ليحتضنها رائد سريعا وهو يقول بسرعه: انتي بتقولي اي...لا طبعا انا بحبك انا بعشقك...انتي شادنتي انا لوحدي..انا بحبك اوي.
لتحتضنه هي الأخرى وهي تبكي قائله بطفوليه ودمعاتها تنزل على عنقه الطويل: انت هتسيبي وتمشي...انت كل شويه توعدني انك مش هتمشي وتسيبني.
ليبتعد عنها يمسح دمعاتها بأصابعه الصلبه وينظر بعينيها الرمادية الواسعه: يا حبيبه عمري...والله غصب عني يا شادن...انا لو عليا عايز اخدك معايا وأفضل معاكي عمري كله لحد ما اموت بس لازم انا متضطر.
لينظر لها بندم قائلا: اوعدك أني هرجع تاني...هرجع وهتكوني كبيره وهعيش انا ونتي فبيت لوحدنا ومش هبعد عنك ابدا.
لتحتضنه مجددا وقد بدأت تستقبل فكرة انه سوف يغادر قريبا: ماشي يا رائدي...خليك عارف انك هتبقا رائدي طووول الوقت وطوووول العمر.
ليمسك يدها الصغيره قائلا: وانتي هتفضلي شادنتي انا لوحدي وبس..شادنتي طول الوقت وطول العمر.
ليسافر رائد وتنقطع علاقته بشادن نهائيا بغير عمد...او هكذا يقنع نفسه.
الا فقط من عاصي الذي يطمئنه عليها وعلى أحوال عائلته.
باااك.
ليستفيق رائد من شروده على طرقات على الباب ثم يفتح الباب وتدخل شابه في أوائل عقدها الثالث طويله القامة بجسد ممشوق ووجه عليه نصف مساحيق تجميل العالم وملابس كجلد ثاني لها.
لتسرع إلى رائد ناويه احتضانه قائله: رائد وحشتني اوي.
ليوقفها رائد بحركة من يده يمنع احتضنها قائلا ببرود: اهلا تسنيم..اي اخبارك.
لتشعر تسنيم التي تعمل مديرة اعمال رائد وصديقته المقربة بالاحراج كثيرا وهي تجلس بغيظ أمامه قائله: كويسه...خير جيت انهارده وطلبتني مع اننا اجازه ونت المفروض تريح يا بيبي... اخاف عليك تتعب ارجوك متجدش نفسك.
كانت تتكلم بميوعه مقززة لدرجه تقزز رائد لكنه لم يظهر ذلك ليقول لها: انتي عارفه اني مش بحب الإجازات وفي صفقات واجتماعات كتير اوي محتاج اخلصها قبل الفتره الجايه.
لتنظر له بحاجب مقعود قائله: لي وفيها اي الفتره الجايه؟
لينظر رائد أمامه وهو يتنهد قائلا بشرود: راجع اسكندرية...لحياتي؟!!
أنت تقرأ
همسات رائدها
Romanceتركها...تركها لسنوات طويله وهجرها وترك قلبه وعقله ووجدانه معها...وبعد سنوات من غيابه قرر العوده لها وارجاعها له حتى لو بالقوه...ليجد كل شئ كما تركه وأفضل.. إلا من شئ واحد وهو أهم شئ.. مما جعله في صدمه من شادنته.. صغيرته الخاصة به التي تكاد أن تفقده...